كلّ الفنّانين العرب الذين يغنّون بقرطاج أو بغيره من المهرجانات التّونسيّة يعمدون إلى التلحّف بالعلم التونسي أو مسكه أو رفعه أو أحيانا تقبيله أثناء وصلاتهم الغنائية.
وإن كانت هذه الحركة الرمزية تعبر عن تحيّة للبلد و تحمل التقدير للوطن و لسكانه ولكن المبالغة فيها قد تكون فيها تزلفاً للجمهور التونسي وتصبح بتكرارها بشكل يبدو مفتعلاً أحياناً يفقدها رمزيها.
وحصل في بعض الحفلات أن يقوم البعض من الجمهور برمي العلم على أرضية الركح فيقوم الفنان بالتقاطه والتلحّف به لإرضاء الجمهور وكسبه وقد عبّر الكثير من التونسيين عن رفضهم لرمي العلم أرضاً ليلتقطه الفنان.
والحقيقة أنّ البعض من الفنانين العرب على غرار ماجدة الرومي أو راغب علامة وغيرهم يرفعون الراية التونسية أو يقبلونها بصدق لحبّهم لتونس وشعبها ولكن كثيرون يفعلون ذلك بلا روح ومجاملة فقط.
وحصل في حفلة الفنان العالمي ماتر غيمز في قرطاج في شهر يوليو الماضي أن قام بعض الحضور في نهاية الحفل برمي العلم على خشبة المسرح فوقع بالقرب من الفنان ولكنّه تجاهله ولم يلتقطه وغادر مسرعاً وهي حركة غير مقبولة منه وقد أثارت الاستياء ولكن السؤال الأهم :لماذا قام بعض الجمهور برمي الراية الوطنية على خشبة المسرح؟
إنّ العلم رمزٌ للوطن وتحيته أو إبداء الاحترام له محبّذ ومطلوب لكن بعض التّونسيّين يرون أنّه إذا تكررت في كل حفلة حركة التلحف بالراية بلا صدق حيناً أو بغير ذوقٍ أحياناً أخرى فإنّ ذلك يصبح أمراً مبتذلاً .