يقول علماء النفس إنَّ كل سلوك الإنسان هو سلوك مبرَّر، ما يعني أنَّ الإنسان دائماً لديه دافع داخلي للقيام بالسلوك. ومن هنا جاء تعريف الاحتياجات بأنَّها الدوافع المحركة للسلوك الإنساني، والتي تقوم أيضاً بتكرار السلوك الايجابي كمحفز أولي لهذا السلوك، لكن لا بد من التفريق بين الاحتياجات الشخصيَّة واحتياجات العلاقة الزوجيَّة.
«سيدتي نت» التقت باستشاري العلاقات الأسريَّة والمحاضر بجامعة عفت قسم علم النفس، خالد فؤاد سندي، ليعرفك على احتياجات شريكك وكيف تلبينها؟
بداية أوضح سندي أنَّ الاحتياجات الأولى في حياة الإنسان يحتاجها، سواء كان متزوجاً أو غير متزوِّج. والثانية يحتاجها خصيصاً من شريك الحياة وليس من أحد سواه.
ولعل من أهم الأمثلة على الاحتياجات من شريك الحياة هي الحاجة للحبِّ والاهتمام، والحاجة للدعم والتشجيع، والتقدير، والاحتواء، والرعاية، واشعار الشريك بأنَّه أولويَّة في حياة شريكه.
وخلال مراحل النمو من الطفولة مروراً بالمراهقة والشباب تتكون لدى الإنسان احتياجات خاصة نتيجة الحياة والصعوبات التي يواجهها الشخص. ويحتاج الانسان، في الغالب من شريك الحياة، إلى توفير هذه الاحتياجات وتلبيتها. وعدم توفير هذه الاحتياجات أو تلبيتها بالصورة المناسبة لشريك الحياة يحول هذه الاحتياجات إلى مخاوف متزايدة في الحياة الزوجيَّة التي بدورها تزيد من وتيرة السلوك السلبي في العلاقة الزوجيَّة، وبالتالي زيادة وتيرة المشاكل وتوليد الاحتياجات مرَّة أخرى، وهو ما يعرف بالدائرة السلبيَّة بسبب:
ـ الاحتياجات غير الملباة.
ـ المخاوف المتولدة من الاحتياجات غير الملباة.
ـ السلوك السلبي المتولد من الخوف.
ـ المشاكل المتكررة نتيجة للسلوك السلبي.
وهذه الدائرة لا يمكن الخروج منها إلا بالعمل على تلبية احتياجات كل شريك من شركاء العلاقة الزوجيَّة.
• كيفيَّة تلبية احتياجات شريك الحياة؟
ـ مساعدته على اكتشاف وتفهم احتياجاته من خلال ثلاث وسائل:
• معرفة ماضي شريك الحياة وما مرَّ به من علاقات أسريَّة وصداقة قد تكون ولدت لدى الشريك احتياجات اليوم، مثال ذلك لو اشتكت الزوجة من تغيب والدها المستمر عن المنزل وعدم قضائه وقتاً مع أسرته فهذا يدلُّ على حاجتها لقضاء الوقت معها. لو اشتكى الزوج من عدم اهتمام والديه به وهو صغير، لأنَّه كان أكبر الإخوة ومن المفروض أن يهتم هو بمن أصغر منه قد يدل على احتياجه للاهتمام والعناية.
• معرفة نوعيَّة الاحتياجات التي تولدها الحياة الزوجيَّة لدى كل شريك من خلال التفاعلات اليوميَّة. مثال ذلك لو قالت الزوجة لزوجها لو أنَّك أكثر اهتماماً بمشاعري لكنت أكثر شعوراً بالأمان. أو أن يقول الزوج لزوجته، لم تشعريني يوماً بأنَّك فخورة بانجازاتي.
• تحويل المشاكل اليوميَّة التي يتم حلها إلى دروس يتعلم فيها كل شريك احتياجات شريكه.
ـ تلبية هذه الاحتياجات وتوفيرها بالصورة المناسبة للشريك:
• سؤال الشريك لشريكه عن كيفيَّة رغبته أو رغبتها في تلبية الاحتياج لديه. مثال ذلك أن يسأل الزوج زوجته عن أفضل الوسائل التي تجعلها تشعر بأنَّها أولويَّة في حياته. أو أن تسأل الزوجة زوجها عن كيفيَّة إشعاره بأنَّها تقدِّر كل ما يقوم به من أجل رخاء الأسرة.
• التوقف عن كل سلوك يزعزع شعور الشريك باحتياجاته ويحولها إلى مخاوف. فلو كان التغيُّب عن المنزل كل يوم للذهاب للأصدقاء يولد لدى الزوجة شعوراً بعدم الأمان فعلى الزوج التوقف عن هذا السلوك، أو التخفيف منه. ولو كان انتقاد الزوجة لزوجها في كل قراراته يشعره بأنَّ الزوجة لا تحترمه فعلى الزوجة أن تتوقف أو تقلل من هذا السلوك.
ختاماً تعدُّ مساعدة شريك الحياة على معرفة احتياجاته أو احتياجاتها وتلبيتها لشريك الحياة أحد أهم ثلاث مهارات يحتاجها الزوجان في العلاقة الأسريَّة وهي مهارات الحوار الإيجابي، ومهارات التعامل مع الضغوط الزوجيَّة، وتعدُّ مهارات معرفة الاحتياجات الزوجيَّة وتلبيتها من أصعب وأدق وأخطر مهارات صناعة أسرة سعيدة.