"أئمة وملوك"، عنوان أوبريت مهرجان "الجنادرية" في نسخته الـ 32، الذي تشرف عليه وزارة الحرس الوطني منذ ثلاثين عاماً، وتقدم من خلاله الحضارة والتراث الوطني السعودي في حقب تاريخية مختلفة بدءاً بالدولة السعودية الأولى مروراً بالثانية ووصولاً إلى هذا العهد الزاهر عهد الدولة السعودية الثالثة. وقد أسهم أوبريت الجنادرية الغنائي في ترسيخ وحدة الوطن، وتجسيد الحس القومي، الذي يتمثل في محبة الشعب للقيادة الرشيدة، وهو ما وثقه الأوبريت في النسخ الماضية، وتميَّز بتنوع المشاركات فيه من السعودية والخليج والوطن العربي. وطوال تلك الأعوام مرَّ على أوبريت الجنادرية عديد من الشعراء الذين أسهموا في إيصال رسالته الهادفة إلى التفاعل مع قضايا الأمتين العربية والإسلامية، وإظهار مدى الأصالة التاريخية للأمة، وحضارتها في جميع النواحي والمجالات.
وقد تشرَّف الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن في كتابة الأوبريت هذا العام الذي سيغنيه كلٌّ من الفنانين: محمد عبده، راشد الماجد، عبدالمجيد عبدالله، رابح صقر، ماجد المهندس، وراشد الفارس، ومن ألحان ياسر بو علي.
أوبريت "مولد أمة"
وللشاعر بدر بن عبدالمحسن مواقف رجولية وشاعرية بدت في صياغته وارتجاله قصائد في اللحمة الوطنية، خطَّتها أنامله في المحافل الوطنية، حيث شهد أوبريت "مولد أمة" كتابته قصيدة "الله البادي" التي أصبحت أحد أهم المعالم الفنية للسعودية، وقام بأدائها الفنان الراحل طلال مداح مناصفة مع الفنان محمد عبده عام 1988.
أوبريت "وقفة حق"
وشهد الأوبريت الغنائي الثاني في مسيرة المهرجان الوطني للتراث والثقافة "وقفة حق" عام 1990 لمسات البدر أيضاً عندما صاغ كلمات قصيدته، في عهد الملك فهد، رحمه الله، ومطلعها:
للجزيرة بردها وسمومها .. للصحاري رملها وحزومها
للجبال الي سقتني غيومها .. لليالي الي عشقنا نجومها
أوبريت "ملحمة فارس التوحيد"
كما عمل على التعريف بالموروث الشعبي بواسطة تمثيل الأدوار، والاعتماد على المحسوس حتى تكون الصورة أوضح وأعمق، وإعطاء صورة حية عن الماضي بكل معانيه الثقافية والاجتماعية.
وفي عام 1998 قام الشاعر بكتابة أوبريت "ملحمة فارس التوحيد" الذي جاء استثنائياً عطفاً على ما كانت عليه العادة، لاسيما مع انضمام أول صوت نسائي للمشاركة فيه، وهي الفنانة نوال الكويتية، التي شاركها كلٌّ من الفنانين: محمد عبده، طلال مداح، عبدالمجيد عبدالله، وعبادي الجوهر، في أداء الأوبريت.
وظهر الأوبريت بطريقة القصة الملحمية الشعرية الممزوجة بقالب غنائي وعرض درامي مشوق، وتعدد في الصورة، وبدا فيه تألق البـدر في الكتابة ومحاكاة الوقائع، وشارك فيه 11 ممثلاً، ويعد من أكبر الملاحم التي سطَّرت في "الجنادرية" الماضي الأصيل والحاضر المزدهر.
أوبريت "وطن الشموس"
أما أوبريت "وطن الشموس" فكان من أهم محطات البدر في "الجنادرية"، ووقفة تأمل، تميَّزت بتقديم خلاصة الفن والموروث الشعبي السعودي، حيث قدَّم فيه البدر أكثر من صورة تاريخية، جسَّدت أحداثاً تاريخية مثل الحروب الصليبية، بالإضافة إلى عرض صور للفن الشعبي والفلكلور. شارك في العمل 700 ممثل، وطاقم إنتاج تألَّف من 200 فني من جنسيات عدة أمريكية وإيطالية وألمانية وفرنسية ولبنانية.
حضارة عريقة وتاريخ مجيد وفلكلور شعبي أصيل كل ذلك سطَّره البدر في خمسة أوبريتات من عصارة فكر شاعرٍ أمير، وألحان أشخاص عباقرة على النحو التالي:
أوبريت مــولد أمة من ألحان محمد شفـيق.
أوبريت وقفة حق من ألحـان محمد شفـيق.
أوبريت ملحمة فارس التوحيد من ألحان الفنان محمد عبده.
أوبريـت وطن الشموس من ألحان الدكتور عبدالرب إدريس.
أوبريت أئمة ومـلوك من ألحـان ياسـر بو علي.
أوبريت أئمة وملوك
ويعد أوبريت أئمة وملوك أول أوبريت يقدمه مهرجان الجنادرية في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، وتتمحور فكرته حول تقديم ومضات وإضاءات عن تاريخ الدولة السعودية ونشأتها في قالب مسرحي، يجمع الدراما والفنون باستخدام الشاشات وأحدث التقنيات المتقدمة في هذا المجال.