كيف تنمّين القيادة لدى طفلك؟


 

«القيادة» ليست هبة تقتصرعلى بعض الأشخاص دون غيرهم، بل هي مجموعة من الصفات تسمح لمن يتحلّى بها أن يتأهّل لأدوار بارزة، وتشمل: الذكاء وسرعة البديهة والتفوّق العلمي والمسؤولية والثقة بالنفس والطموح والهمّة العالية والنشاط ومراعاة مشاعر الآخرين وقوّة الشخصيّة والتعبير عن الرأي بلباقة والحكمة والتعقل والتواضع والكرم والأمانة والصدق والنظام والالتزام بالوقت والثقة والمرونة والبعد عن التعصّب والمظهر الأنيق.

إختصاصية الإرشاد التربوي سارة عبد الله الزين بمعهد التربية الحديثة بالرياض تتحدّث عن كيفية تنمية هذه الصفة لدى الطفل: 

 

يجدر بالآباء الذين يتطلّعون الى غرس هذه الصفة في أبنائهم أن يستهلّوا هذه المهمّة مبكراً، إذ تعتبر السنتان الأوليان من سنّ الطفل بداية لتشكيل مهارة الاعتماد على ذاته بدون الإتكال على الأم. وبالمقابل، تبدو المرحلة السابقة لدخول المدرسة مناسبة لتعليم الطفل المهارات التالية: الجرأة والشجاعة والقدرة على اتخاذ القرار والثقة بالنفس وتكوين الصورة الإيجابية عن النفس والاستقلالية وإبراز قدراته الخاصّة أمام الكبار.  

ومعلوم أنّ الطفل يتمتع في خلال السنوات السبع من سنّه بالفضول وحب الاكتشاف، لذا يجب تنمية قدراته المختلفة من خلال اللعب والنشاط الفكري والعضلي الهادف.
أما المرحلة العمرية الممتدة من سنّ 7 إلى 12 سنة، فيستطيع الاباء في خلالها إعادة تشكيل شخصية الطفل عن طريق الإقناع واللين والتفاهم، وتقويمها وتعديل بعــض الخصائــص القابلة للتعديل مثل كيفية تنظيم وقته وموعد اتخاذ القرارات الهامّة وتنمية اعتماده على ذاته.

 

التبعيّة

وبالطبع، ان شكوى الأمهات المتمثّلة في أنّ أطفالهن تابعون ومقلّدون لأقرانهم وينتظرون دائماً من يقودهم حتى لأبسط الأمور وتغيب لديهم روح المبادرة، يمكن أن تنتهي عندما تعتمد الأم أسلوب تدريب وإعادة تأهيل الطفل على القيادة من خلال مراقبة سلوكه جيداً.   

وبالمقابل، ثمة أسباب تدفع الطفل إلى التبعية، أبرزها: معاملته بقسوة وتعنيفه لفظياً وبدنياً ونقده الدائم وتحقير كل ما يفعله أو معاملته كصغير تافه. وعندما يشهد الطفل خلافات عنيفة بين والديه أو يتعرض لتغيّر روتين حياته المعتادة أو يشعر بالفقد العاطفي ويتعرّض لمشكلات في المدرسة أو يعاني من صعوبات تعليميّة، لا يستطيع أن يرأس أو يقود أي مجموعة أو أن يعبّر عن نفسه بسهولة أو يبرز مواهبه كاملة أو يثبت ذاته للآخرين، وربما يعاني من خجل وقصور في التعبير.

 



عوامل أساسيّة

ان إعداد طفل قائد ليس هدفاً صعب المنال كما يمكن أن يبدو للبعض، خصوصاً اذا أخذت العوامل التالية في الاعتبار:  

 إبعاد الطفل قدر المستطاع عن ألعاب الكمبيوتر و»البلاي ستيشن» لأنها تنشر ثقافة العنف، وإن برع فيها فإنها تمنحه إحساساً بالبطولة الزائفة. ولعلّ الحل هو تحديد أوقات قصيرة لممارسة هذه الألعاب، مع الاطلاع على محتواها.  

يعتبر المصروف اليومي للطفل هو أول ما يحاول التحكّم فيه واتخاذ قرارات خاصّة بشأنه، فلا بد أن يحترم الوالدان رغبات الطفل ويدعا له حريّة التصرف فيه، بدون قهر أو عنف أو تدليل أو فرض حماية عليه.

 تعليم الطفل الاختلاء مع الذات ومنحه وقتاً للتأمل الذاتي والتفكير والاسترخاء، حتى ولو لوقت قصير.  

مشاركة الآخرين والاختلاط بهم وتهيئة الصحبة الصالحة التي تزيد من مهاراته الاجتماعية.

تعليم الطفل ترتيب الأولويات ووضع الأهداف، مع السعي الى تحقيقها عبر التخطيط الجيّد.

 لفت نظر الطفل إلى أنّ الطريق نحو تحقيق الإنجازات ليس سهلاً، فقد تتعثّر خطواته ويقع في أخطاء كثيرة، الا أنّ المهم هو تحدّي العقبات التي تعترض طريقه.

 يجب أن يكون الآباء قدوة حسنة ومثلاً طيباً لأبنائهم في تحلّيهم بالصفات الحميدة كالصدق والأمانة وحب الخير ومساعدة الآخرين، مع توفير الاستقرار الأسري والأمان النفسي والعاطفي، فالأسرة هي النواة الأولى لبناء شخصية الطفل.

مساعدته على امتلاك المؤهلات الضرورية، ثم تعريفه أنّ لا شيء يمكن أن يحول بينه وبين مقدراته ومواهبه التي حباه الله بها.

تدريبه لكي لا يكون تابعاً لأحد بل مستقلاً بشخصيته، ما يتطلّب وضعه في مواقف كثيرة تحفّزه على تحمّل المسؤولية وتدريبه على أداء مهام وإتقانها.

 تعليمه كيف يستفيد من أخطائه ويتحمل المصاعب التي قد تواجهه بالإصرار والعزيمة.

 مساعدته على فهم معاني القيادية الحقيقية ومكافحة بعض الصفات السلبية التي قد تنتج أثناء إعداد الطفل لتولى القيادة، كالأنانية والرغبة في فرض السيطرة والتحكم في زملائه والتعالي، حتى يحظى بالقبول من الآخرين.

 عدم تكليف الطفل ببعض الأعمال التي تفوق قدراته لئلا يواجه الفشل المتكرر ويفقد الثقة بنفسه.