كسل العين هي حالة مرضية شائعة، وتحتاج إلى علاج طبي موثوق؛ حتى لا تحدث مشكلات في الرؤية لاحقاً. مشكلة كسل العين أنها حالة قد تكون غير واضحة في البداية؛ لذلك تجب استشارة طبيب مختص وإجراء الاختبارات المطلوبة.
للتعرُّف إلى حالة كسل العين؛ التقت "سيِّدتي" الشابة ياسمين "25 عاماً"، التي تحدثت عن تجربتها مع كسل العين والتغلب عليها.
تجربة حقيقية مع كسل العين
تقول ياسمين بداية: "عندما كنت في العاشرة من عمري، لاحظت والدتي أنني أميل دائماً إلى رأسي إلى جانب واحد، كما كنت أغلق إحدى عينيَّ عندما أحاول التركيز على شيء ما. لم يكن الأمر واضحاً في البداية، ولكن بعد عدة زيارات لطبيب العيون، تم تشخيصي بحالة تُعرف باسم كسل العين أو "الغمش" Amblyopia". وتضيف: "لم أكن أفهم حينها مدى تأثير هذه الحالة في حياتي، ولكن مع مرور السنوات، أدركت أنها تجربة تستحق المشاركة".
ما كسل العين؟
كسل العين هو حالة تصيب الأطفال في مرحلة مبكرة من حياتهم، حيث تعاني إحدى العينين من ضعف في الرؤية بسبب عدم استخدامها بشكل كافٍ من قبل الدماغ. في معظم الحالات، يكون هناك تفاوت في التركيز بين العينين؛ ما يؤدي إلى تجاهل الدماغ للعين الأضعف، وبالتالي تزداد الحالة سوءاً بمرور الوقت.
وفقاً لموقع Cleveland Clinic، فإن كسل العين هو أكثر مشكلات الرؤية شيوعاً بين الأطفال، حيث يصيب نحو 5% من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً.

أعراض كسل العين
وفق حالة ياسمين، فإن كسل العين له أعراض تصفها قائلة: "كنت أواجه صعوبة في تقدير المسافات، وأتعثر في الأشياء الموجودة على جانبي الأيمن؛ ما جعلني أشعر بالإحباط. لم أكن أدرك أن إحدى عيني كانت ضعيفة جداً لدرجة أن دماغي توقف عن الاعتماد عليها تماماً".
ووفق American Academy of Ophthalmology ، فإن أعراض كسل العين تشمل الآتي:
- الاصطدام بالأشياء "خاصة على جانب واحد من الجسم".
- التركيز جانب واحد من الجسم.
- الاعتماد على عين واحدة أغلب الوقت.
- الميل بالرأس إلى أحد الجانبين بشكل متكرر.
- الجفن المتدلي.
تقول ياسمين: “عندما اصطحبتني والدتي إلى طبيب العيون، قام بإجراء عدة اختبارات بصرية، واكتشف أنني أعاني من فارق في قوة البصر بين العينين. كما لاحظ وجود حول طفيف في عيني المصابة، حيث لم تكن تتحرك بطبيعية العين القوية نفسها”.
اقرئي أيضاً قلة النوم ومرض السكري: صلة وثيقة وفق دراسة علمية
علاج كسل العين
تجربة ياسمين مع العلاج كانت ناجحة، وأوضحتها قائلة: “قال الطبيب إن هناك عدة طرق لعلاج كسل العين، خاصة أن في حالتي تم اكتشافه في سن مبكرة". من أهم العلاجات التي خضعت لها:
ارتداء النظارات الطبية
تم تزويدي بنظارات تصحيحية ساعدت في تقليل الفارق بين العينين؛ ما شجع الدماغ على استخدام عيني الضعيفة.
استخدام غطاء العين "Eye Patch"
يمكن لتغطية العين السليمة لعدة ساعات أن يجبر الدماغ على استخدام العين الأضعف وتحفيزها على العمل بشكل طبيعي.
قطرات العين
عادة ما يصف الطبيب في حالات كسل العين قطرات تُستخدم لتشويش الرؤية في العين القوية؛ ما يجبر الدماغ على الاعتماد على العين الأضعف.
تمارين وتقنيات تحفيزية
تلعب بعض التمارين وممارسة بعض الأنشطة التي تتطلب تركيزاً بصرياً، مثل الرسم، وحل الألغاز، وألعاب الفيديو المصممة لتحفيز العين الضعيفة؛ دوراً في العلاج.
هل كسل العين يستمر مدى الحياة؟
تقول ياسمين إن حالتها تحسنت بفضل العلاج المبكر، وعلى الرغم من ذلك لم تحصل الفتاة الثلاثينية على الشفاء التام، وتقول: "مع أنني تلقيت العلاج في سن مبكرة؛ فإنني ما زلت أعاني من بعض الآثار الطفيفة حتى اليوم. لا يزال هناك فارق بسيط في الرؤية بين عيني، ولكن بفضل العلاج المبكر، تمكنت من تجنب فقدان البصر الدائم في عيني الضعيفة".
يؤكد الأطباء أن العلاج يكون أكثر فاعلية عندما يبدأ قبل سن 7 سنوات. ومع ذلك؛ فإنه حتى في حالة البالغين الذين لم يتلقوا العلاج في طفولتهم فلديهم فرص للتحسن، ولكن بمعدل أبطأ.
نصائح للمصابين بكسل العين
إذا كنتِ تعانين من كسل العين؛ فلا تفقدي الأمل. مع الالتزام بالعلاج واتباع نصائح الأطباء، يمكن تحسين الرؤية بشكل ملحوظ، مثل:
الالتزام بالعلاج
سواء كان ارتداء النظارات، أو استخدام الغطاء، أو القطرات الدوائية؛ من الضروري الالتزام بتوصيات الطبيب لتحقيق أفضل النتائج.
ممارسة التمارين البصرية
ألعاب الفيديو، والألغاز، والرسم؛ تساعد على تحفيز العين الأضعف وتحسين قدرتها على التركيز.
عدم الإحباط
قد يكون العلاج صعباً، خاصة للأطفال، ولكن التحفيز والتشجيع المستمر من الأهل يساعد الطفل على الاستمرار.
إجراء الفحوص الدورية
حتى بعد العلاج، تجب المتابعة مع طبيب العيون؛ للتأكد من استقرار الحالة وعدم تدهورها.
اتباع نمط حياة صحي
التغذية السليمة الغنية بالفيتامينات مثل فيتامين A وأوميغا 3 تساعد على دعم صحة العينين.
تجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية
الجلوس أمام فترات طويلة أمام الشاشات يمكن أن تؤثر سلباً في العينين؛ لذا من الأفضل منح العين فترات راحة منتظمة.
* ملاحظة من "سيِّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج تجب استشارة طبيب مختص.