عندما يصبح خاتم الخطبة في إصبعك، تشعرين بأن أبواب السماء قد فتحت لك لتمطر عليك حباً وعشقاً ورومانسية، وحينها سيغمرك الشعور بالنشوة وتستقبلين الهدايا وتعيشين أجمل اللحظات التي تنسجين من خلالها حلم عش الزوجية الهادئ مع شريك العمر وحبيب القلب، إلا أن كل هذه الأمور والعواطف يجب أن لا تشغلك عن تحكيم عقلك في دراسة مواصفات هذا الشريك والاتفاق على العديد من الاستراتيجيات والأمور التي ستحكم حياتكما سوياً حتى تجنبي نفسك وشريكك صدمات الخلافات الزوجية لاسيما التي تحدث في السنة الأولى، ويكون سببها عدم الاتفاق على الكثير من الأمور الجوهرية والهامة التي ستسير العلاقة الزوجية وتحكمها.
لذلك ترشدنا المستشارة الأسرية شيماء فؤاد في السطور التالية إلى أهمية وضع النقاط على الحروف في هذه الأمور:
أولاً: من أهم الأمور التي يجب أن يتفق عليها الخطيبان أثناء الخطبة ويقطعا فيها وعوداً لا تنكث أن لا يسمحا لأي شخص بالتدخل في حياتهما مهما كان مقرباً ولا يطلبا من أي شخص التدخل، فإذا كنتما ناضجين كفاية لتتزوجا فأنتما قادران على تسوية خلافاتكما فيما بينكما بدون طلب مساعدة، وحاولا حل مشكلاتكما بأنفسكما وخلق أرض مشتركة وحلول وسطى ترضي الطرفين، وأن يكون الحكم بينكما كتاب الله وسنته "فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ"، وإذا استحال الحوار يجب اللجوء إلى استشاري أسري وليس إلى أحد أقرباء الزوج أو الزوجة تجنباً للانحياز ومشاكله، ومنعاً لصنع ذكرى سيئة مع أهل شريك حياتك وتعكير صفو علاقة لا تعود أبداً كما كانت، وأيضاً طلباً للرأي المحايد والمشورة النفسية السليمة.
ثانياً: من الأمور التي يجب نقاشها والاتفاق عليها عمل الزوجة ومصير الدخل هل مقبول أم مرفوض تماماً؟ هل مقبول بشروط؟ هل الدخل ستحتفظ به كاملاً أم ستشارك به كاملاً أم ستشارك بنصفه أم ستستخدمه في شراء الكماليات واحتياجاتها الشخصية فقط بحيث يكون دخل الزوج للأساسيات أو غيره؟ وفي حالة عمل الزوجة والمشاركة بدخلها ما مدى استعداد الزوج لزيادة مساحة دوره في الأعمال المنزلية والعناية بالأطفال بحيث يكون توزيع الجهود داخل الأسرة فيه عدل وتكامل ويحقق مصلحة الأسرة وسعادتها ويرضي جميع الأطراف؟
ثالثاً: من الأمور المهمة دور كل شخص في الأسرة وحقوقه وواجباته، ومن المهم جداً معرفة ما يتوقعه كل شخص من الآخر، ويتم توزيع الأدوار توزيعاً عادلاً وتكاملياً بشكل يحقق مصالح الأسرة ويحقق السعادة والرضا لكل الأطراف، ومن الأمور الواجب مناقشتها طريقة تعامل كل شخص مع الجنس الآخر من دون محارمه سواء في عائلته أو في دائرة أصدقاء الأسرة والحدود التي يجب الوقوف عندها وعدم تخطيها، وبالطبع لنا في الحدود التي وضعها الله أفضل منهج وأحسن دليل.
رابعاً: كما يجب الاتفاق على التشاور بين الطرفين قبل اتخاذ القرارات التي تمس الأسرة ككل؛ لأن نتيجة أي قرار تعود على الأسرة كلها وليس على صانع القرار فقط، كما يجب الاتفاق على عدد مرات زيارات الأهل في الأسبوع وخدمة الزوجة لأهل زوجها وطريقة التعامل مع الخلاف وغيرها حسب ظروف كل أسرة ناشئة؛ لأن هذه الاتفاقات متى ما كانت واضحة فإنها تجنب العديد من الخلافات والمشاكل والصدمات فيما بعد.