هي ثوان، إن لم تسارعي إلى التصرّف بذكاء في خلالها، فقد تخسرين عزيزاً أو تتفاقم حالته بصورة مريعة! فالإسعافات الأوليّة المنزليّة هي ضرورة لكل سيّدة، إذ رغم أنّ المنزل يعتبر عادةً من أكثر البيئات أمناً للمرء إلا أن ذلك لا ينفي وقوع الحوادث العرضية في داخله.
الاختصاصي في الصحة العامة الدكتور أسامة صلاح شاهين يطلع قارئات «سيدتي» على كيفية القيام بالإسعافات الأولية لأبرز الحوادث التي تقع في المنزل.
1- إبتلاع جسم غريب
لدى ابتلاع جسم غريب، يمرّ هذا الأخير بطريقة طبيعية في الجهاز الهضمي بدون أية عواقب. ولكن، يجب التخلّص منه على الفور في حال كان مدبّباً بهدف تلافي جرح جدار المريء أو أي نسيج للأعضاء التي يمرّ فيها، أو إذا سدّ الممرات الهوائية ولم يستطع المصاب التنفس. وفي الحال الأخيرة، يجب إسعاف المريض من خلال القيام بمناورة «هيمليش»، مع اللجوء إلى المساعدة الطبية في أقرب وقت ممكن.
ويتم القيام بهذه المناورة عبر دفع المصاب قليلاً إلى الأمام، مع لفّ ذراعي المسعف حول خصره ووضع قبضة يده من ناحية الإبهام في أعلى سرّته. ثم، تمسك قبضة يده باليد الأخرى ويضغط إلى أعلى منطقة البطن بصورة سريعة. ويجب الحرص على تلافي الضغط على البطن بل جعل هذه القوة مقتصرة على يديّ المسعف. تكرّر هذه المحاولة حتى خروج الجسم الغريب.
2- الحروق
تنقسم الحروق إلى الفئات التالية: فئة الدرجة الأولى وغالباً ما تكون بسيطة وفئة الدرجة الثانية أي المتوسطة وفئة الدرجة الثالثة أي الشديدة.ويجب اتباع الخطوات التالية في حال الحروق البسيطة والتي تنتج عن التعرّض لأشعة الشمس أو ملامسة جسم ساخن:
- نزع الملابس التي تكسو المنطقة المصابة، قبل أن تبدأ هذه الأخيرة بالإنتفاخ.
- غسل المنطقة المصابة بماء جارٍ بارد أو وضع قطعة قماش قطنية مرطبة بماء بارد عليها، مع تلافي استخدام الثلج أو الماء المثلج لأنّ من شأن ذلك أن يلحق الأذى الشديد بالجلد.
- تلافي وضع دهان أو كريم مرطّب عليها، لأن من شأن ذلك أن يؤخّر شفاءها أو يلوّثها.
- غطاء المنطقة المصابة بشاش معقّم وجاف، على أن يكون الشاش قطنياً ولا يلتصق بالجلد.
بالمقابل، إن حروق الدرجتين الثانية والثالثة والتي تحدث بسبب التعرّض للمواد الكيميائية أو اشتعال النار مباشرة في الجسم تعتبر أشدّ خطورة، وتتّبع في حال حدوثها الإجراءات السابقة عينها، مع الحرص على نقل المصاب للمستشفى سريعاً لتلقّي العلاج اللازم.
3- التسمّم
قد يحدث أحياناً أن يتناول أحد، عن طريق الخطأ، جرعة مفرطة من «الأسبرين»أو مبيد حشري أو أشياء أخرى من هذا القبيل، ما يؤدي إلى التسمّم. وفي هذه الحال، تتمثّل الإسعافات الأوليّة، في:
- الاحتفاظ بعلبة الدواء أو السائل الذي تناوله المصاب وإحضاره إلى المستشفى.
- إذا كان السمّ غير معروف، يتم الاحتفاظ بالقيء في وعاء نظيف يحضر إلى المستشفى.
- الاتصال بأقرب مركز للسموم قبل اتخاذ أي إجراء.
- المسارعة إلى إخراج السم من المعدة عبر إحداث القيء، من خلال لمس مؤخرة الحلق أو إعطاء شراب عرق الذهب (30 سنتيمتراً للكبار و15 سنتيمتراً للأطفال)، مع تكرار هذه العمليّة بعد نصف ساعة في حال عدم حدوث القيء. ويحظّر تقديم ماء مضاف إليه ملح لإحداث القي. كما يمكن تقديم
كوب من الماء أو كميّة قليلة من البيض المضروب أو النشاء أو الدقيق المعلّق في كوب من الماء أو أحد الأملاح المسهّلة كالملح الإنكليزي بمقدار ملعقتي شاي تمزجان في نصف كوب من الماء.
4- الغرق
قد يتعرّض أحد أفراد العائلة للغرق في مسبح المنزل أو في حوض الاستحمام بالنسبة للأطفال. ويجب إتباع الخطوات التالية:
- إخراج المصاب من الماء ومحاولة إعطائه نفسين اصطناعيين.
- دفع المصاب إلى الاستلقاء على ظهره، ثم فتح مجرى التنفس لديه.
- إعطاء المصاب نفسين اصطناعيين آخرين بعد فتح مجرى التنفس مباشرة.
- إخراج ما تحتويه كلّ من بطن ورئتي المريض من ماء، عبر تطبيق مناورة «همليش». وتتمّ هذه الأخيرة في جلوس المسعف على ركبتيه بين فخذي المريض، مع الضغط من 6 إلى10 مرات على بطن المريض باتجاه الداخل، ثم إلى الأعلى.
- إعطاء المصاب نفسين اصطناعيين، مجدّداً.
تكرّر هذه الخطوات من مرّتين إلى أربع مرات إلى أن يستعيد المريض وعيه إن كان في غيبوبة.
5- صعق الكهرباء
إذا تعرّض أحد أفراد الأسرة لصعق الكهرباء، يجب اتباع الخطوات التالية:
- إقفال مصدر التيار الكهربائي كإخراج القابس أو أداة التوصيل الكهربائي للسلك من صندوق توزيع الكهرباء. وإذا كان من غير المُمكن إيقاف مصدر الكهرباء، يجب استخدام أحد الأشياء الجافّة وغير المُوصلة للتيّار الكهربائي (العصا الخشبية أو الكرسي أو قطعة أثاث أخرى) في إبعاد المُصاب عن مصدر التيار، مع تجنّب الاقتراب منه إلى بضعة أمتار، حينما يكون مجاوراً لمصدر حيّ من مصادر الكهرباء.
- حين يصبح المصاب في مأمن من التيّار الكهربائي، يجب فحص سلامة مجرى التنفس أي الفم أو الأنف والحلق للتأكد من خلوّها من أي إعاقة أو سدّ يمنعه من التنفس، ومن جريان عملية التنفس عبر الإحساس بخروج هواء من الأنف أو الفم وبحركة الصدر، إضافة إلى نبض قلبه عبر شرايين الرقبة أو حتى المعصم.
- إذا كان يعاني من حروق جلدية، يجب القيام بإسعافات الحروق.
- إذا بدت عليه علامات الصدمة من إغماء أو شحوب لون الجلد، يجب وضعه على الأرض مع إبقاء الرأس في مستوى أدنى من بقية الجسم ورفع الساقين والفخذين إلى الأعلى قليلاً، كي يتم تزويد الدماغ بالدم.
تابعي المزيد من الارشادات في العدد رقم 1508 من ملجة "سيدتي".
اكسترا
*الكسور
في حال أُصيب أحد أفراد العائلة بكسر، يجب إتباع الخطوات التالية:
- إيقاف النزف إذا كان مصاحباً للكسر، إذ يعتبر النزف أهم من الكسر، وتعطى له الأولوية.
- الامتناع عن تحريك العضو المصاب.
- الامتناع عن
نقل المصاب
أو تحريكه قبل وصول فريق الإسعاف.
-الاهتمام بالمصاب وتوفير وسائل الراحة
له عبر
تدفئته، إذ غالباً ما تصاحب الكسور الإصابة
بالنزف والصدمة.
- عدم اللجوء
إلى القوّة في إعادة الأجزاء المكسورة من العظام إلى وضعها الطبيعي.
وعموماً، إنّ الأسس المتبعة
لإسعاف الكسور، تشمل:تثبيت العضو المكسور، ثم نقل المصاب إلى أقرب مركز طبي.ويمكن تثبيت العضو المصاب
عبر
استخدام
الجبائر المختلفة، على أن توضع هذه
الأخيرة فوق
الملابس بحيث تعمل الملابس كوسادات واقية
تحمي جسم المصاب.ويجب أن تملأ الفراغات الموجودة بين
الجبيرة والجسم بالملابس أو القطن أو القماش. ويمكن استخدام واحدة من هذه الجبائر:
* جسم المصاب نفسه، وذلك عبر
ربط الساق
المكسورة بالساق السليمة أو ربط الذراع المكسورة
بالجذع.
* جبيرة معدنية أو خشبية
مصنوعة مخصّصة للكسور.
* جبيرة مرتجلة تصنع من
الخشب أو وسادة.
*عضّة الحيوانات الأليفة
يجدرر التعامل مع أنواع الحيوانات المختلفة بحذر شديد، فعضّة الكلب على سبيل المثال قد تؤدّي إلى أضرار كبيرة، كما لا تقلّ عضة القط خطراً لاحتواء فمه على أنواع عدّة من البكتيريا. وتزداد المخاوف من عضات الحيوانات، إذا كانت مصابة بداء الكلب أو السعار أو إذا كانت مجهولة.
وتتمثّل الإسعافات الأوليّة لعضة الحيوانات، في:
-
إيقاف النزيف عبر الضغط على مكان الجرح.
-
تنظيف مكان الجرح بواسطة الماء والصابون أو بمطهّر للجروح لمدة تزيد عن خمس دقائق.
- غطاء الجرح بضمّاد أو قماش نظيف، مع
ملاحظة عدم تحريك العضو المصاب حتى وصول الطبيب.
- طلب المساعدة الطبيّة السريعة.
ويعتبر داء السعار من الأمراض الخطرة التي تنتقل للإنسان عن طريق لعاب
الحيوان
المصاب، فإذا عضّ أو لعق الحيوان المصاب أي شخص أدّى الأمر إلى إصابته بالسعار، خصوصاً إذا كان لدى الإنسان جرح مفتوح.ومن بين الحيوانات التي تنقل داء
الكلب: الكلاب، القطط، الأبقار، الثعالب.ويمكن التعرّف على الحيوانات الحاملة لهذا الداء عبر ملاحظة بعض العلامات عليها، كأن تكون هادئة جداً أو سريعة الهياج والثورة، وأحياناً يسيل
لعابها، وقد لا تخاف من الناس.وتتشابه خطوات
الإسعافات الأولية لداء الكلب مع
عضة الحيوان، مع فارق استخدام لقاح فعّال للتطعيم من داء
الكلب.
*سقوط سنّ
في حال حدوث كسر أو خلع لاحدى الأسنان اللبنية لدى طفلك، قومي بالضغط مكان النزف بواسطة قطعة شاش نظيفة، ثم راجعي طبيب الأسنان. أمّا في حال خلع أحد الأسنان الدائمة للطفل فيجدر بك إيجاد هذه السن وامساكها بلطف من مكان بعيد عن جذرها، ثم إعادتها إلى مكانها الطبيعي، حيث كانت في داخل فم الطفل، مع تطبيق ضغط خفيف. وإذا لم تستطيعي وضع السن في مكانها في فم الطفل، ضعيها في كأس تحتوي على حليب البقر، واذهبي مباشرة إلى طبيب الأسنان ليعيدها إلى مكانها، في أسرع وقت ممكن.
أما إذا كانت السنّ مكسورةً فاجمعي قطعها واضغطي مكانها بواسطة قطعة شاش حتى يتوقف النزف، ثم راجعي طبيب الأسنان.