تحمل أمراض الدم المتمثّلة في الجلطات والسرطان وعدم ثبات الحمل نتائج سلبية على المريض، وتكثر البحوث الطبيّة التي تتناولها وتطوّر الأدوية الهادفة إلى علاجها.
الإختصاصي في أمراض الدم البروفيسور ناجي الصغير يتحدّث لـ «سيدتي» عن أبرز العلاجات الحديثة، في هذا الإطار.
1- جلطات الدم
كيف تحصل جلطات الدم؟
تحصل جلطات الدم غالباً دون أن ينتبه إليها المريض، وهي كناية عن تخثّر الدم حيث يتحوّل إلى كتلة داخل شريان قد تصعد مع الدورة الدموية عبر القلب إلى الرئة، مسبّبةً تعطيل قسم الرئة الذي تسدّه. وتشير الإحصائيات إلى أن هذه الجلطات تتسبّب بوفاة أشخاص أكثر من المصابين بفيروس نقص المناعة (الإيدز) وسرطان الثدي والبروستات وحوادث الطرق مجتمعة. وإذا كان العلاج في السابق يتمّ من خلال دواء يعطّل مفعول الفيتامين «ك»، رغم أنّ طريقة استعمال هذا الدواء مزعجة لأنه يجب مراقبة الدم وسيلانه، بالإضافة إلى تأثّره بالطعام والأدوية الأخرى في حال استعمالها، كان التوجّه إلى البحث عن دواء آخر مسيّل للدم أساسه الـ «دابيغاتران» يوقف عمل «الأنزيم» المسؤول عن الجلطات. وهو فعّال في إيقاف الجلطات التي تذهب إلى الرأس، ولا يحتاج إلى مراقبة كالأدوية القديمة.
2- سرطان الدم
ما هي الأدوية الجديدة المعالجة لسرطان الدم الذي يطال الغدد اللمفاوية؟
يصيب سرطان الدم (الميالوييد) الدم والنخاع الشوكي، وسببه «كروموزوم» إضافي هو «كروموزوم فيلاديلفي» الذي ينتج انزيم «بي سي ار ـ الف باء لام تيروزين كيناز» وهو يمنع الجسم من الإفراط في إنتاج للكريات البيض لأنه إذا كثر إنتاج الكريات البيض فإنها تتسبّب بأعراض متمثّلة، في: تعب المريض وتضخّم حجم الطحال. ويتمّ التشخيص من خلال فحص الدم وفحص للنخاع الشوكي. والعلاج التقليدي كان يقضي بتناول دواء أساسه الـ«ايماتينيب» الذي يوقف عمل البروتين الشاذ ليتحسّن 96% من المرضى، ويختفي عند 69% منهم بعد سنة من العلاج. ولكن، قد يقاوم الجسم العلاج في بعض الأحيان أو يعاود المرض. وفي هذه الحالة، يمكن الإستفادة من العلاجات الجديدة كـ «دازاتينيد» والـ «نيلوتينيد». وإذا حصل تحوّل في الجينات لدى بعض المرضى، فهناك علاج جديد «اوماسيتاكسين ميتوسوكسينات» يساعدهم على تحسين حالتهم. وكلّما أعطي العلاج باكراً، ارتاح المرضى من الأعراض لمدّة طويلة. وخلصت الأبحاث الحديثة إلى أهمية البدء بالعلاجات الجديدة قبل القديمة التي كانت تعطى في السابق لأن نتيجتها فعّالة أكثر.
ماذا عن اللوكيميا اللمفاوية المزمنة؟
يكثر هذا النوع من سرطان الدم لدى البالغين ويشكّل 25% من «اللوكيميا»، ويحصل بنسبة 3 لكل 100 ألف حالة في السنة، ويصاب الرجال بها مرّتين أكثر من النساء، ويزداد خطرها مع التقدّم في العمر.
وفي المراحل الأولى للمرض، يظهر على شكل عوارض قليلة، ولكن تشخيصه يتمّ عند إجراء فحص للدم لحالات أخرى يتبيّن فيها أن عدد خلايا «الليمفوسيت» مرتفع. ومع تطوّر المرض، تظهر درنيات في الجسم، يرافقها التعب وارتفاع في درجات الحرارة. ويتمّ ّالتشخيص من خلال فحص الدم ومراقبة الخلايا بواسطة المجهر لمعرفة التحوّلات في شكلها. وحسب التقدّم في درجة المرض، يتمّ العلاج ويتغيّر حسب الحالة. وفي بعض الأحيان، لا يحتاج المريض إلى العلاج بل إلى المراقبة الدقيقة، لأن المرض يتقدّم ببطء. وفي حال تقدّم المرض، يعطى المريض العلاج الكيميائي التقليدي. واليوم، ثمة علاج جديد مهدف أساسه «الريتوكسيماب»، يُعطى في بعض الحالات الخاصة. وفي دراسة حديثة أجريت على 800 مريض، تبيّن أن الجمع بين العلاج التقليدي والعلاج المهدف سوياً يسمح للمريض بالحصول على نتيجة أفضل.
ما هي علاجات سرطانات الغدد اللمفاوية غير الهوتشكينية؟
تشكّل أكثر أنواع سرطانات الغدد انتشاراً، ومن خصائصها أنّها تتجاوب مع العلاج، إلا أنّها قد تعاود المريض أكثر من مرّة، وفي كل مرّة يعاود المرض تقلّ نسبة الشفاء، من هنا يعتبر هذا المرض كأنّه غير قابل للشفاء بل يجب مراقبة المريض والإنتظار لمعرفة التغيّرات التي ستحدث في حالته. ولمراقبة المرض، يُعطى المريض في العلاج الكيميائي أربعة أنواع من الأدوية، يزيد من فاعليتها استخدامها مع علاج «البينداموستين» الذي تمّ اكتشافه في ألمانيا الشرقية في مطلع الستينيات. وهو يزيد من التجاوب الكامل ويعطي فرصة 20 شهراً للمريض بدون تقدّم
ولا يسيء إلى الدم ولا يسبّب تساقط الشعر، ولكن يجب التأكّد من النتائج على المدى الطويل.
ومن المعروف أنّ هذه الخلايا تهمد لفترة، ثم تؤدّي إلى معاودة المرض. ولعلّ أبرز تحدّيات البحوث الحديثة تكمن في التوصّل إلى القضاء على الخلايا الهامدة، قبل التحدّث عن الشفاء التام للمريض.
3- عدم ثبات الحمل
هل من علاجات لمشكلات صحيّة أخرى أساسها الدم غير الأمراض السرطانية؟
إن مشكلة عدم ثبات الحمل والذي يؤدّي إلى الاجهاض تعتبر من المشكلات المزعجة للمرأة، ويعزو بعض الأطباء السبب إلى جلطات صغيرة تدخل إلى الخلاص من خلال الشرايين، حتى مع غياب تخثّر الدم الجيني. لذا، تعالج النساء بـ«الاسبيرين» و«الايبارين»، إلا أن دراسةً هولنديةً حديثةً تناولت 364 امرأة تتراوح أعمارهن بين 18 و42 عاماً عانين من مشكلة عدم ثبات الحمل على الأقل مرّتين، وأعطي ثلثهن «الاسبيرين»، فيما الثلث الثاني تناول «الايبارين» والثلث الآخر لم يعط أي دواء، فوجد أن لا فارق في النتيجة.