عندما ينتهي المطاف بأصحاب المناصب في نهاية رحلته العملية ويجرّد من كل الألقاب التي كان يتمرغ في ترابها..
يحاول أن يحافظ على شيء من بريقه السابق.. وأمجاده الغابرة فيتشبث بألقابه القديمة، مضافاً إليها كلمة سابق..
وبعد أن يصبح صاحب سوابق.. يتخلى عن كل سوابقه إلا سابقة المنصب..
فهو الشيء الوحيد الذي لا يتنكر له، مع أنه يبدأ يتنكر لكل قراراته السابقة.. ويقول إنها كانت مفروضة عليه بحكم المنصب السابق.. إلا أنه يبقى طوال عمره وهو يتمرغ بلقب السابق.
قد يعمل في أية وظيفة.. أو أية مهنة جديدة؛ إلا أنه يبقى يتوكأ على حكاية السابق هذه، التي تعني بالعربي الفصيح أنه بلا منصب.. أو أنه خالي شغل مهما اشتغل.
وهناك نوع آخر منهم، يحاول بعد أن يفقد المنصب، أن يعيش على ريحة المنصب السابق بأن «يتكسب» على ظهر المنصب القديم.. حتى لا يبقى «عواطلي» بلا منصب..
وبلا حتى ألقاب.
في الغرب الوضع مختلف يدخل الرجل بشخصه لا بصفته.. وإذا حمل صفة في المنصب؛ فإنه يتركها مع المنصب ويعود إلى بيته بشخصه بلا مناصب أو ألقاب.. وهو تماماً ما حدث مع النائبة الألمانية السابقة ليلو فريد رينس التي اضطرت بعد خسارة حزبها.. وبالتالي خسارتها لمقعدها في البرلمان.. فهي عادت كما كانت ليلو.. بل إنها عادت أسوأ مما كانت، فلم تجد لها عملاً سوى أن تعمل منظفة؛ لكي تعول عائلتها الكبيرة، بعد أن كانت إحدى خبيرات الحزب في البرلمان، فاضطرت إلى تأسيس شركة تنظيف مكونة من شخص واحد هو «حضرتها»، وتقدم خدماتها إلى البيوت المجاورة حسب الطلب، وهي الآن تفكر في توسيع نطاق شركتها «أم نفر» بتشغيل منظفة مساعدة؛ لتخفف عنها همومها في المهنة الجديدة، بعد أن أصبحت حسب وضعها إلى «سلة مهملات روحية»، بسبب اضطرارها يومياً لسماع معاناة العجائز وتبرمهم من الحياة!
ليلو.. أو النائبة السابقة ليلو.. ظهرت في برنامج سياسي مشهور في ألمانيا أخيراً.. واعترفت بأنها تلقت عروضاً عدة للعمل؛ للاستفادة من موقعها السابق كنائبة؛ إلا أنها رفضت؛ لأنها تريد أن تحافظ على نظافتها السياسية والاجتماعية؛ حتى لو تطلب الأمر أن تبقى طول عمرها «منظفة»!!
شعلانيات:
. النفس كالزجاجة، إن لم يملأها شيء ملأها الهواء!
. لا شيء يضاهي روعة الصباح.. ورائحة القهوة.. والأمل بالله بأن اليوم أجمل.
. أكثر الناس قدرة على إسعاد أنفسهم منْ ينظرون إلى ما في أيديهم، وليس إلى ما في أيدي الآخرين!
. إذا كمُل عقلك نقص كلامك.