لم يكن وداع عملاق الطرب وديع الصافي يليق به كرمز من رموز لبنان، لا من قبل بلده لبنان الذي لم يقم المسؤولون فيه بتنكيس الأعلام أو إعلان الحداد على فقدانه، ولا من قبل نجوم الصف الأول الذين تغيّبوا عن مراسم التشييع، ما شكّل صدمة للحاضرين، لم يخرجهم منها إلا الموقف الذي عبّر عن أصالة لدى الفنان اللبناني عاصي الحلاني الذي كان أول الواصلين إلى كاتدرائية مار جرجس للموارنة في بيروت، ثمّ لم يترك عائلة الراحل البتة، وبقي ملازماً لجورج الصافي، نجل الراحل، طوال الوقت.
كذلك قدّر الحضور موقف الفنانة ماجدة الرومي، التي وصلت إلى الكنيسة، ودخلتها بكلّ احترام، وهي دامعة العينين على رحيل الصافي. ثمّ جلست في الصالون، حتى انتهاء الصلاة على روحه. وماجدة من الفنانات التي لا تفوتها المشاركة في أيّ مناسبة حزينة، حيث تشارك أهل العزاء وقفتهم، مثلما فعلت في عزاء والد الفنانة نجوى كرم.
وقد عبّرت الرومي لـ"سيدتي نت" عن حزنها لفقدان الصافي، وقالت: "وديع غاب بجسده، أما بفنه وعظمة أعماله فهو باقٍ فينا، والموت لا يقدر على كبير مثل وديع الصافي، فهو أقوى من الموت".
وعن عدم إعلان الدولة اللبنانية الحداد على وديع، رفضت الرومي التعليق على هذا الأمر، وقالت: "ربّما لديهم ظروفهم، ولكن وديع الصافي لا يستطيع الموت أن يطويه، وهو خالد خلود الأصالة".
الموزّع الموسيقي إلياس الرحباني اعتبر أنّ لبنان فقد شخصاً مهماً اليوم، لا عادياً، ووديع صوته خير، وهو صوت لن يذهب. ولكنّ كلّ شيء في الدنيا سينتهي، ولبنان خسر الصافي وكذلك الشرق الأوسط".
الفنان وليد توفيق قال: "الله يرحمه. نعزّي عائلته برحيل أبو الفنانين ومعلّمهم وأبو التواضع. فوديع رحل كإنسان، ولكنّ فنّه سيبقى لأجيالٍ تتعلّم من هذا الفنان الكبير. كما نأمل، عندما يصبح لدينا دولة أن تقوم بأقلّ واجباتها تجاه رمز كهذا. ولبنان كله في حالة حداد على وديع الصافي، والعالم العربي".
الفنان جوزيف عطية قال: "أتيت لأصلي، ولأذكره. فقدانه خسارة كبيرة، فقد تعلّمنا منه التواضع والمحبّة، ونأمل أن نستطيع الاستمرار في رسالته".
أستاذ الموسيقى طوني بايع قال: "يجب أن تعلّم المعاهد التلاميذ أغاني وديع، فهو تعب من أجل أن يكون هذا الفنّ العظيم، ويجب المحافظة عليه، وعطاءاته ستبقى ولن تزول".
الفنان نقولا الأسطا رأى أن "الخسارة كبيرة، وبنفس الوقت وديع ليس رئيس جمهورية أو رئيساً سابقاً. سيبقى فناناً، ولن يُقال عنه فنان سابق. هو شخص استثنائيّ، ولن يرحل، بل هو موجود في قلوب كلّ اللبنانيين، وفي وجدان كلّ شخص وفنان. وسنحافظ على الأمانة إلى حدّ ما".
وأشار الأسطا إلى أنّ "دولتنا في حالة كوما (غيبوبة)، ولا أعلم إن كان لديها نبض، إنّما هذا وديع الصافي، فنحن خفنا على أنفسنا، وصدمنا من عدم لمسنا أيّ لفتة جديّة من الدولة؛ والمهم أن وديع لا يحتاج إلى تكريم، فالله كرّمه".
الفنان سعد رمضان بدوره اعتبر أنّ "رحيل الصافي خسارة لأهله، ولكلّ شخص قريب، وللبنان ولكلّ العالم. وعندما سمعت الخبر شعرت كأنّ الراحل أحد أفراد عائلتي، فهو الأب الروحي لكلّ فنان، ومؤمن، ومتواضع. وشخص مثله يجب أن يكون عبرة لكلّ الفنانين، ومثلما جمع الجميع بفنه، فقد جمع الجميع بموته".