كثيرة هي المقالات والقصص والمواقف، وحتى المناسبات، التي أنصفت الأم، وعلى الرغم من إيماننا بأنها لا تزال تستحق الكثير والكثير، فإن هناك أيضاً من يستحق التقدير والاحترام، حتى ولو بقدر أقل منها، ولكنه من دون شك يستحق، وهذا الشخص هو الأب، فالأب ربما يختلف عن الأم في طريقة تعبيره عن حبه لأبنائه، وربما هو أحياناً أكثر جدية وواقعية، لكنه بكل تأكيد ليس أقل منها حباً لهؤلاء الأبناء أو شفقة عليهم أو رغبة في حمايتهم ورعايتهم، والمواقف على ذلك كثيرة ولا حصر لها، والتي أظهرت غالباً أباً يحاول بكل ما أوتي من قوة وإمكانات أن يحمي أولاده، أو ألا يشعرهم بنقص قد يؤثر عليهم سلباً في حياتهم، ما يتطلب منه أحياناً أن يضحي ولو بجزء من حياته شخصياً، فيهبها لأحد أبنائه برضا نفس وبكل سعادة وسرور، فالابن كما يراه الأب هو قطعة منه؛ يسعد عندما يسعد، ويرتاح عندما يرتاح.
ومن أجمل وأروع هذه المواقف جمعنا لكم ما يأتي...
• صيني يحمل ابنه المعاق 15 ميلاً يومياً للمدرسة
على الرغم من أن الصيني «تشو» ليس مضطراً إلى أن يرسل ابنه، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، للمدرسة من الأساس، كون هذا الطفل لا يتفاعل مع أحد إلى حد كبير، وقد لا يكون بكامل إدراكه لما يجري حوله، وبالرغم من أن إمكانات الأب بسيطة ولا تمكنه من استئجار من يقوم بتوصيله للمدرسة والاعتناء به يومياً هناك وإعادته للمنزل، فإنه عندما شعر بتغير وتفاعل بسيط لدى الطفل، عندما شاهد المدرسة، قرر أن يتكفل هو بذلك الأمر؛ الذي تطلّب منه أن يحمل هذا الطفل المعاق يومياً مسافة خمسة عشر ميلاً؛ لكي يوصله للمدرسة ويعود لعمله، ثم يقطع الخمسة عشر ميلاً مرة ثانية؛ لكي يعود به محمولاً للبيت، ومع كل هذا المجهود والوقت المهدور، إلا أن الأب يقوم بحمل طفله الصغير بكل حب وعطف، ودون أي إجبار، ولا يمانع لو استمر به الحال هكذا طوال حياته، في سبيل أن يرى لمحة سعادة في عيني فلذة كبده، حتى لو كلفته الكثير.
• أب يوشم رسماً على شكل سماعة خلف أذنه ليكون مثل طفلته!
حتى لا تشعر ابنته بأنها مختلفة، أو أن بها ما هو غير موجود لدى عامة الناس، حيث إنها مضطرة أن ترتدي سماعة أذن على شكل قوقعة، قام «جونثان» بمحاولة جعل ابنته ذات الأعوام الخمسة تشعر بأنها عادية، ولأنه لا يستطيع أن يرتدي سماعة مماثلة لها، كونه لا يعاني من أي مشاكل بالسمع، فقد قرر أن يوشم رسماً على شكل سماعة خلف أذنه يرتبط بجهاز السمع الملتصق بالرأس؛ كي يزيل أي حرج قد تشعر به هذه الصغيرة، باعتبارها ترتدي سماعة أذن لا يرتديها غيرها من أقرانها، وأقنعها بأن هذه السماعة هي للكبار المميزين فقط، ولا يجوز أن يرتديها الأطفال، ما جعلها تشعر بالفخر بارتدائها دون غيرها، وتولّد لديها شعور بالتميز عن البقية، وبذلك عالج الأب مشكلة ابنته دون أن يشعرها بأي نقص، وفضّل أن يتأثر هو على أن تشعر هي بهذا النقص.
• يعالج ابنه من السرطان فيأخذ الكيماوي مثله!
النمساوي «رود» وجد أن أكثر ما يتعب ابنه خلال علاجه من السرطان الذي أصابه وهو في السادسة، شعوره بالإحباط؛ كونه يتلقى علاجات صعبة ومتعبة دون غيره، فقرر أن يوحي لابنه بأنه مصاب بمرض مشابه لمرضه، وأن عليهما أن يتلقيا العلاج معاً، محاولاً بهذه الطريقة أن يخفف من آلامه، وأن يبث فيه روح المثابرة والمقاومة للمرض وليس الاستسلام، فاتفق مع الفريق الطبي المعالج على أن ينام على سرير بجانب سرير طفله المريض، وأن يقوم الفريق الطبي بعمل ما يفعلونه للطفل، وأن يضعوا له سوائل في عبوات محاليل تشبه في شكلها تلك التي يضعونها للصغير، وقد كان ذلك؛ فاستغل الأب فرصة نومهما بجانب بعضهما؛ ليوحي لطفله بأنه لا يهتم للمرض، وبأنه قوي وسيتغلب عليه، وأن ما يحدث لهما ما هو سوى أمر عارض، وقد أثر هذا على الطفل بشكل ملحوظ، وبشهادة الفريق الطبي الذي أقر بأن حيلة الأب ساعدت الطفل على النجاح بالتغلب على المرض والقضاء عليه.
• وشْم على قدمي الأب يشبه وحمة الطفلة
وجد الأب أن صغيرته تشعر بالخجل من رجليها؛ نتيجة وجود وحمة حمراء اللون كبيرة، وموزعة على قدميها الصغيرتين، الأمر الذي منعها من ارتداء الملابس القصيرة أو حتى السباحة مع الأطفال في حمام السباحة، بل إنها أيضاً ترفض أن تلعب في حصص الرياضة في المدرسة، فقرر الأب أن يشعرها بأن ما لديها شيء جميل، وأن لديه الشيء نفسه، فقام بعمل وشم أحمر اللون موزع بطريقة مماثلة لتلك الموزعة بها وحمة ابنته على رجليها؛ لكي ترى أنه شيء منتشر وغير مخجل.
• يرسم على ضمادة عين طفله ليشعره بتميزه
قرر الأب أن يعالج خجل طفله من ارتداء الضمادة التي أوصى الأطباء بوضعها على عين الطفل لعلاج العين، ففكر فيما قد يلفت انتباه الأطفال، ومن بينهم طفله، وقام باستخدام مهارته بالرسم؛ ليجعل من هذه الضمادة لعبة يرغب الطفل بارتدائها ليخيف ويلاعب بها أقرانه، فقام بابتكار عدة رسومات جميلة؛ ليجعل واحدة منها غطاء للعين كالذي يرتديه قراصنة البحار في القصص الأسطورية، وأخرى عليها رسومات كارتونية، وثالثة رسم فوقها نظارة كالتي يرتديها الأب، فنجحت الفكرة وأحبها الطفل، حتى إن بعض أقرانه أصبحوا يغارون منه ويرغبون بوضع ضمادة مماثلة على عيونهم كالتي يضعها الطفل المصاب.
• أب وابنه المُقعَد يدخلان عدة مسابقات للماراثون
لم يجد هذا الأب ما قد يعوض ابنه عن كونه معاقاً مقعداً سوى أن يجعله بطلاً في مسابقات الماراثون، وللوصول إلى ذلك بدأ الأب بالتدريب مع ابنه على أن يجري ويدفع كرسي ابنه المعاق أمامه، وشكلا فريقاً واحداً، وفعلاً نجح الأمر ودخلا عدة مسابقات معاً، ونجحا في الوصول إلى النهاية، الأمر الذي أصبح يشكل دافعاً لدى الابن ليحب الحياة ويشعر فيها بالتميز في أمر ما، يتغلب من خلاله على النقص المصاب به؛ وهو عدم القدرة على المشي أو الجري أو حتى الحركة.
• أرمل يذهب إلى مدرسة تجميل ليسرح شعر طفلته
يعرف الأب الأرمل أن ابنته ليس لها ذنب كونه «أرمل»، وأن والدتها توفيت بعد ولادتها مباشرة، ووجد أن قرينات ابنته يقمن بتزيين شعورهن بطريقة لا يستطيع هو فعلها لابنته، الأمر الذي ولّد لديه إحساساً بأن ابنته تشعر بالنقص؛ كونها بلا أم، وأن والداتهن يقمن بتسريح شعورهن، فيما يقوم والدها بتمشيط شعرها بقدر إمكاناته البسيطة. ولتجاوز هذه النقطة، قرر الأب أن يذهب إلى أحد مراكز التجميل؛ كي يتعلم تمشيط الشعر بطرق مميزة وجميلة تستهوي ابنته وتشعرها بالتميز؛ كون من يقوم بتمشيط شعرها هو رجل، لكنه محترف، وهذا ما حدث بالفعل؛ فقد تغيرت الأمور، وبدأت ابنته ترجوه أن يسرح شعرها بطرق لا تستطيع والدات زميلاتها القيام بها!
• ارتدى زي «ليلى» كون ابنته الصغيرة ترغب بأن تكون الذئب
الأب وابنته يشكلان فريقاً للتمثيل، وفي إحدى المسابقات قررا أن يشتركا ويقوما بتمثيل مشهد من القصة المعروفة «ليلى والذئب»، وكون الطفلة أصرت على أن تلعب دور الذئب، فقد اضطر الأب أن يرتدي زي «ليلى»، الأمر الذي قوبل باستهزاء ومزاح الأصدقاء على الزي الذي ارتداه، خاصة أن الأب لبس الزي وهو بلحية طويلة لم يعتد على حلاقتها منذ زمن، ولكي تستمتع ابنته بالدور الذي ترغب بأدائه، فقد قرر أن يلعب الدور المقابل، حتى لو قوبل هذا الدور بالاستهزاء من المشاهدين!