في مجتمعاتٍ كثيرة هناك قصص نبيلة للحبِّ يتم وأدها، ويزداد الألم كلما كان السبب واهياً وسطحياً، فيكون الفراق الموجع إلى الأبد.
وفي السعوديَّة تعدُّ عبارة «ما عندنا بنات للزواج» هي المحطمة لآمالٍ العديد من الشباب، والقاتلة للعديد من المشاعر الصادقة، والحاسمة لكثير من العلاقات الجدِّية.
«سيدتي» التقت عدداً من الشباب أحبوا، وسعوا أن يتوجوا هذا الحب الطاهر بالزواج، لكنَّهم ووجهوا بأقسى ما يتوقعون.. الرفض.
شعورٌ قاس
بنهل البلوشي مدرب (45 عاماً)، مدرب، عاش في حياته السابقة قصة حب عندما أراد أن يجعل نهايتها الزواج، لكن جاءه الردُّ الصاعق من أسرة الفتاة «ما عندنا بنات للزواج»، وقال: أقسى أنواع الشعور عندما تصبح «مرفوضاً»، وقد تأثرت كثيراً لأنَّ الفتاة تحبني وترغب بي زوجاً، لكن «العنصريَّة» جعلت ردهم هو الرفض.
القبليَّة اقتالت حبِّي
وكانت القبليَّة هي السبب في إنهاء قصة حبٍّ دامت 5 سنوات عاشها مروان السليماني (40 عاماً)، يعمل معلماً، رغم تقدُّمه لخطبتها مرَّتين، فقال: والدتها وأخوها الكبير كانا السبب، ولأنَّ كل شيء بالتراضي يكون أفضل لكونه ليس بين اثنين فقط، بل بين عائلتين، فتحكيم العقل في نهاية المطاف هو الأهم.
وسألت «سيدتي» بعض الشباب عن الموقف الذي سيتم اتخاذه في حال تقدّم لخطبة فتاة وكان الرد عليه من قبل أهلها عبارة «ما عندنا بنات للزواج»، فغلبت الفكاهة على ردودهم، فقال ناصر الودعاني (35 عاماً)، رئيس تحرير: يعني أسوي منصدم واتكي على البحر واطق الزقارة واشغل محمد عبده ايووووه قلبي عليك إلتاع.
أحمد الغامدي (26 عاماً)، مهندس كيميائي: إن شاء الله ما يحصل لي، لأنَّ طريقة الرفض فيها إهانة للخاطب وموجعة جداً، وأظن وقتها بخنق أبو البنت، أو بتمنى الأرض تنشق وتبلعني.
وقال محمد الصبار (42 عاماً): في حال تعرَّض لهذا الموقف سأقول لهم: خلّو بنتكم عندكم، الإثم عليكم مو عليّ، وبكرة لمّا تعنس حتقول حسبي الله ونعم الوكيل.
المستشار الأسري
وتوجهنا إلى المستشار الأسري، نهاد الإمام، لمعرفة الأثر النفسي، الذي تخلّفه عبارة «ما عندنا بنات للزواج» على نفسيَّة الشباب، فأشار إلى أنَّ هناك شباباً عندما يتم رفضهم يتعرضون للإحباط، وينعكس بشكل سلبي على نفسيتهم وعلى حياتهم ما يؤدي إلى تراجع إنتاجه وتقدُّمه بالحياة لانكساره. لكن عليه أن يتقبل هذا الرفض ويعتبره خيرةً من الله، وأيضاً دافعاً ليطور قدراته وإمكاناته.
وذكر الإمام أنَّه في بداية حياته العمليَّة تم رفضه من قبل والد الفتاة التي تقدَّم لخطبتها لكونه غير جامعي، فكان ذلك الرفض عمل تحفيزي له ليلتحق بالجامعة.
وعبر «تويتر» كان قد نشط ترند (# ما عندنا_بنات_للزواج) تباينت فيه ردود أفعال المغردين بين السخط والفكاهة.
فأشار المغرد shipmaster إلى أنَّ هذه العبارة فيها: إهانة عظيمة للولد.
وقال زكي قُمعة مهدداً: يا تزوجونا بناتكم بالطيب، يا بنخطفهم ونتزوجهم، والله ما أعيش عزابي.
وقالت #القادحة # الشباب: بعض الأهل مو أهل بدل ما يزوج بنته ويفرح فيها ويشوف أحفاده من بنته يصير حجر عثرة لها بالحياة وين تروح من الله وحسابه.
وقال مشاري مستهتراً: لا تكفى بعدين البنات ينتحرون والسبة بناتك.
وقال سبيعيه: تطمن ماني بواقف على بابك.. أنا مثل السنين ان رحت ما ارجع.