توشحت ميادين العاصمة المقدسة وساحاتها وشوارعها براية التوحيد احتفاءً بيوم العلم السعودي، الذي يُصادف 11 مارس من كل عام في مشهد وطني مهيب يعكس روح الانتماء والاعتزاز بالهوية الوطنية. وعمّت الأجواء مظاهر الفخر والاعتزاز بهذه المناسبة الوطنية العزيزة، ورفرفت الأعلام الخضراء التي تحمل شعار التوحيد في مختلف أرجاء المدينة، لتجسد قيم الولاء والانتماء للوطن وقيادته الرشيدة -أيدها الله-.
وفي إطار هذه الاحتفاء، قامت أمانة العاصمة المقدسة بجهود مكثفة لنشر الأعلام في الشوارع والميادين العامة، بالإضافة إلى توزيعها في الأحياء السكنية، لتعكس مشهدًا وطنيًا زاهيًا يوحّد المشاعر ويعزز من قيمة هذا اليوم المجيد في نفوس المواطنين والمقيمين, ولم تقتصر مظاهر الاحتفاء على ذلك، بل امتدت إلى المدارس والجامعات والمؤسسات التعليمية، ونُظّمت الفعاليات والأنشطة التي تسلط الضوء على مكانة العلم ورمزيته التاريخية، تأكيدًا على دوره في توحيد الصف وتعزيز الهوية الوطنية.
تاريخ العلم السعودي
ويعود تاريخ العلم الوطني السعودي إلى الراية التي كان يحملها أئمة الدولة السعودية الأولى، إذ كانت الراية -آنذاك- خضراء مشغولة من الخز والإبريسم، معقودة على سارية أو عمود من الخشب، مكتوب عليها: "لا إله إلا الله محمد رسول الله".
واستمر العلم بهذه المواصفات في عهد الدولة السعودية الأولى، وصولًا إلى عهد الملك عبدالعزيز -رحمه الله-, حيث أضيف إلى العلم سيفان متقاطعان، في مرحلة مفصلية حتى توحّد الوطن، واستقر الأمن وعمّ الرخاء أرجاء البلاد، ثم استبدل السيفان في مرحلة لاحقة بسيف مسلول في الأعلى، حتى رفع مجلس الشورى مقترحًا للملك عبدالعزيز -رحمه الله- الذي أقره في 11 مارس 1937م، ليوضع السيف تحت عبارة "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، واستقر شكل العلم إلى ما هو عليه الآن.
ونص نظام العلم الذي صدر عام 1393هـ / 1973م على أن يكون علم المملكة العربية السعودية مستطيل الشكل، عرضه يساوي ثلثي طوله، ولونه أخضر، يمتد من السارية إلى نهاية العلم، وتتوسطه كلمة "لا إله إلا الله محمد رسول الله" وتحتها سيف مسلول موازٍ لها، تتجه قبضته إلى القسم الأدنى من العلم، وتُرسم الشهادتان والسيف باللون الأبيض، وبصورة واضحة من الجانبين، على أن تُكتب الشهادتان بخط الثلث، وتكون قاعدته في منتصف مسافة عرض الشهادتين والسيف بطول يساوي ثلاثة أرباع رسم الشهادتين وعلى مسافة متساوية من الجانبين.
ولكل من هذه الألوان والشعارات مدلولات عميقة، فاللون الأخضر يرمز إلى النماء والخصب، واللون الأبيض يرمز إلى السلام والنقاء، ويرمز السيف إلى العدل والأمن، وهذه الرمزية للسيف لها جذور عربية، حيث يعد السيف صنوانًا للنبل والمروءة عند العرب، أما كلمة التوحيد ففيها إثبات الوحدانية لله وتطبيق شرعه الحكيم، وعلى المنهج السليم الذي تأسست وسارت عليه بلادنا في أطوارها الثلاث. وفقاً لـ "واس"
تابعوا المزيد: راية عز وشاهد على التوحيد.. للعام الثالث على التوالي السعودية تحتفي برايتها في يوم العلم
ميزة ينفرد بها العلم السعودي
وينفرد العلم السعودي بين أعلام دول العالم بمميزات خاصة أسبغت عليه هالة من المهابة والإجلال والتعظيم، ومن ذلك أنه لا يلف على جثث الموتى من الملوك والقادة، ولا يُنكّس في المناسبات الحزينة، ولا يُحنى لكبار الضيوف عند استعراض حرس الشرف، ويحظر استعماله كعلامة تجارية أو لأغراض دعائية تمس مهابته.
وإيمانًا من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله- بما يشكله العلم من أهمية بالغة بوصفه مظهرًا من مظاهر الدولة السعودية وقوتها وسيادتها، ورمزًا للتلاحم والائتلاف والوحدة الوطنية، صدر في 9 شعبان 1444هـ، الموافق 1 مارس 2023م، أمر ملكي كريم يقضي بأن يكون يوم 11 مارس من كل عام يومًا خاصًا بالعلم، باسم "يوم العلم". وفقاً لـ "واس"
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على منصة إكس