لين أبو غزالة طالبة سعودية موهوبة، لفتت نظر العالم إليها حين حصلت على جائزة مارتن لوثر كنج الأميركية؛ لتميزها الدراسي وتفوقها العلمي. "سيدتي نت" كان لها الحوار التالي مع والدة لين الدكتورة المبتعثة علا سكر.
1. بداية كيف تقدمين لنا طفلتكِ لين؟
لين في الصف الخامس الابتدائي، ترتيبها الثالث بين إخوتها ماجدة، وعبدالرحمن، وأحمد، وهي طفلة موهوبة؛ فهي كاتبة (باللغة الإنجليزية) ورسامة، تقوم بكتابة قصص مصورة للأطفال، كما أنها فتاة ذكية وسريعة البديهة، تُسمى في مدرستها «الفتاة اللامعة»؛ لتميزها، فقد لفتت أنظار الكثيرين من المعلمين والمعلمات الأميركيين.. تحب التطوع والمساعدة، فهي guard في مدرستها؛ أي أنّ مهمتها مساعدة المديرة بإيصال أطفال الروضة والتمهيدي للحافلات بأمان، كما تعمل كمساعدة لأمينة المكتبة.
وأخيراً فهي تهوى الرسم، وتطمح لدراسة تصميم الأزياء بفرنسا يوماً من الأيام، وأن تعمل كمصممة أزياء عالمية، وهي قادرة على ذلك بإذن الله.
2. ماذا كنتِ تعلمين مسبقاً عن طبيعة هذه الجائزة وشروطها؟
2. ماذا كنتِ تعلمين مسبقاً عن طبيعة هذه الجائزة وشروطها؟
بصراحة لم أكن أعرف شيئاً عن هذه المسابقة؛ حيث إنّ نظام التعليم بأميركا يطمح بارتفاع التحصيل الأكاديمي لكل الأطفال بحلول عام ٢٠١٣، فقد ابتكروا عدة طرق لتحفيز الطلاب، وقد درست بعضاً منها كمتطلبات لرسالة الدكتوراه الخاصة بي في مجال «التوحد والتعليم المبكر»، ولكن تفاجأت حين تسلمنا الدعوة الخاصة بحفل تكريم المتميزين دراسياً، وكانت لين الطالبة السعودية الوحيدة بينهم.
3. وهل توقعتِ فوز ابنتكِ بها؟
بصراحة نعم، توقعت أكثر من ذلك؛ فهي فتاة مازالت في الحادية عشرة من عمرها، وأسبوعياً تأتيني بثلاثة أوشحة: أفضل قارئة، أفضل كاتبة، وأفضل روح متعاونة بالمدرسة؛ لذا فأنا أتوقع منها الكثير؛ لأنها متفوقة، سريعة البديهة، فعندما قدمنا لأميركا عام ٢٠٠٦ لم تكن تعرف أي كلمة باللغة الإنجليزية. وتفوقت على الأميركيين أنفسهم بلغتهم التي أتقنتها أكثر من لغتها الأم.
4. صفي لنا شعوركِ وشعور لين بالجائزة، وما الذي مثله هذا التكريم لكل منكما؟
بالنسبة للين في حفل التكريم كانت سعيدة وفخورة جداً بنفسها. ولكن سرعان ما تناست الموضوع، فأنا أعرف ابنتي جيداً؛ تعيش مرحلة النجاح، ولا تلبث أن تنظر للهدف التالي.. فالنجاح لديها ليس سوى محطة لما بعدها.
بالنسبة لي بكيت فرحاً.. إحساس لا يوصف عندما ترين ابنتكِ الصغيرة تتفوق وتتميز وتسمى «لامعة».
5. من خلال دراسة لين في أميركا ومتابعتكِ لها، ما أهم الإستراتيجيات التعليمية التي تستخدم هناك بفاعلية في تنمية مواهب الأطفال وتشجيعهم على التميز؟
5. من خلال دراسة لين في أميركا ومتابعتكِ لها، ما أهم الإستراتيجيات التعليمية التي تستخدم هناك بفاعلية في تنمية مواهب الأطفال وتشجيعهم على التميز؟
من أول الأمور وأهمها وضع قوانين لإدارات التعليم في كل مدينة وكل مدرسة؛ لإلزامهم بإعطاء تقرير سنوي عن وضع الطلاب في كل مرحلة وتحصيلهم الأكاديمي. وبهذه التقارير السنوية تحصل كل مدرسة على دعم مالي لا يستهان به من وزارة التعليم أو المسؤولين عن التعليم في كل ولاية.
ثانيًا: تقام مقابلة مع كل طفل ووالديه مع بداية كل عام دراسي؛ ليكتب ميوله، احتياجاته، ورغبات والديه، حيث يتم دمج ما يرغب به الطفل ويستمتع به في التعليم، ومساعدته على التحصيل الدراسي المرتفع.
ثالثًا: هناك منهج دراسي مرن؛ حيث يعتمد المدرس في المقام الأول على الأنشطة، ودمج اللعب والمتعة في التعليم.
رابعًا: نظام المكافآت، حيث تقام ملاحظات أسبوعية للطلاب في القراءة والكتابة وغيرها من المواد، وانتخاب أفضل قارئ أو كاتب، أو أفضل متعاون. والفائز له جائزة معنوية أكثر من مادية.
خامسًا: المباني مهيأة بشكل رائع؛ لتتناسب ونفسية الطفل، وتزيد دافعيته للتعليم. فعلاً أثبتت دراسة لين وإخوتها في مدارس أميركية أنّ كل طفل يتميز بذكاء فطري، ويساعده مجتمعه ومدرسته ومعلموه ووالداه وعائلته؛ فيقومون ببلورة هذا الذكاء والموهبة؛ ليبدع الطفل.
6. ما الأمور التي تتمنين استحداثها في المملكة من أجل النهوض بالمستوى الإبداعي للطلاب؟
6. ما الأمور التي تتمنين استحداثها في المملكة من أجل النهوض بالمستوى الإبداعي للطلاب؟
من خلال دراسة الدكتوراه في مجال التعليم بشكل عام، والتوحد والتدخل المبكر بشكل خاص للأطفال من الولادة حتى ٨ سنوات، أكاد أجزم أنّ هذه المرحلة من أخطر مراحل حياة الطفل؛ حيث تتبلور شخصياتهم، وتتحدد مسارات حياتهم واهتماماتهم، بالإضافة إلى اكتشاف مواطن الضعف والقوة فيهم... ومن هذه النقطة يبدأ دور التعليم الفعال، وللأسف مناهجنا في السعودية تعتمد على التلقين فقط؛ حيث إنّ الطفل يشعر بالملل، في حين أنّ دمج المنهج التعليمي الفعال مع أنشطة يومية ملموسة، حيث يستخدم الطفل حاسة اللمس والبصر والشم لتثبيت تلك المعلومة, بالإضافة إلى أهمية الاهتمام بالكوادر وخبرتها، لكنّ المدربين بشكل ممتاز عن طريق دراستهم يفتح لنا باباً آخر للتساؤل، هل أقسامنا في الجامعات تهيئ فعلاً أولئك المدرسين والمدرسات؟ وهل مدارسنا وفصول أطفالنا مهيأة بشكل جيد؟ هل يتلقى الطفل تعليماً مناسباً؟ أم أنّ المدرسين يعملون بشكل روتيني فقط؟ التعليم رسالة سامية لا تعطى لأي أحد؛ ففلذات أكبادنا يستحقون الأفضل. كلي أمل وطموح أن يعود المبتعثون من حملة الدكتوراه، خصوصًا في مجال التعليم، حيث نطمح بنقل ما شاهدناه ودرسناه وعاصرناه على أرض الواقع لمستقبل أفضل.
أسئلة تحتاج إلى إجابات.. ما رأيك؟ هل يتلقى طفلك التعليم المناسب؟