نساء ورجال يخشون الطعام الصحي.. لماذا؟

6 صور

على الرغم من الحملات الكثيفة التي تحذِّر من أضرار الوجبات السريعة، لكنها أصبحت خياراً يومياً لكثيرين من سكان الإمارات. ويوماً بعد آخر، تبدأ معاناة المرء من الوزن الزائد، حتى تأتي اللحظة التي يضطر فيها للوقوف أمام المرآة والاعتراف بضرورة العودة إلى الخيارات الصحية في الطعام. غير أن الأمر مرهق ويحتاج إلى ميزانية كبيرة! فهل نتَّهم هذه الخيارات وحدها بالمسؤولية عن عدم رشاقتنا؟


وحسب إحصائية حديثة لمنظمة الصحة العالمية، فإن نسبة المصابين بالسمنة في العالم قفزت بشكل رهيب، وخاصة في منطقة الخليج التي ارتفعت فيها إلى حوالي 37% من إجمالي عدد السكان، وإن أضفنا إليها أصحاب الوزن الزائد ستكون نسبة صادمة بحق! لذا، تتعالى الأصوات في الأوساط الأكاديمية لبذل الجهود من أجل الوقاية من السمنة لما تجرّه من أمراض؛ كالسكري، والقلب، وارتفاع ضغط الدم وغيرها.. لكن من يسمع؟

«سيدتي» استطلعت بعض الآراء من الإمارات حول إشكالية اعتماد الطعام الصحي بوصفه جزءاً أساسياً من نمط الحياة الصحية.

ميزانية خاصة
توفر بعض مراكز التنحيف الوجبات الصحية للراغبين فيها، ولكن أسعارها غالية حسب ريتا قناعة، ربة منزل، التي تقول: «الحمية تحتاج إلى ميزانية خاصة، فأسعار المواد الغذائية الخاصة بالريجيم هي ضعف أسعار ما يقابلها من المواد العادية تقريباً، ولهذا قررت وقفها».

نصف الراتب للطعام
ولاشك أن اتباع الحمية يعتبر أصعب بالنسبة لمن يعملون لساعات طويلة كرامي حواتر، مدير محل، الذي يضطر لصرف حوالي خمسين درهماً أو أكثر يومياً على وجبة الغداء وحدها، ويقول: «أنفق شهرياً حوالي نصف راتبي على الطعام فقط بسبب الريجيم». وكذلك الأمر بالنسبة لفراس، حلاق نسائي، الذي ينفق معظم راتبه على الطعام؛ لأنه يمارس الألعاب الحديدية التي تتطلب غذاء محدداً، ويقول:«ليس الكسل وحده وراء استسلام الكثيرين للسمنة، فبناء أجساد مثالية مكلف جداً».

التخلّي عن بعض الوجبات
وهناك من بدأ بالحمية وتركها لمرات عدة، مثل قمر رضوان، ربة منزل، التي تقر بأنها كانت تضطر أحياناً للتخلي عن بعض الوجبات؛ لأن الحمية مكلفة، وتقول: «أحرص على شراء المواد الجيدة والغالية الثمن، خاصة عندما ألتزم بالحمية، وأتناول أنواع معينة من الفاكهة واللحوم والأسماك».

الخبز والشبَع
ولعل الاستغناء عن تناول الخبز والنشويات الأخرى يعتبر من التحديات الصعبة لمتبعي الحمية، حسب كريمة بلقاس، ربة منزل، التي تقول: «بعد فترة من الحمية اعتدت نسبياً على الأكل بلا خبز، وقلَّت كمية اللحوم والسلطات التي أتناولها».

وقف الحمية عند منتصف الشهر
الحمية ليست مرادفة للجوع كما يعتقد البعض، فهي تحتوي على عدد أكبر من الوجبات، وهذا ما يرهق نسرين رجب، موظفة مبيعات، التي تقول: «الحمية اتبعها تضطرني لشراء حوالي خمس وجبات يومياً، لكنني أتخلى عنها عند منتصف الشهر حين يقترب راتبي من النفاد». أما نيفين جنيدي، موظفة، فتقول: «خصصت ميزانية شهرية لحميتي حتى لا أضطر إلى التراجع عنها كالعادة، فمعظم الموظفين هنا يقتربون من الإفلاس قبل آخر الشهر».

المشكلة في الحميات الجاهزة
أما فاطمة سلمان، موظفة حكومية، فترى أن المشكلة تكمن في الحميات الجاهزة التي نحصل عليها من هنا وهناك، وتقول: «قررت ألاّ أجعل مشكلتي مع الوزن أزلية، فبدأت نمط حياة مختلفاً؛ أكل كميات صغيرة وببطء، استبدال المواد الدسمة بأخرى قليلة الدسم أو خالية منه، شوي اللحوم بدلاً من قليها..».

حلول وبدائل
من جهتها ترى اختصاصية التغذية د.نادية الموسوي، أن الحصول على وجبات صحية بأسعار مناسبة أمر صعب، لذا تقترح بعض البدائل للاستمرار بالحمية ومواجهة غلاء الأسعار، تقول: «هناك خيارات عديدة؛ كالاعتماد على الفواكه والخضار الموسمية لرخصها وفائدتها، إضافةً إلى الاعتياد على إحضار الطعام من المنزل إلى مكان العمل». وترى الموسوي أن الطعام الصحي لايقتصر على الخضار والفواكه واللحوم فقط، فالبقوليات هي صحية ورخيصة.

حقائق مهمة حول الغذاء الصحي
أما اختصاصية التغذية لويز ستين، فتوضح: «الطعام الصحي ليس بالضرورة أكثر تكلفة، فقد ندفع أكثر للحصول عليه، لكنه يمد أجسادنا وأدمغتنا بالكثير من المواد المهمة؛ أما الأطعمة غير الصحية فلا تمدها إلا بالقليل منها».
وتؤكد «ستين» أن الزيوت النباتية المعدَّلة كيميائياً، مثلاً، تصبح بعد التعديل أقرب إلى البلاستيك، والخيار الصحي للقلي هو زيت جوز الهند الأكثر تكلفة، وتشرح: «عندما تدخل المواد الكيميائية إلى الجسم عبر الطعام، لا يعترف بها كغذاء، فيبدأ الجهاز المناعي بمحاربتها».