في هذه المرحلة الديمقراطية يبدو أن البعض أخذ «وكالة» الديمقراطية كما لو كانت وكالة سيارات أو وكالة أجهزة كهربائية.
يكفي أن تحاول «استخدام» الديمقراطية دون الرجوع لـ «وكلاء» الديمقراطية لكي تعرف بأنك من أعداء الثورة ومن أعداء الديمقراطية.
لأنك لم تحصل على ترخيص «ديمقراطي» يسمح لك بمزاولة الديمقراطية ويجعلك «ديمقراطيًا» حسب قانون «وكالة» الديمقراطية. وإذا أردت أن «تجرب» إلى أي حد هؤلاء الديمقراطيين ديمقراطيون، حاول أن تختلف معهم، لتعرف أن الخلاف في الرأي يفسد للود قضية.
كلهم ديمقراطيون لدرجة أنهم يورثون الديمقراطية لأبنائهم وإخوانهم، وإذا كان توريث الأبناء عادة ديمقراطية أصيلة تعكس الثقافة الديمقراطية العربية في أجمل صورها التي تعمل تحت شعار ديمقراطي أصيل «ما أغلى من الرئيس إلا ابن الرئيس» فإن الثقافة الديمقراطية الأكثر جمالاً وبهاءً من التجربة العربية هي الديمقراطية الكوبية التي ترسخ «الأخوة» الحقيقية.
فلا رئيس إلا «أخو» الرئيس.
تجربة فيدل كاسترو مع أخيه راؤول تجربة ناصعة الفساد الديمقراطي، فهي استمرار لسياسة الرئيس التي تعرف مصلحة الشعب. وترسيخًا للحكم الديمقراطي المضروب، وخوفاً على الشعب من أن يضيع بين سياسات الرئيس السابق والرئيس اللاحق فلابد أن ينتقل الشعب من غرفة إلى غرفة في البيت الكوبي الواحد، والدليل على ذلك بأن الكوبيين استقبلوا تنحي الرئيس فيدل كاسترو بالحزن الشديد، ليس عليه، وإنما حزنًا وخوفًا من القادم من الأيام، فيدل الذي جثم على قلب الشعب 50 عامًا أرحم بكثير من راؤول، فيدل فكرة جميلة... راؤول واقع أليم... فيدل أحلام كبيرة ورفاق طيبون مثل غيفارا... راؤول مرحلة تشبع من كل الأوهام ورفاق سوء.
فيدل شخص قمعي واحد... راؤول مؤسسات كثيرة من القمع.
فكانت أقصى أحلام الشعب الكوبي أن يبقى فيدل كاسترو، ليس حبًا فيه فيدل ولكن كرهًا في راؤول، فالذي رآه الشعب من فيدل سيكون «لعب عيال» بالمقارنة مع الذي سيراه من راؤول.. فهو يريد أن يكون وفيًا لأخيه وأستاذه بدرجة يتفوق معها على أستاذه.
تجربة فيدل كاسترو وراؤول هي تجربة بطعم الألم للتجربة الإنسانية عموماً، وتأكيد راسخ على أن الحياة غير عادلة، فلو كانت الحياة عادلة لما بقي كاسترو 50 عامًا ليورث القمع.. في حين ذهب غيفارا بعيدًا في دروب الحياة والموت بحثًا عن الحرية والديمقراطية المزعومة.
فيدل كاسترو كان يصرخ في بداية عمره «المهم أن تبقى الثورة حية» ليس مهمًا بعد ذلك كم واحد يموت من أجل أن تحيا الثورة.
شعلانيات
. نحن لم نتغيّر.. بل استوعبنا.
.انتهى زمن الصديق وقت الضيق، وأصبحنا في زمن عند كل ضيق تخسر صديقًا.
.بالنسبة للعالم أنت شخص ما، وبالنسبة لشخص ما.. أنت العالم. .