للبشر أَنْمَاطٌ، ولكل شخصية نَمَطُها الخاص، ولكل منها أيضًا طريقةٌ للتعامل معها، ولهذا تحدَّث الدكتور طارق الحبيب، خلال إحدى محاضراته، عن ثلاثة عشر نوعًا من أنواع الشخصيات، شارحًا سِمَات كلٍّ منها، وكيفية التعامل معها، مع الاستعانة ببعض النماذج الحياتية التي تمرُّ بالفرد في العمل والحياة الخاصة، والتي مرَّت به أيضًا أثناء عمله.
حيث يقول الدكتور طارق إن أنماطَ الشخصيات وطريقة التعامل مع كل منها هي كالتالي:
1. الشخصية الفُصَامِيَّة: ومن سِمَاتِها أنها انطوائية وتميل للعُزْلَةِ، وليس لديها رغبة في العلاقات والهوايات والأنشطة الفردية، كما أنها لا تستمتع بالكثير من الأنشطة، وتتميز ببرودة المشاعر والانفعالات.
ويتمُّ التعامل مع هذه الشخصية بتفعيل نشاط انطوائي إيجابي، وعدم إجبارها على نشاط جماعي لا ترغب به، وقد تشعر تلك الشخصية بالنقص أو الضيق، لكن لا يعني هذا ترك المجتمع، ويجب توعية القريبين منها بأن هذا طبع فيها وليس سوء أخلاق.
2. الشخصية الشَّكَّاكَة: ومن سِمَاتِها أن الشكَّ هو الرائد في تقييمها لما حولها دون وجود ما يدعم ذلك الشك، وأنها مشغولة البال باحتمال عدم استمرار ولاء رفاقها وزملائها وذويها، ودرجة الثقة التي يجب أن يعطيها لهم، كما أنها ترى أن الآخرين لا يرون حقيقتها، كما أنها لا تنسى أخطاءَ الآخرين ولا تغفر لهم.
ويتمُّ التعامل مع هذه الشخصية بوضع مسافة في التعامل معها، وتفعيل الاستماع أكثر من الحديث، بالإضافة لوضع احتمالات أخرى غير الشك دون مصادمة شكِّها، واختيار المهام التي تتناسب مع تلك الشخصية.
3. الشخصية الحِدِّيَّة (المِزَاجِي): ومن سِمَاتِها التَّطَرُّف الشديد في المفاهيم حسب المثالية الشديدة، ثم الخروج عن القيم، ثم العودة ثانية، وعدم استقرار المشاعر والانفعالات.
ويتمُّ التعامل مع هذه الشخصية بعدم استعجال ردّةِ الفعل؛ لأنها ستهدأ بعد حين، وعدم الموافقة الكلية أو الرفض الكلي؛ حتى لا تهيجَ مشاعرها السلبية، وعدم توظيفها في الأعمال طويلة المدى، وإنما قصيرة المدى؛ حتى لا تربكَ العمل.
4. الشخصية الهستيرية: ومن سِمَاتِها عدم الارتياح، والضَّجَر في الأماكن التي لا تكون فيها مَحَطَّ اهتمامِ الآخرين، والسلوك الاستئثاري والمشاعر السطحية، كما أنها تسعى لإعجاب الآخرين.
ويتمُّ التعامل مع هذه الشخصية بالإشباع الجزئي الضروري؛ حتى ترتاح حاجاتها النفسية، وعدم المصادمة، وتدريبها على الأعمال الفردية قصيرة الأجل، وتوظيفها في الأعمال التي تستدعي (الظهور).
5. الشخصية النرجسية (المتكبِّرة): ومن سِمَاتِها الشعور غير العادي بالعَظَمَةِ وأهمية الذات، وتسبح في خيال النجاح والقوة والإبداع، وفي تعاملها مع الآخرين تنتظر احترامًا من نوع خاص لشخصيتها وأفكارها، وتستفيد من مزايا الآخرين في تحقيق مصالحها الخاصة، وهذه الشخصية متكبِّرة ولديها الغيرة من الآخرين أو العكس؛ حيث تعتقد أن الآخرين يغارون منها.
ويتمُّ التعامل مع هذه الشخصية عبر الإشباع الجزئي (بإعطائها مناصب غير حساسة)، وتفعيل معنى المنصب المعنوي والروحي في ذاتها.
6. الشخصية السيكوباتية (الإجرامية): ومن سِمَاتِها عدم القدرة على التوافق مع ضوابط وأنظمة المجتمع والخداع (الكذب)، والاحتيال (أسلوب جذاب في الحوار)، وعدم التخطيط المستقبلي.
ويتمُّ التعامل مع هذه الشخصية بالتركيز على تجنُّب شرورِها، ووضع الحدود الفاصلة الواضحة في التعامل، وعدم إضاعة الوقت معها أفضل.
7. الشخصية القَلِقَة: ومن سِمَاتِها أنها حسَّاسة ودقيقة ومبالغة للأمور، وعندها عدم القدرة على التعامل مع روح النظام، إضافة للتَّصَلُّبِ في التعامل تقيُّدًا بحرفية الأنظمة لا بمعانيها، ودائمة الانشغال المفرط بدقائق الأمور، لدرجة نسيان جوهر الموضوع، وهي مُسْرِفَةٌ في العمل لدرجة أنه لا استرخاء ولا أصدقاء، ولديها ضمير حي لدرجة المرض، وعندها مشكلة حفظ الأشياء غير المهمة، وعدم القدرة على الاعتماد على الآخرين في إنجاز الأعمال، كما أن لديها انعدام المرونة، وبخيلة.
ويتمُّ التعامل مع هذه الشخصية بوضع مسافة معها، والوضوح في التعامل، ومراعاة الألفاظ، وتجنُّب النقد المباشر، وحسن التوظيف.
8. الشخصية الاعتمادية: ومن سِمَاتِها صعوبة إنجاز قراراتها وأعمالها اليومية دون الرجوع المتكرر المُمِل للآخرين واستشارتهم، وترغب أن يتولى غيرُها المسؤوليةَ عنها، ولا تعارِض الآخرين؛ لخَوْفِهَا من أنها قد تفقدُ عونَهم ومساعدتهم، ومن الصعب عليها البدء في مشروع.
ويتمُّ التعامل مع هذه الشخصية بعدم الاعتماد فيما يثير القلق لديها، والتفعيل أو التنشيط الجزئي مع التدرُّج في ذلك، والاعتماد على نفسها في المُكَرَّرَاتِ، وعدم افتراض التغيُّر الكامل.
9. الشخصية التَّجَنُّبِيَّة (ناقصة الثقة): ومن سِمَاتِها تجنُّب المهام الوظيفية التي تتطلب تواصلًا مع الآخرين، ولا تختلط مع الآخرين إن لم تتأكدْ أنها محلُّ اهتمام منهم، ولديها الخوف من النقدِ في المحافل.
ويتمُّ التعامل مع هذه الشخصية بدمجها في العمل الجماعي أكثر من الفردية، وتكليفها أكثر بالأعمال واضحة المعالم، والتركيز على النية والهدف وطريقة الأداء، وتكليفها بالتنسيق أكثر من المواجهة، بالإضافة لتفعيل معنى الكمال لديها.
10. الشخصية الاكتئابية: ومن سِمَاتِها رفض أي عمل أو نشاط؛ بسبب كآبتها ونظرتها السوداوية إلى مختلف جوانب الحياة، وتتمثَّل في الفرد طول حياته.
ويتمُّ التعامل مع هذه الشخصية بدرس مَلَكَاتِهِا الأخرى التي تكون أعلى من الكآبة، وتفعيل روح الرجاء والخوف.
11. الشخصية العُدْوَانِيَّة – السَّلْبِيَّة: ومن سِمَاتِها امتزاج الخُبْثِ بنَقْصِ الثقة.
ويتمُّ التعامل مع هذه الشخصية بحَذَرٍ في التعامل معها، ويتمُّ ضبطُها بالأنظمة والقوانين.
12. الشخصية السَّادِيَّة: ومن سِمَاتِها أنها تستمتع بإيقاع الأذى الجسدي أو المعنوي أو كليهما على الغير، ويكون ذلك مَحَطَّ مُتْعَتِها، وتبحث عن الوظائف التي تجعل أذاها للآخرين عملًا مشروعًا.
ويتمُّ التعامل مع هذه الشخصية بأن هذا الأمر جزءٌ لا يتجزَّأُ منها، ويجب التقصِّي عنه فقط.
13. الشخصية المَازُوخِيَّة: ومن سِمَاتِها أنها تجدُ الراحة وتستمتع حينما يتعدَّى عليها الغيرُ بالأذى الجسدي أو المعنوي أو كليهما، وتسعى أن تكون في مَوَاطِنِ أذى الآخرين لها.
ويتمُّ التعامل مع هذه الشخصية بإشباع جزئي في الفرعيات، والاستبصار، وتبصير الغير بذلك.