عندما كنت صغيراً وجميلاً.. كانت صورة الربيع في ذهني صورة وردية..
حيث الخضرة والماء وكل شيء حسن.. ولذلك كنت تلميذاً نجيباً عندما أكتب في حصة التعبير عن الربيع.. لأن الصورة كانت حاضرة في ذهني.
اليوم عندما أسمع وأقرأ عن الربيع العربي لم أر تلك الصورة..
فهل الخطأ كان في مناهج اللغة العربية، أم الأستاذ، أم في الصورة الذهنية التي رسمتها أنا بالخطأ؟!
وبما أن الأستاذ معلم الأجيال.. فبالتأكيد أنني أنا الحلقة الأضعف في المعادلة.. وأنا كنت على خطأ.. وصل إلى مرحلة الخطيئة عندما صورت لي نفسي «الأمّارة» برسم الصورة الذهنية الجميلة.
فالربيع العربي الذي تصورته وكتبت عنه وحلمت به ليس هو الربيع العربي الذي أراه وأسمع عنه اليوم..
فالفضائيات ملأت الدنيا عن الربيع العربي، ولم نر إلا خريفاً وقتلاً وذبحاً وتشريداً..
فأصبحنا نسمع «جعجعة» ولا نرى «طحناً».
وبما أنني أنا والقارئ الحلقة الأضعف في فهم معادلة الربيع العربي، عدنا إلى القاموس المحيط لعله يسعفنا في تعريف الربيع.. فوجدنا أن الربيع فلكياً هو الاعتدال الربيعي الذي عادة يكون في ٢١ مارس في نصف الكرة الشمالي.. وفي ٢٢ سبتمبر في نصف الكرة الجنوبي.. ويستمر حتى وقت «الانقلاب» الصيفي.. ويكثر فيه رؤية العشب والأزهار الملونة.
وحتى هذه اللحظة لم نجد في أي من التعريفات السابقة إلا كلمة «الانقلاب» الصيفي..
فلم نر عشباً أو أزهاراً ملونة..
شخصياً أحب الربيع لدرجة العشق.. وأعشق الحرية وأكثر.. وأتمنى أن تتنقل «عدوى» الحرية إلى كل شعوب الدنيا لتنعم بالربيع.. لتكون «بضاعتنا» العربية القابلة للتصدير لكل أرجاء الدنيا.. ولكن هل نصدر معها القتل والتشريد وتكسير الأضلاع؟
أسأل ولا أجيب..
لأنني لا أملك الإجابة.. وأحتاج للاستعانة بصديق ليشرح لي في حصة التعبير مفهوم الربيع مرة أخرى، حتى أستطيع أن أكتب!!
شعلانيات:
. استمع لكثيرين، وتكلّم مع قليلين.
. بعض الأشخاص يبحثون عن مكان جميل، والبعض يجعل المكان جميلاً!
. في صالونات النساء الاجتماعية والثقافية يتحدثن عن صالونات التجميل، وفي صالونات التجميل يتحدثن عن صالونات النساء الاجتماعية والأدبية، وفي حالات الريجيم لا يتحدثن إلا عن الأكل، وعندما يأكلن لا يتحدثن إلا عن الريجيم!