وفقاً لدراسة أمريكية جديدة، وبعد أن تتم إزالة الورم فإنَّ العلاج الكيميائي لن يكون ضرورياً إلا في نسبة 20 في المائة من الحالات.
سوف يكون تفادي الخضوع إلى العلاج الكيميائي بمثابة نعمة بالنسبة للآلاف من النساء اللواتي يعانين من مرض سرطان الثدي. فقد أثبتت دراسة أمريكية جديدة عنوانها TAILORx أنّ حوالي 70 في المائة من النساء المصابات بسرطان الثدي يمكنهن تجنّب هذا العلاج المؤلم الذي له آثار سلبية عديدة. وقد تمَّ تقديم النتائج في المؤتمر السنوي حول السرطان (ASCO) الذي عُقد في شيكاغو.
العلاج الهرموني سوف يكون كافياً
في العادة، وبعد إزالة الورم السرطاني، يتبع ذلك بالنسبة إلى العديد من النساء العلاج الكيميائي ممزوجاً بالعلاج الهرموني من أجل منع الورم السرطاني من العودة. ولكن دراسة TAILORx التي تمَّ إجراؤها على أكثر من 6500 امرأة استنتجت أنّ المستوى الذي يبرر هذا المزيج يمكن الاستغناء عنه دون أية مخاطر. وفي واقع الأمر، هناك فحص وراثي يمكن إجراؤه أثناء العملية الجراحية لإزالة الورم بمقدوره أن يتبنأ بمخاطر عودة المرض. وهذا الاختبار الذي يسمى Oncotype Dx (تكلفته في فرنسا حوالي 3000 يورو) يعطي نتائج دقيقة تتراوح من صفر إلى مائة، بحسب "توب سانتيه".
وحتى الآن، ينصح بالخضوع إلى العلاج الكيميائي بشدة إذا كانت النتائج التي تشير إلى عودة المرض أعلى من نسبة 25 في المائة، ولا حاجة إلى اتباع هذا العلاج إذا كانت نسبة عودة المرض تصل إلى 10 في المائة. ولكن، ما العمل عندما تكون النتيجة الظاهرة تشير إلى النسبة التي تتراوح بين 10 إلى 25.
وهنا، تأتي الدراسة، حيث قام الباحثون بتقسيم النساء إلى مجموعتين، المجموعة الأولى تلقت العلاج الهرموني فقط، بينما تلقت المجموعة الثانية العلاج الكيميائي ممزوجاً بالعلاج الهرموني. وأثبت الباحثون أن نسبة 83.3 في المائة من النساء اللواتي خضعن إلى العلاج الهرموني، ونسبة 84.3 في المائة من النساء اللواتي تمَّ علاجهن بالعلاج الكلاسيكي الممزوج لم يشهدن عودة المرض. وفي كلتا المجموعتين فإنَّ نسبة 89 في المائة من النساء استطعن النجاة من المرض كلياً.
"إعادة تقييم" الفحص الوراثي
وبشكل أكثر دقة، فإنَّ النساء في سن أعلى من 50 عاماً (عندما تكون مخاطر عودة المرض منخفضة جداً) ، فإنَّ العلاج الكيميائي يكون بلا جدوى بالنسبة للنتيجة التي تتراوح بين صفر إلى 25. والأمر ذاته تماماً بالنسبة للنساء أقل من سن 50 عاماً اللواتي سجلن نتيجة تتراوح بين صفر إلى 15. وفي المقابل، عندما تكون النتيجة أعلى من 15 فإنَّ العلاج الكيميائي سيكون ضرورياً. وبناء على "إعادة التقييم" للفحص الوراثي هذا، استنتج الباحثون أنَّ العلاج الكيميائي ليس ضرورياً في حوالي 70 في المائة من حالات سرطان الثدي.