أيام قليلة ويودعنا شهر الصيام والقيام والأعمال الروحيَّة، لنستقبل العيد الذي بدت مظاهر الاحتفال به لدى الشعوب والأفراد بمختلف جنسياتهم وأعراقهم. وقد تتشارك العادات العربيَّة والإسلاميَّة في زيارة الأهل والأصدقاء وأداء صلاة العيد ونثر السعادة والبهجة، إلا أنّ لكل دولة لمسةٌ خاصة تميِّزها عن غيرها، فالبعض يعدُّ مأكولات خصيصاً لتلك الأيام، وآخرون يستقبلون تلك الفرحة بعادات وطقوس فريدة في نوعها، وهنا نستعرض بعضاً من تلك العادات.
تونس
98% من الشعب التونسي يقضون أيام عيد الفطر بالرقص وأداء الموسيقى أثناء تناول الحلويات الخاصة بهم كالبقلاوة التونسيَّة، وكعك الورقة وبسكويت العيد «بشكوتو»، وفي ظهر اليوم الأول من العيد يذهب الأبناء إلى بيت والدهم لتناول طعام الغداء وقضاء بقيَّة اليوم بصحبتهم.
مصر
يحتفل المصريون كغيرهم من الشعوب بالاستعداد للعيد بالملابس الحديثة وزيارة الأقارب، إلا أنَّهم يتفننون في صناعة الكعك الذي ورثوه عن أجدادهم الفراعنة، فقد كان الخبازون في البلاط الفرعوني يتقنون صنعة استخدام العسل الأبيض ويُشكلونه بهيئات مختلفة كاللولبي والمخروطي والمستدير والمستطيل، كما كان المصريون القدماء يرسمون بعض الأحيان صورة للشمس على ذلك الكعك، كما كان الأفراد في الدولة الطولونيَّة يصنعون الكعك بقوالب مكتوب عليها عبارات الشكر مثل «كُل هنيئاً واشكر» أو «كُل وأشكر مولاك»، وأصبح اليوم الكعك أحد الأمور الأساسيَّة التي تُحضرها أو تشتريها الأُسر المصريَّة في عيد الفطر ووصلت منقوشاته إلى 100 شكل.
كما توارث المصريون تناول الأسماك المملحة في أيام الأعياد مثل الرنجة والفسيخ والسردين.
أفغانستان
يحظى البيض بشعبيَّة كبيرة في جمهوريَّة أفغانستان الإسلاميَّة، حيث تشتري العائلة الواحدة في المتوسط 200 إلى 300 بيضة وتقوم بغليها على النار ثمَّ طلائها أو الرسم عليها بسبعة ألوان «الأحمر، الأرجواني، الأخضر، الأصفر، الوردي، الأسود والأبيض، ثم يتم أداء لعبة تُعرف باسم Tokhm-Jangi» في ساحة مفتوحة لمحاولة تحطيم وفتح ذلك البيض.
تركيا
يعرف عيد الفطر باسم «بايرام رمضان» و«بايرام»، التي تعني احتفالاً أو عيداً وطنياً، حيث يذهب الأفراد في ذلك اليوم إلى قبور المتوفين لتزيينها بالزهور وتلاوة بعض الآيات الكريمة. أما الأطفال فيتجولون من باب إلى لتهنئة الناس بإحدى العبارتين «سعيد بايرام» أو «موتلو بايرملار» فتقدَّم لهم الحلويات كالحلقوم أو البقلاوة أو النقود، وفي المناطق الريفيَّة يجلب الذكور الطعام إلى المساجد ليأكل الجميع في حدائقها.
جمهورية موريشيوس
رغم أنَّ المسلمين في جمهوريَّة موريشيوس، التي تقع في شرق القارة الإفريقيَّة، لا يمثلون سوى أقليَّة لا تتجاوز 20% من التعداد السكاني، إلا أنَّ جو الفرح بيوم الفطر الواحد يعم في الأجواء، حيث يقتنص الأفراد فترة ما بعد أداء صلاة العيد في الذهاب إلى الجمعيات الخيريَّة للتبرُّع المعنوي أو المادي أو بالوقت، وتُعدُّ ربات البيوت البرياني للتمتُّع بتلك الوجبة الدسمة واللذيذة، ويحظى كلٍ من الكبار والصغار بالهدايا في ذلك اليوم.
الإمارات العربيَّة المتحدة
ترتدي الفتيات الصغيرات في ذلك اليوم ثوباً مطرزاً خاصاً يُطلق عليه اسم «ثوب الكندورة» يعلوه ذهب أو فضة، أما الصبي فيرتدي الكندورة البيضاء كزي رسمي، ويمارس الإماراتيون تقليداً شعبياً يُدعى بـ«الفوالة» بعد صلاة العيد، حيث تُحضِّر العائلات مائدة تحتوي على كثير من أصناف المأكولات الشعبيَّة والحلويات مثل الخبيصة والهريس والثريد والبلاليط والخميرة واللقيمات.
المغرب
ما يُميز الشعب المغربي هو أنَّ العائلة تتمتع بوجبة إفطار فخمة لبعض الأطعمة التقليديَّة كالفطائر المغربيَّة «بغرير» و«ملوي» و«كعب الغزال» والكعك والشاي والنعناع، وكما هو الحال في معظم العالم الإسلامي فإنَّ تقديم الهدايا ليس شائعاً بين الكبار، لكن الأطفال هم الذين يحصلون على الهدايا أو المال.
المملكة العربيَّة السعوديَّة
من أبرز ما يُميِّز العيد في السعودية هو تقديم الهدايا أو النقود للأطفال، سواءً كانوا من المُقربين أو غيرهم وتُسمى بـ«العيدية»، فعلى أرصفة الطرقات وعند إشارات المرور وفي المساجد ترى اللطف والكرم الأصيل، كما تقوم بعض العائلات بشراء كميات من الأرز أو المواد الغذائيَّة وتركها عند أبواب الأشخاص الأقل حظاً أو المتعففين عن السؤال، وفي بعض العائلات السعوديَّة يتم وضع سجادة ضخمة في أحد ممرَّات الأحياء في أول يوم من العيد وتشترك الأُسر بإعداد الأطعمة التي يتشارك في تناولها أهل الحي.