هناك آباء تربطهم الرياضة بأبنائهم، وآباء آخرون تبعدهم التكنولوجيا عن قضاء بعض الوقت مع أبنائهم. التكنولوجيا قدمت كثيراً من الايجابيات مع كثير من السلبيات، أفقدت الروابط الاجتماعيَّة حتى بين الأبناء وآبائهم وهم بالمنزل ذاته.
هذا دفعنا لأخذ مجموعة من الآراء المختلفة لمعرفة أهميَّة الرياضة للمجتمع السعودي، خاصة بعد ظهور التكنولوجيا وهل أثرت في حياتهم سلباً أم إيجاباً، وبعض النصائح من مدرب رياضي.
التكنولوجيا والعمل
سلمان العصيمي، رئيس تحرير مجلة «واو» علاقتي بالتكنولوجيا ليست على ما يرام، وإن كنت أستعين بها في كثير من الأوقات كوسيلة للوصول لغاية، لكن أجهل كثيراً من أسرارها ولا أجيد التعامل مع مشاكلها، وكثيراً ما أستعين بالآخرين لمواجهة بعض مشاكلها، مما لا شك أنَّها أخذت كثيراً من أوقات أبنائنا وعقولهم، لا سيما أنَّ ابني نواف مهووس بها، ودائماً أسعى لأن أجعله ينصرف لبعض الرياضات البدنيَّة وإن كنت مؤمناً بأهميَّة التكنولوجيا في تنمية عقل الطفل، لكن لا بد من الموازنة ما يدفعني لتشجيعه على ممارسة رياضة كرة القدم والسلة، سواء بالمدرسة أو المنزل.
الشعور بالمتعة
من ناحية أخرى ترى الإعلاميَّة نادرة الكامل أنَّ التكنولوجيا لم تكن عائقاً لي كوني المسيطرة على الوقت المخصص لها، وأتابع أعمالي أثناء ممارسة الرياضة، وكثيراً ما أشعر بالمتعة.
أبعدت الأبناء
المصور حمد المهنا يكتفي برياضة المشي محاولاً جذب ابنه معه لرياضة كرة القدم لتعويده منذ عمر خمسة أعوام بشراء كرة صغيرة يستطيع أخذها أينما أراد، لاسيما أنَّ المهنا يعاني مشكلة مع ابنه البالغ من العمر خمسة أعوام، وهو تعلقه الشديد بجهاز الآيباد، بينما أنا خصصت له ولأخته ساعة لكل واحد منهما، والباقي من اليوم يقضيه بالرسم واللعب بأمور أخرى.
تسرق الوقت
منال الدرويش، منسقة تسويق قالت: التكنولوجيا أصبحت من أساسيات الحياة وإدماناً خطيراً لدى الفتيات لانعدام الخيارات الأخرى لممارسة الرياضة مقارنة بالشباب. وتضيف: ليس أمامها غير المشي بالممشى إن وجد بالقرب من منزلها، وإن كانت من ذوي الدخل المتوسط لتحصل على اشتراك بأحد النوادي الرياضيَّة وتغطية تكاليف السواق، لاسيما أنَّها أصبحت جزءاً من حياتي اليوميَّة، سواء بحكم عملي أو التواصل مع الأصدقاء والأقارب، وأحيانا اسميه مرض تواصل حديث.
الدوافع والإرادة
من جهة أخرى قال فارس أحمد الداغستاني، مصور: لكل شخص دافع يدفعه لعمل الرياضة وإن لم يجد الدافع اتجه إلي التكنولوجيا فيصبح من مدمنيها، فتنحصر حياته بين الأكل والجلوس على التكنولوجيا من دون الاهتمام بالرياضة فيصاب بالتخمة.
ويضيف: فلم تلهني التكنولوجيا عن الرياضة قسمت وقتي بين رياضة المشي وركوب الخيل وقضاء وقت بالتكنولوجيا والحمد لله أنني لم أصب بالإدمان، لكونها تفصل الشخص عن الحياة الواقعيَّة.
بينما بيان أم بسمة، سيدة اعمال: لا ترى أنَّ التكنولوجيا تبعد الشخص عن الرياضة ولا عن واجبات المرأة المنزليَّة، كونها منظمة حياتها بين الرياضة وتربية أبنائها فلا تضيع يوماً دون رياضة، فالتكنولوجيا جزء من الحياة لتواصلي مع زميلاتي بالعمل وصديقاتي.
زيادة الوزن
في المقابل هلال اليوسفي، مصور، يقول: منذ زمن لم أمارس الرياضة، كنت أقضي كثيراً من الوقت وأنا أمشي، لكن ما يقارب العامين لم أمارس أي نوع من الرياضة ما جعل وزني في ازدياد. ويضيف: أصبحت أبحث عن أبسط الحلول التي لا تبعدني عن جهازي حتى لا أفقد كثيراً مما يقوله أصدقاؤه بالواتس أب وغيره، ودائماً ما أتجول في الأسواق لشراء الجديد من الأجهزة الذكية، ومع انخفاض أسعار النت أصبحت من مدمنيها.
دافع للرياضة
«هناك من أفادتهم التكنولوجيا في تغير حياتهم بأن أصبحوا من محبي ممارسة الرياضة» بهذه العبارة بدأت مريان حسن صالح حديثها قائلة: الرياضة هي الجزء الأكبر في يومي كوني أمارس رياضة المشي والسباحة، وعلى عكس المتعارف عليه لدى الفتيات من قضاء وقت طويل برفقة التكنولوجيا والعبث بها. وتضيف: بدايتي لممارسة الرياضة أفادني كوضع الموسيقى وأنا أمشي لساعات طويلة من دون الشعور بالوقت، ومشاهدة الأفلام والقيام بالأيروبيك، ومعرفة المعلومات الصحيحة للرياضة. وخلود الزين أيضا نظمت حياتها بين الرياضة وممارسة أعمالها: التكنولوجيا ساعدتني كثيراً في تنظيم وقتي، لم تعد مملة كما في السابق، لم أعد مجبرة لتخصيص وقت للجلوس على الكومبيوتر لكتابة إيميل أو محادثة صديقاتي. وتضيف: جعلتني أغير كثيراً من عاداتي غير الصحية. أما ميلاف الخالدية لا تختلف كثيراً عن خلود ومريان بأن التكنولوجيا هي: السبب الرئيسي لحبي لممارسة الرياضة بسماعي الموسيقى والاستمتاع مما يدفعني لفعل المزيد والبحث عما هو جديد منها.
الرأي الرياضي
أوضح إبراهيم المبرزي، مدير ملعب مدينة الأمير عبد الله بن جلوي الرياضي بالأحساء، أنَّ وسائل التكنولوجيا والأجهزة الذكيَّة لم تبعد الأبناء عن الرياضة، بل أصبحوا أكثر تعلقاً ممن سبقهم من الأبناء. فلديهم ثقافة رياضية واسعة ويبحثون عما هو جديد دائماً. لافتاً إلى أن الوقت الحالي أصبح اهتمام الأبناء منذ الصغر منصباً بشكل كبير على كرة القدم، ومتابعتهم الدوري ومعرفه تفاصيله.
وقال: كثير من الأندية أصبحت لديها مدارس تسمى مدارس البراعم والسبب تعلق الأبناء بكرة القدم فيقضي الابن من ساعتين إلى ثلاث ساعات في ممارسة كرة القدم وهو وقت طويل جداً.