الكويت كانت طوال تاريخها «ولادة» للمبدعين في كل المجالات..
ففي التجارة كانت أجمل قصص النجاح تحمل بصمات كويتية، وفي الرياضة كانت منصات التتويج لا تستقبل إلا أصحاب الأقدام الذهبية الكويتية، وفي الإعلام والفن والثقافة والمسرح هناك دائماً قصص جميلة لنجاحات كويتية، لدرجة أن في كل مجال هناك قصة متفردة في النجاح والتميز..
أما اليوم.. فقد «عقمت» المرحلة عن إنجاب أولئك المتفردين الذين يملؤون الدنيا صخباً وضجيجاً.
فلا يعقل أن نكتشف بعد كل هذا العمر أن الكويت لم تنجب سوى أحمد ربعي واحد، عندما غاب غابت معه الكويت عن الفضاءات العربية، وأن الكويت لم تنجب إلا هو، وعبدالحسين عبدالرضا واحد، وسعاد عبدالله واحدة، وأن خالد الحربان لم يكن له خليفة، يسد ما نقص من غيابه، وأن جاسم يعقوب كان أسطورة كويتية قديمة لم تكرر بعد،
وأن الشِعر توقف قطاره عند محمد الفايز، وأن مرشد البذال لن يتكرر، وأن رحيل صقر الرشود هو رحيل لمرحلة عجز جيل كامل عن تكرارها، هذا الجدب الذي أصاب كل البصمات الجميلة من المبدعين، فلم نعد نرى بصمة تضيف لجيل المبدعين والمميزين شيئاً هو بمثابة إعلان حالة طوارئ لفقر هذه المرحلة، وضرورة العمل على استزراع نوع جديد من المبدعين أو استنساخهم، لإعادة الكويت مرة أخرى إلى طريق المبدعين ورسم خارطة طريق لجيل جديد قادر على بث روح الإبداع وترك بصماته مثلما فعل قدامى المبدعين!
وإذا أردنا أن نتلمس طريقنا إلى خارطة الطريق بشيء من الموضوعية، نقول إن هناك بصيص أمل في حالات متفردة موجودة بيننا إلا أنها فضلت الصمت والانزواء بعيداً عن الأضواء، ولم تشارك في حفلة الصخب النشاز التي تملأ حياتنا؛ لأنها ركنت إلى ممارسة دور الملح في الحياة، فبقيت في القاع لتحفظ الحياة من الفساد في حين الزبد يطفو على السطح.
هذه النوعية هي ملح الأرض.. ولو فسد لفسدت الحياة!
شعلانيات:
. الصمت فنّ عظيـم من فنـون الكـلام.
. فكر فيما عندك.. وليس فيما ليس عندك
فإن ما عندك من كرم الله.. وما ليس عندك من حكمة الله.
. تنازلوا عن دوركم في إصلاح الناس وأصلحوا أنفسكم!
. ﻻ تحزن عندما يسقط شخص ما من عينك فهو يفسح الطريق لك لرؤية من هم أفضل!