في الحوار الآتي نصّه، يُحدِّثنا الدكتور أحمد إسماعيل عن بحوثه المستقبليَّة الواعدة في علاج بعض حالات العقم، التي تنتج عن توقُّف عمل المبيض لدى بعض النساء.
ما هي البحوث الأخيرة، في علاج حالة توقُّف المبيض عن إنتاج البويضات؟
نعمل حاليًّا على بحوث واعدة من أجل تحفيز المبيض والخلايا المجاورة للخلايا المنتجة للبويضات، التي تتوقَّف عن أداء وظيفتها بسبب وصول المرأة إلى سنِّ انقطاع الطمث الطبيعي، أو إلى ما يسمَّى بـ"سن اليأس غير الناضج" الذي يحدث قبل عمر الخامسة والثلاثين، أو سنِّ انقطاع الطمث المبكِّر أي من عمر الخامسة والثلاثين وحتَّى السادسة والأربعين. يعمل هذا العلاج على حقن المبيض بالبلازما ذات التركيز العالي للصفائح الدموية ( platelet-rich plasma PRP) عن طريق تجميع كمٍّ مُحدَّد من الدم، وإضافة بعض المواد الكيمياوية ووضع المزيج في جهاز الطرد المركزي، ثمَّ سحب الطبقة التي تمَّ فيها تركيز الصفائح الدمويَّة بالبلازما وحقنها في المبيض على الفور، وبكمٍّ مُحدَّدة عن طريق جهاز الأشعَّة الصوتيَّة المهبلي.
هل ثمة نتائج إيجابيَّة لهذه البحوث؟
هنالك نتائج مُبشِّرة في هذا الجانب، وقد لاحظنا أنَّ بعض الخلايا في المبيض المتوقِّف قد بدأت بالعمل بعد سنِّ انقطاع الطمث، ولكن لا يمكن أن نُعمِّم هذه الطريقة، إلَّا بعد أن نبدأ بنشر هذه البحوث العلميَّة، وأن نقوم بالتجارب الكافية. ونُطوِّر حاليًّا المواد المستخدمة مع PRP، كي نحصل على الأفضل في النتائج. وبصفتي أحد الروَّاد الباحثين في هذا المجال، أرى أنَّ الوقت ما يزال مُبكِّرًا للبدء باستخدام هذه العلاجات على مريضاتي، لأنَّنا ما نزال في طور البحث.
هل يموت المبيض بعد سنِّ انقطاع الطمث الطبيعي أو المبكِّر؟
في البحوث العلميَّة الحديثة أخيرًا، اتضح أنَّ المبيض لا يموت، كما كان يظنُّ العلماء في السابق، وأنَّه يتوقَّف عن العمل في مراحل سنِّ انقطاع الطمث الطبيعي أو المبكِّر. إلَّا أنَّه يبقى محافظًا على الأوعية الدمويَّة والخلايا الساكنة غير المُحفِّزة، وهذا ما تعمل عليه البحوث الحاليَّة التي تجتهد من أجل إيجاد آليَّة لإعادة تشغيل هذه الخلايا الساكنة. وقد اتجهنا بجهودنا إلى بلازما PRP التي تعمل عادةً على تنشيط خلايا المفاصل وأجزاء أخرى من الجسم، وتجعلها قادرة على العودة إلى القيام بوظيفتها من جديد. وهذا يعني أنَّها صالحة لأن تقوم بنفس الدور مع خلايا المبيض.
هل سيكون بإمكان المرأة أن تنجب بعد سنِّ انقطاع الطمث؟
نعم؛ يكون بإمكانها ذلك، ولعلَّ أكثر ما يشغلني في هذه البحوث، هو حالات النساء اللائي وصلن إلى سنِّ انقطاع الطمث، ولم ينجبن أبدًا لظروف مرضيَّة أو اجتماعيَّة. وأيضًا، النساء اللائي يصلن إلى السنِّ المذكورة في وقت مُبكِّر للغاية قد لا يتجاوز أحيانًا أوائل العشرينيات وقبل أن يُنجبن، أو النساء اللائي أنجبن في سنٍّ مبكِّرة، ثمَّ توقَّف عندهن المبيض عن العمل دون إكمال الأسرة. وعلى العلم أن يجتهد كي تحقِّق هؤلاء النساء أحلامهن في الأمومة، وأن لا يحرمن منها بسبب الوصول إلى سنِّ توقُّف إنتاج البويضات، وهذا هو العلم المستقبلي الذي نعمل عليه، ونتمنَّى أن يكون في متناول النساء، في أنحاء العالم.
ماذا عن المرأة التي ترغب بالإنجاب، وهي تقترب من سنِّ انقطاع الطمث؟
في مثل هذه الحالات، نُحاول أن نُحسِّن وأن نُحفِّز الخلايا، من خلال تغذيتها بمواد طبيعيَّة ومكمِّلات، ومنها "كيو تين" Q10 مع نسب عالية من الفيتامينات والمعادن، وهو مزيج مُركَّب من مواد طبيعيَّة عملنا عليها في بحوثنا المتواصلة، وتنتجها لنا معامل تصنيع الأدوية في "سان دييغو". وقد وجدنا أنَّ نسبةً عاليةً للغاية من النساء اللائي يرغبن في الإنجاب بسرعة، قبل الوصول إلى سن اتقطاع الطمث (سنّ النضوج)، تتحسَّن عندهن البويضات بشكل كبير بعد أخذ هذه المكمِّلات. وهذه الأخيرة ليست علاجًا، وإنَّما هي جزء من منظومة العلاج الأساسيَّة التي تكون فيها البويضات بأحسن جودة، لأنَّ معظم النساء اللائي يقتربن من سنِّ انقطاع الطمث يكون عندهن مخزون التبويض AMH منخفضًا للغاية. وسرعان ما يبدأ بالتحسُّن بشكل ملحوظ، مع الارتفاع عندما تأخذ المرأة هذه المكمِّلات، في إشارة مباشرة إلى أنَّ هنالك خلايا في المبيض ساكنة، وهي قابلة لأداء وظيفتها في إنتاج البويضات.
كيف تتهيَّأ المرأة لأخذ هذه المكمِّلات؟
لا بدَّ من تحضير المرأة، قبل البدء بأخذ هذه المكمِّلات، وذلك بإزالة كل ما يتسبَّب بإعاقة حدوث الحمل، من خلال عمل التحاليل الكاملة لكلِّ أجزاء الجسم، والأشعَّات الصوتيَّة لمنطقة الحوض، وعلاج أي نوع من الالتهابات البكتيرية والفيروسية والخلايا الأكولة، مع إزالة أيَّة خلايا مُدمِّرة لخلايا المبيض أو الخلايا المجاورة للمبيض. كما يجب أن تكون الحالة الصحيَّة للمرأة متوازنة، وليس لديها أمراض مزمنة غير معتدلة أو أي خلل هورموني أو خلل في الغدد الصمَّاء أو أيَّة مشاكل صحيَّة، مع التركيز على حالات زيادة الوزن التي لها تأثير مباشر على عدم المقدرة على الإنجاب، وغيرها من المشكلات الصحيَّة، التي يجب علاجها قبل البدء بأخذ مكمِّلات PRP كي يكون جسم المرأة صحيًا وقادرًا على الإفادة من هذه المكمِّلات.
-------------
راسلونا على الإيميل [email protected]، وابعثوا لنا كل ما يدور في أذهانكم من أسئلة تتعلَّق بالأمراض النسائيَّة والتوليد والعقم، وسيتولَّى الدكتور أحمد إسماعيل الإجابة عليها عبر هذه الصفحة.