ألم أسفل الظهر وهو الألم الذي يتركز أسفل العمود الفقري، قد يكون معطّلًا جدًّا لحركة الشخص، وقد يسبب أحيانًا توقّف جميع الأنشطة التي يمارسها المريض. غير أنّ الراحة لسيت علاجًا جيدًا دائمًا.
يشكل ألم أسفل الظهر السبب الثاني الأكثر شيوعًا لمراجعة الطبيب المعالج. وأكثر من 4 من أصل 5 أشخاص يعانون على الأقل مرة واحدة ألم الظهر خلال فترات حياتهم. كيف يمكن علاج ألم أسفل الظهر؟ متى يجب استشارة الطبيب؟ وكيف يتم التشخيص؟ يجيب عن كل هذه الأسئلة د. فلورانت سانسيني، الطبيب العام في "أكس أون بروفنس" في فرنسا.
ألم أسفل الظهر: تعريف
يسمى على نحو شائع ألم أسفل الظهر، أو ألم الظهر، وهذا الألم يتمركز في أسفل الظهر عند مستوى الفقرات القطنية. وقد يصاب به الأشخاص من الأعمار كافة، كما يصيب النساء والرجال على حد سواء. وفي الغالبية العظمى من الحالات، فإنَّ الألم يختفي تلقائيًّا خلال 4 أو 6 أسابيع. ولكن عندما يستمر، يصبح من الصعب السيطرة عليه وهنا يجب عدم الانتظار لمعالجته.
آلام أسفل الظهر: الأسباب
• قد يكون سبب ألم أسفل الظهر صدمة أو جهدًا بدنيًّا، أو حتى على العكس من ذلك من دون بذل أيّ جهد، وكذلك نتيجة اضطراب نفسي مثل التوتر والإجهاد.
• وفي بعض الأحيان، قد يحدث ألم الظهر من دون أيّ سبب معروف. فألم الظهر هو في الأساس عطل ميكانيكي، وقد تكون كل أجزاء هيكل الظهر هي السبب (العضلات، والأربطة، والأوتار، والفقرات ...). وقد يكون على سبيل المثال نتيجة انزلاق غضروفي، والذي يتوافق مع إسقاط غير طبيعي للقرص بين الفقرات التي تقع بين فقرتين من العمود الفقري، أو بسبب التهاب المفاصل.
• إذا كان الألم في أسفل الظهر مصحوبًا بألم في الساق، ففي أغلب الحالات قد يكون السبب عرق النسا الناتج عن الضغط على العصب الوركي، عند مستوى فقرات أسفل الظهر، حيث يشع الألم على طول مسار العصب إلى أسفل الظهر، ثم إلى الأرداف وخلف الفخذ، وينحدر إلى الأسفل حتى القدمين. ولكن في بعض الأحيان لا يكون التهيّج في عصب الورك هو السبب، وإنما في العصب الشوكي الذي يقع في أعلى العمود الفقري. والضغط على العصب يسبب الألم في الأرداف، وفي مقدمة الفخذ وخلف الركبة.
آلام أسفل الظهر: عوامل الخطر
هناك عوامل خطر للإصابة بألم أسفل الظهر، مثل الخمول، وعدم الحركة، وزيادة الوزن، والحمل بالنسبة للمرأة، والتوترات المختلفة. كما أنّ وضعية الجسم الخاطئة عند حمل غرض ثقيل، أو العمل المكثف، قد تعزز كذلك معاناة ألم الظهر. وأخيرًا فإنَّ فرشة السرير السيئة أو زنبركات فرشة النوم السيئة كذلك، أو حتى الكعب العالي، قد تعزز جميعها ألم أسفل الظهر.
آلام أسفل الظهر: التشخيص
عند الفحص السريري وسؤال المريض يتأكد الطبيب من عدم وجود أمراض أساسية أخرى، تسبب ألم أسفل الظهر. سوف يبحث على سبيل المثال عن عناصر رئيسية مثل الإصابة بمرض السرطان سابقًا، أو وجود ألم في الصدر، أو الاستخدام المطول للستيرويدات القشرية، أو وجود حمّى. فإذا لم يجد الطبيب أيًّا من هذه المشاكل والأمراض سوى الشعور بالألم أسفل الظهر، فلا يصف الطبيب فحصًا تكميليًّا. وتعتقد الدوائر الطبية والصحية الفرنسية والدولية، أن ليس هناك ضرورة لإجراء التصوير، خصوصًا خلال مرحلة الألم الحاد لأسفل الظهر، وهذا يكون بين فترة 4 إلى 6 أسابيع من الألم.
آلام أسفل الظهر: العلاجات
_ الرياضة
يعتمد علاج ألم أسفل الظهر سواء كان حادًّا أو مزمنًا، على تخفيف الألم بواسطة العلاجات الطبية أو من دونها، واستمرار النشاط الجسدي والمهني إذا أمكن.
ويوضح الطبيب العام د. فلورانت سانسيني قائلًا: "لا يتم علاج ألم أسفل الظهر بعدم الحركة، بل على العكس على الحركة تمامًا. وإذا كان من الطبيعي الاستلقاء أو النوم في الفراش خلال اليومين أو الثلاثة أيام الأولى من بدء الألم، فلا يجب أن يستمر هذا الوضع لأنه غير مجدٍ، ويأتي بنتائج عكسية".
_ الحزام القطني والمشد
لا ينصح الطبيب باستخدام المشد أو الحزام القطني. ويضيف: "يجب وصف المشدّ فقط في حالات محددة من أمراض العظام، مثل الجنف (انحراف العمود الفقري). بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الاستخدام المطول للحزام القطني والذي هدفه المحافظة على أسفل الظهر، يعزز ضمور عضلات الظهر. ورغم أنه يخفف الألم بشكل فعّال إلا أنه وبمجرد أن يزيل المريض هذا الحزام، فإنّ العضلات لا تكون قادرة على أداء دورها الداعم، وسوف يستمر الألم دائمًا".
_ جلسات العلاج الطبيعي
في حالة ألم أسفل الظهر المزمن واستمرار الألم إلى أكثر من ثلاثة أشهر، يُنصح المريض بإجراء جلسات العلاج الطبيعي لتخفيف الألم وتقوية عضلات الظهر، واستعادة القدرة على الحركة.