تحتاج أجسامنا إلى العديد من المعادن مثل: الكالسيوم والحديد والصوديوم والبوتاسيوم والماغنسيوم واليود وغير ذلك، ولكن جسم الحامل يكون أشد احتياجاً لنوعيات معينة من المعادن منها؛ اليود والماغنسيوم.
لقاؤنا والدكتور أيمن الحسيني أستاذ أمراض النساء والتوليد لتوضيح مدى الأهمية وعواقب النقص.
اليود: ترجع بداية اكتشاف العلاقة بين امتناع الحامل عن تناول اليود وبين ولادة طفل متخلف عقلياً أو متأخراً في النمو إلى داخل مستعمرة في كولومبيا البريطانية؛ حيث لاحظ الأطباء أن السكان داخل البلاد والذين عاشوا في منأى عن الشواطئ انتشرت بينهم حالات ولادة طفل متخلف عقلياً أو متأخراً في نموه، وبعد البحث وجدوا أن السبب يرجع إلى وجود نقص بمعدن اليود بغذاء وشراب سكان المناطق الداخلية.
* بينما لم يحدث هذا النقص لسكان الشواطئ؛ نظراً لاعتمادهم إلى حد كبير على تناول الأسماك والمأكولات البحرية المعروفة بغناها باليود.
* اليود معدن ضروري جداً لتكوين هرمون الغدة الدرقية، وبدونه يحدث نقص في تكوين هذا الهرمون، مما يؤدي إلى تضخم الغدة الدرقية وقلة إنتاج هرموناتها عند الوليد.
* ومثل هذا الوليد -أو الطفل- يتأخر نموه العقلي والجسمي، وتظهر عليه علامات جسمانية مميزة مثل؛ قصر العنق وزيادة سمكه، وهذا النقص الخلقي بنشاط الغدة الدرقية هو ما يسمى بالكشامة أو الفدامة cretini .
* واليود يتوافر في الأسماك والمأكولات البحرية عموماً، كما يوجد في منتجات الألبان وفي ملح الطعام المقوى.
* كما يوجد اليود بالتربة ومياه الشرب، لكن بعض المناطق تفتقر إليه، ومن هنا تحدث عادة مشكلة نقصه، وتعد منطقة "الواحات" بمصر مثالاً لهذه المناطق.
* ويعتبر اليود من المغذيات التي يجب تأمين توافرها في جسم الحامل منذ بداية الحمل وخلال الأشهر الأولى منه.
الماغنسيوم: وهو المعدن الذي يقلل من فرصة حدوث ولادة مبكرة وطفل ناقص الوزن، وهو يعد مُركباً أساسياً لكل خلايا الأنسجة الرخوة؛ حيث تدخل في عمليات بناء البروتين، كما أنه ضروري لتوليد الطاقة.
*نقص الماغنسيوم بجسم الحامل يزيد من فرصة ولادة وليد ناقص الوزن، خاصة إذا حدث هذا النقص في بداية الحمل، وقد وجد أن تعويض هذا النقص بعد مرور حوالي 13 أسبوعاً على بدء الحمل يفشل في التأثير على وزن الوليد.
* يجب التأكد من تناول الحامل لمعدن الماغنسيوم بجرعات كافية مع بدء الحمل؛ حيث يكون انقسام الخلايا سريعاً بالنسبة للشهور الوسطى أو الأخيرة من الحمل.
* تتراوح الجرعة اليومية من الماغنسيوم حوالي 270 جراماً، ويمكن الحصول عليها من المخبوزات من الدقيق الكامل، البذور، المكسرات، والخضروات الداكنة الاخضرار، والمأكولات البحرية عموماً.
* أجمع علماء التغذية على أن هذا المعدن يتركز بصفة خاصة في جنين القمح، وفي قشور الغلال؛ لذا فإن الدقيق الأسمر المحتفظ بالردة يعد ذا قيمة غذائية أفضل من الدقيق المجهز من القمح المنزوع القشرة.
* بذور دوار الشمس 50 جراماً = 139 مجم من الماغنسيوم، الفول السوداني 50 جراماً = 90 مجم من الماغنسيوم، رغيف من الدقيق الكامل=83 مجم من الماغنسيوم، كورن فليكس 40 جراماً= 65 مجم من الماغنسيوم، عدس مسلوق 100 جرام= 34 مجم من الماغنسيوم، سبانخ 100 جرام=34 مجم من الماغنسيوم.