إذا كان الجوع « كافراً» فإن العالم المتحضر «غير مؤمن» بالجوع وبحقوق الجائعين والجوعى، في الوقت الذي يؤمن فيه بالحيوانات وحقوق الحيوانات، فالأموال التي تصرف سنوياً على القطط والكلاب فقط في أميركا وأوربا تكفي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من المشردين في الناس بدلاً من «إيوائهم»!
أليس غريباً أن يتعامل هذا العالم المتحضر بـ«تحضر» مع الحيوانات ويتعامل بـ«تخلف» مع البشر؟
فهو يعرض أصنافاً متنوعة لغذاء الحيوانات تجدها معروضة بطريقة متحضرة، ويعرض صنفاً واحداً لغذاء المشردين تجده معروضاً بطريقة غير متحضرة.
أليس غريباً أن «يستكثر» هذا العالم المتحضر أن يدفع 400 مليون دولار خلال 5 سنوات للحد من الفقر، بينما يدفع سنوياً ما لا يقل عن 250 مليون دولار فقط لقطط وكلاب أمريكا وأوروبا!!
إنه فعلاً عالم متحضر جداً!!
800 مليون شخص لا يملكون حاجتهم من الغذاء..
هذا هو آخر خبر تنقله شاشات تلفزيونات العالم المتحضر.. والمتحضر جداً!
ويأتي بعد ذلك من يتحدث عن « تحضر» هذا العالم، بالتأكيد هو لا يتحدث عن عالمنا، فهو ربما يتحدث عن عالم آخر؛ لأنه لا يمكن أن يكون عالماً متحضراً!
وهناك.. 800 مليون جائع.
فالحضارة التي تبني نفسها على عظام المشردين والجوعى حضارة مريضة، تحتاج أن تبحث عن أقرب مستشفى لتعالج من أمراضها.
فلا يمكن أن يكون هناك أشخاص متحضرون فعلاً يشاهدون موت 11 ألف طفل يومياً، بسبب سوء التغذية بينما هم «يتلذذون» بوجبة ساخنة في مطاعم الوجبات السريعة.
أحياناً أشعر بأن هذا العالم «لا يستحي على حاله» ولا يخجل من أفعاله فهناك أكثر من 50 مليون بيضة تعدم سنوياً حتى لا تنخفض أسعار البيض، وتسكب ملايين اللترات من الحليب في المجاري حتى لا يخسر مصنعو الحليب زبائنهم عندما يتبرعون بها وبالتالي تنخفض أسعارها.
مثلها مثل ملايين الأطنان من الطماطم والتي يتراشق بها الأوربيون في «يوم الطماطم» كنوع من التسلية بينما جياع العالم لا يجدون «طماطمة» يرشقون بها جوعهم!
ويأتي بعد ذلك من يتحدث عن حضارة هذا العالم!!
شعلانيات:
. إذا أردت أن تكسب الآخرين فاستمع لهم، وإذا أردت أن تخسرهم فناقشهم!
. فستان قصير.. ولسان طويل.. هذا حال بعض النساء!!
. في شبابنا نريد أن نغير العالم، وفي شيخوختنا نريد أن نغير الشباب!
. الخير يمشي بين الناس بطيئاً أما الشر فيركض ركضاً!!