ثمّة أسباب عدّة مسؤولة عن آلام أسفل الظهر أو الفقرات القطنية، من بينها:ضغوط الحياة وما تسبّبه من قلق وتوتّر للأعصاب، أو الأوضاع الخاطئة عند القراءة أو الجلوس أمام الكمبيوتر في العمل أو البيت. وفي هذا الإطار، أثبتت دراسة حديثة أن الشعب الأميركي ينفق ما يقارب 50 بليون دولار سنوياً على علاجات آلام الظهر، إذ يصنّف ثاني أهمّ الأسباب المتعلّقة بالتغيّب عن العمل والتقصير الوظيفي.
«سيدتي» اطلعت من رئيس قسم جراحة العظام في «المستشفى السعودي الألماني» بجدة وزميل «الكلية الجراحية الملكية البريطانية» الدكتور متولي شاهين على أنواع آلام أسفل الظهر وأسبابها وأعراضها، مع طرح العلاجات الحديثة لكل منها.
إن غالبية حالات الإصابة بآلام أسفل الظهر عارضة، يُشفى المريض منها تلقائياً أو بعد اتّباع علاج يمتدّ لأقل من أسبوع في 70% من الحالات، ولأقل من شهر في 90% منها. ولكن، يجدر بالمريض التزام خطة سلوكية طويلة المدى كي لا يتحوّل هذا الحادث العابر إلى ألم مزمن.
تتطلّب بعض الحالات الخضوع إلى علاج يمتدّ لفترة طويلة، وهو يظهر بشكل حاد ويستمر من أيام إلى بضعة أسابيع، وينتج عن أسباب ميكانيكية تصيب العمود الفقري (الانزلاق الغضروفي أو الكدمات أو الإصابات عقب الممارسة العنيفة للرياضة أو القيام بالأعمال المنزلية الشاقة أو رفع حمل ثقيل بطريقة خطأ).
تستمرّ أعراض الآلام المزمنة لمدّة تتجاوز 3 أشهر وتعود إلى أسباب أكثر تعقيداً. ووفقاً لإحصائيّة طبية حديثة، لوحظ أن آلام أسفل الظهر المزمنة تعدّ من بين أهمّ أسباب الإصابة بعجز الحركة وصعوبة القيام بالأنشطة لدى من لا تتجاوز أعمارهم 45 عاماً من سكان الولايات المتحدة، كما وجد أن 3% إلى 4% منهم قد يصابون بالعجز المؤقت و1% منهم قد يصابون بالعجز الدائم.
تصيب آلام أسفل الظهر الرجال و النساء على حدّ سواء، وعادة ما تحدث بين سنّ 30 و50 عاماً، وتزداد مع التقدّم في العمر نتيجة عدم ممارسة التمرينات الرياضية وتغيّر أسلوب الحياة. وتصاب 50% إلى 90% من السيدات بآلام أسفل الظهر أثناء فترة الحمل، كما تزداد معدلات الإصابة بنسبة 5% كلّ 5 سنوات من عمر المصاب. ووفقاً لدراسة حديثة، ثبت أن أكثر المعرّضين للإصابة هم طوال القامة والمدخنون والمصابون بالسمنة المفرطة.
أسباب مسؤولة
أسباب نفسية: قد تسبّب الظروف المحيطة والضغوط النفسية آلام الظهر.
أسباب عضوية: قد تنتج عن أسباب أخرى خارج العمود الفقري كبعض أمراض النساء والجهاز البولي والمرارة والبنكرياس والمعدة. وفي حالات أخرى، قد تنتج عن إصابة الفقرات نفسها وما حولها من غضاريف وأربطة وعضلات الظهر التي تنقسم بدورها إلى أسباب عدّة، أبرزها:
أسباب ميكانيكية: تبيّن الدراسات الحديثة أن 85% من الأفراد قد يتعرّضون خلال فترة معينة من حياتهم اليومية إلى آلام أسفل الظهر تنتج عن الإجهاد الشديد والتواء الفقرات القطنية بنسبة تصل إلى 70% من عدد الحالات، منها 10% نتيجة تآكل الغضاريف والخشونة والتغييرات المصاحبة لتقدّم العمر، و4% منها تمثّلها حالات الانزلاق الغضروفي و3% نتيجة ضيق القناة العصبية. وفي ما يلي، سنقوم بمناقشة كل حالة على حدة من حيث الأسباب، الأعراض وطرق العلاج بدءاً بالحالات الأكثر انتشاراً، وهي:
لمعرفة المزيد عن الإنزلاق الغضروفي وتآكل غضاريف الفقرات القطنية وانزلاق الفقرات والالتهاب الفقاري اللاصق واللومباجو ، العوارض الأسباب وسبل العلاج سارعوا الى المكتبات لشراء هذا العدد.
نصائح ذهبية للحفاظ علي سلامة العمود الفقري
شد عضلات الجسم قبل القيام بأي مجهود عضلي أو ممارسة الرياضة.
عند الوقوف، يجدر الحرص على إبقاء وزن الجسم بشكل متماثل ومتوازن على القدمين.
إبقاء الأسطح المحيطة بالمريض (المقاعد والمناضد في المنزل أو العمل) في ارتفاع مناسب ومريح له.
استخدام المقاعد التي تضمن دعم للفقرات القطنية، مع تثبيتها في وضع سليم وإبقاء الكتفين إلي الوراء.
ارتداء الأحذية المريحة ذات النعل المنخفض.
عند النوم، يجب أن يستلقي المريض على جانبه لتخفيف أي اعوجاج بالعمود الفقري.
تجنب حمل الأمتعة الثقيلة أو الالتواء أثناء حملها، مع إبقاء الثقل بالقرب من الجسم.
الحفاظ على نوعية الغذاء، مع تخفيف الوزن خصوصا في محيط الخصر.
الإكثار من الأطعمة الغنية بفيتامين (د) والكالسيوم والفوسفات.
التوقف عن التدخين.
المواظبة على ممارسة تمرينات رياضية خاصة تهدف الى شدّ وتقوية عضلات البطن.