إذا كنت من محبي الموسيقى الكلاسيكية، فمن المحتمل أنك سمعت عن ريتشارد فاغنر، والذي يًعد أحد أعظم الملحنين الذين كتبوا بعضًا من أشهر الأوبرات العالمية بالتاريخ وعبر كل العصور، وكان لأعماله أثر عميق وفريد على تطور الموسيقى الكلاسيكية، حيث أحدثت أوبرا دراماته الموسيقية ثورة في عالم الأوبرا، وتسببت أفكاره وإبداعاته اللحنية في إحداث طفرة توقفت عندها، وإذا كنت تريد التعرف على هذا الموسيقى المدهش إليك 12 حقيقة مثيرة للاهتمام قد لا تعرفها أبدًا حوله وحول موسيقاه من موقع hellomusictheory.com
1. كان يكتب الموسيقى والنص الدرامي لأعماله
كان ريتشارد فاغنر رائداً في طريقة كتابة موسيقاه، فعلى عكس العديد من الملحنين في عصره، الذين كانوا يكتبون لحنًا ثم يبحثون عن شخص يكتب الكلمات التي تناسبه، كان فاغنر يكتب الموسيقى والألحان لأوبراته، وقد منحه هذا مزيدًا من السيطرة على أعماله وخلق رؤية فنية أكثر توحدًا، وعلى الرغم من أن هذا النهج كان غير معتاد في ذلك الوقت، إلا أنه أصبح أكثر شيوعًا من حينها، ويمكن رؤية تأثير فاغنر في العديد من الملحنين المعاصرين.
2. كان قومياً ألمانياً
لم يكن فاغنر ملحنًا ثوريًا فحسب، بل كانت لديه أيضًا آراء وتوجهات سياسية ثورية شديدة القوة في بعض الأوقات فقد كان مدافعا عن القومية الألمانية، وأدت هذه الآراء إلى نفيه من ألمانيا لسنوات عديدة خلال القرن التاسع عشر، وحتى أن أحد أشهر أعماله، أوبرا "The Ring of the Nibelung"والتي كانت غارقة في الأساطير الألمانية وتتبنى العديد من مُثُل فاغنر القومية، إلى جانب أعمال فاغنر الأخرى، كان لها تأثير كبير على تطور الأيديولوجية العنصريةفيما بعد.
3.لم تحظى موسيقاه بشعبية لدى المتخصصين
كتب فاغنر مقالًا انتقد فيه بشدة بعض الملحنين بذلك الوقت، والذي تسبب في قدر كبير من الجدل وجعل فاغنر لا يحظى بشعبية أكبر لدى المؤسسة الموسيقية السائدة، وعلى الرغم من رفض المتخصصين لموسيقاه في عصره إلا أن موسيقاه حظيت بشعبية كبيرة لدرجة أنه تمكن في النهاية من العودة إلى وطنه ومواصلة التأليف.
4. أوبراته طويلة جداً
تشتهر أوبرات ريتشارد فاغنر بطولها، حيث تمتد العديد من أعماله لأكثر من أربع ساعات، وبعضها، مثل "Ring Cycle"، يمكن أن يستمر لمدة تصل إلى 15 ساعة عند تنفيذها بالكامل، فقد كان يعتقد أن الموسيقى يجب أن تكون تجربة غامرة تأخذ المستمع في رحلة ممتعة مشوقة كلما طالت كلما زادت متعة المستمع، كما كان يعتقد أيضًا أن الأوبرا يجب أن تكون "عملًا فنيًا كاملاً" يشمل جميع جوانب الفنون، من الموسيقى إلى الدراما إلى تصميم الديكور، وعلى الرغم من أن أوبراته غالبًا ما تكون معقدة ومتعددة الطبقات وتتطلب الكثير من الوقت والاهتمام لتقديرها بالكامل، وكان هذا سبب كثرة النقد لها، لكنها تمت الإشادة بها أيضًا لعظمتها وقوتها وتكاملها الفني والإبداعي.
5. أسلوب التأليف لديه فريد من نوعه
أحد الأشياء التي جعلت موسيقى فاغنر فريدة من نوعها هو استخدامه للأفكار المهيمنة، فقد كان يُنسب إليه الفضل في تعميم تقنية الفكرة المهيمنة. (وهي عبارة عن ارتباط لحن قصير بشخصية أو كائن أو فكرة معينة)، وقد استخدمها لتحقيق تأثير كبير في المستمع، حيث ابتكر زخارف موسيقية متقنة ساعدت في تطوير حبكات أوبراته وشخصياته، وقد سمح له ذلك بالتحكم بشكل أكبر في صوت الأوركسترا الخاصة به وساعد في إنشاء صوت موحد يجمع عناصر الاوبرا جميعًا.
قام العديد من الملحنين باستخدام تقنية الفكرة المهيمنة، وهي واحدة من أكثر مساهمات فاغنر ديمومة في عالم الموسيقى والألحان الأوبرالية، اليوم، تُستخدم الأفكار المهيمنة في العديد من أنواع الموسيقى المختلفة، بدءًا من مقطوعات الأفلام وحتى ألعاب الفيديو.
6. كتب أول أعماله الدرامية في الخامسة عشرة من عمره
بدأ فاغنر في كتابة الأعمال الدرامية في سن مبكرة جدًا وكتب مسرحيته الأولى عندما كان عمره 15 عامًا فقط، وقد أظهر هذا العمل المبكر بالفعل موهبة فاغنر في سرد القصص وإنشاء شخصيات درامية موسيقية معقدة، وقد أظهر العمل تأثير مثله الأعلى لودفيج فان بيتهوفن على أعماله.
7. لم يتم تقديم أوبراه الأولى خلال حياته
لم يتم تقديم أوبرا فاغنر الأولى "Die Feen" بينما كان لا يزال على قيد الحياة، ولم يتم عرض العمل لأول مرة إلا بعد مرور 20 عامًا على تأليفه ("Die Feen" عمل معقد وطموح، ومن الواضح أن فاغنر كان لا يزال يضع قدمه على أول الطريق كملحن.)
8. تزوج مرتين
--
تزوج فاغنر مرتين في حياته، كانت زوجته الأولى، مينا بلانر، مغنية وممثلة عملت مع فاغنر في بداية حياته المهنية. ومع ذلك، كانت العلاقة بين الاثنين مضطربة وانفصلا في النهاية، وزوجة فاغنر الثانية كانت كوزيما ليزت، ابنة الملحن فرانز ليزت. كان الاثنان قريبين جدًا وظلا متزوجين حتى وفاة فاغنر.
9. زوجة فاغنر الثانية كانت ملحنة أيضا
كانت كوزمينا زوجة فاغنر الثانية ملحنة ناجحة أيضًا فقد كتبت العديد من الأعمال للبيانو والأوركسترا، بما في ذلك أوبرا مستوحاة من حياة جان دارك، كما ساعدت فاغنر في تحقيق رؤيته لأوبراه وعملت كمساعدة له. وقد عمل الاثنان بشكل وثيق في العديد من أعماله الأكثر شهرة، كما تولت أيضًا منصب قائدة مهرجان بايرويت بعد وفاة فاغنر وساعدت في الحفاظ على إرثه حيًا.
(لا يزال مهرجان بايرويت يقام سنويًا ويعتبر أحد أهم مهرجانات الأوبرا في العالم، وفاغنر هو مؤسس هذا المهرجان)
10. كان عازف بيانو وقائد أوركسترا عظيم
لم يكن فاغنر ملحنًا عظيمًا فحسب، بل كان أيضًا عازف بيانو بارعًا. قاد العديد من الحفلات الموسيقية المنفردة وكتب بعض المقطوعات للبيانو، وقد ساعدته مهاراته كمؤدٍ على فهم الموسيقى التي كان يكتبها بشكل أفضل وأعطته نظرة ثاقبة حول كيفية تفسير أعماله، وقد حظيت مهاراته كعازف بيانو بإشادة كبيرة من قبل النقاد وساعدت في ترسيخه كشخصية رئيسية في عالم الموسيقى.
بالإضافة إلى عزفه على البيانو، كان أيضًا قائدًا بارعًا حتى أنه أسس فرقة الأوبرا الخاصة به، وقد كان معروفًا بأساليبه المبتكرة في قيادة الأوركسترا وقدرته على إثارة المشاعر القوية لدى جمهوره.
11. لا تزال أوبراته تُعرض حتى اليوم وتحظى بإقبال جماهيري مدهش
على الرغم من أنها كتبت منذ أكثر من قرن من الزمان، إلا أن أوبرات فاغنر لا تزال تُعرض بانتظام في جميع أنحاء العالم، وتعتبر أوبراته من أكثر الأعمال المكتوبة طموحًا على الإطلاق وقد تم تكييفها مع الأساليب الفنية واتجاهات العصور اللاحقة ولا تزال هذه الأوبرات من أكثر الأوبرات شعبيةً في الوجود، حيث تلهم أجيالًا جديدة من الملحنين وفناني الأداء.
12. توفي بنوبة قلبية
توفي فاغنر بنوبة قلبية عام 1883 عن عمر يناهز 69 عامًا. وترك لزوجته كوزيما وأطفالهما إرثُا راسخًا في تاريخ الموسيقى الكلاسيكية، ليظل أحد أهم الشخصيات التي تم الكتابة عنها في التاريخ الموسيقي.