اعترافا بقوة الموسيقى من أجل السلام والحوار ومقدرتها المذهلة في صنع التفاهم المشترك، ووفقًا للظروف التي نشأت فيها وبسببها موسيقى الجاز، وفي إطار السعي إلى التمتع بالكرامة الإنسانية والديمقراطية والحقوق المدنية أعلن المؤتمر العام لليونسكو يوم 30 إبريل "اليوم العالمي لموسيقى الجاز"
• الجاز دعوة للسلام العالمي ووسيلة تقدّم التعاون بين الشعوب
وفقًا للموقع الرسمي لليونسكو. unesco.org، فالاحتفالية الدولية بـ"اليوم العالمي لموسيقى الجاز" تهدف لإذكاء الوعي بمزايا الجاز كأداة تعلّيمية، وكقوة للتعاطف والحوار، وكوسيلة تقدّم التعاون بين الشعوب.
في هذا اليوم، يشارك العديد من الحكومات ومنظمات المجتمع المدني، والمؤسسات التعليمية إضافة إلى المواطنين بالترويج لموسيقى الجاز، حيث يشكل "اليوم العالمي لموسيقى الجاز" فرصة من أجل ترسيخ تقدير أكبر للجاز ليس فقط من أجل الموسيقى بل أيضا من أجل المساهمة التي يمكن أن يقوم بها هذا اللون من الموسيقى، فكما يقول نجم الجاز العالمي المخضرم هيربي هانكوك سفير اليونسكو للنوايا الحسنة: فالجاز يتعلق بالتجربة الإنسانية. "إنه يتعلق بقدرة البشر على تحمل أسوأ الظروف والصراعات وتحويلها إلى شيء خلاق وبناء. هذا شيء مدمج في خلايا كل إنسان. وهذا هو سبب استجابة الناس لها، حيث يشعرون بالحرية فيها وهي أحد صفات موسيقى الجاز رائعة، حيث يتعلق الأم بالحوار. بالمشاركة. والعمل الجماعي." (وفق كلمته على الموقع الرسمي لليونسكو)
• أهمية موسيقى الجاز
ولد الجاز في الولايات المتحدة متأصلًا في التقاليد الأفريقية، وقد اتخذ أشكالًا جديدة في الثقافات حول العالم، حيث تُسخّر موسيقى الجاز تنوع العالم، فتعبر الحدود بسهولة وتقرب الناس والثقافات من بعضهم البعض.
- موسيقى الجاز تكسر الحواجز بين الثقافات وتوفر فرصاً للتفاهم والتسامح
- موسيقى الجاز أداة تتيح تحقيق حرية التعبير
- موسيقى الجاز تحد من أوجه التوتر بين الأفراد والجماعات والمجتمعات
- موسيقى الجاز تعزز الابتكار الفني والارتجال وأشكال التعبير الجديدة
- موسيقى الجاز تشجع على دمج أصناف الموسيقى التقليدية في الأصناف الجديدة للموسيقى
- موسيقى الجاز تحفز الحوار بين الثقافات
- موسيقى الجاز تتيح تمكين الشباب المنتمين إلى الفئات الاجتماعية المهمشة.
• التنوع كنز لا يفنى عندما نصغي لبعضنا البعض
وبحسب الصفحة الرسمية لليونسكو وفي كلمتها في ظل الاحتفال باليوم العالمي للجاز تقول السيدة أودري أزولاي المديرة العامة لليونسكو:" قبل قرن من الزمان، وفي نيسان/أبريل 1923، طرح جو "كينغ" أوليفر وفرقته الكريولية للجاز أسطوانة موسيقية تركت بصمتها على الجاز حيث غدا استخدام الأبواق والقرون سمة ثابتة من سمات الجاز فيما بعد. وكانت تلك أول مرة يشترك فيها لويس ارمسترونغ، وهو واحد من أعداد لا تحصى من طلاب كينغ أوليفر - تتلمذ على يد هذا الفنان الموسيقي الأسطوري.."، موضحة أن أسطوانة أوليفر جسدت وبقوة "مضامين اليوم الدولي لموسيقى الجاز وكنهه"، لافتة أن محور احتفالات هذا العام 2023 هو "تناقل الفن"، و"تناقل فن موسيقى الجاز وروحه"
ودعت أوزلاي، في إطار الشراكة مع معهد هيربي هانكوك لموسيقى الجاز، الجميع في أرجاء العالم إلى الاحتفال بهذا اليوم الدولي، عن طريق مئات الفعاليات والحفلات الموسيقية في أكثر من 150 بلداً، فضلاً عن العديد من الدروس المتقدمة والمحاضرات، مؤكدة أن الاحتفال سيكون بـ "قيم موسيقى الجاز": الحرية الفنية والاستكشاف الموسيقي وحوار الآلات وتحاور الناس والثقافات. ذلك أن موسيقى الجاز تعلمنا - من وحي التفاعل بين الموسيقيين وسحر الارتجال - أن التنوع كنز لا يفنى عندما نصغي لبعضنا البعض، فتسخير التنوع الثقافي مهمة نتشاركها جميعًا. وموسيقى الجاز ترن بفرح كقوة من أجل السلام، مخاطبة القلب.
• رسالة السلام حفزت فناني الجاز للوقوف في وجه العنصرية والظلم
وقالت أوزلاي: "رسالة السلام هي التي حفزت كثيراً من فناني الجاز على الوقوف في وجه العنصرية والظلم ومناهضتهما، ومن هؤلاء عازف الساكسفون الأمريكي الشهير واين شورتر، الذي رحل عن دنيانا مارس الماضي. فما أصدقه حين قال: "الموسيقى تلهم الشجاعة والإقدام".
وبالنهاية أكدت أوزلاي أن هذا هو ما يفسر حرص اليونسكو على حماية موسيقى الجاز وحماية جميع أشكال الفن والثقافة، وإنزالها مكانتها في واسطة المجتمع. فاستلهاماً لهذه الروح، قطعت 150 دولة من الدول الأعضاء باليونسكو على نفسها التزاماً مهماً في المؤتمر العالمي للسياسات الثقافية في سبتمبر 2022، بإعلانها الثقافة "منفعة عامة عالمية" والالتزام بوضع سياسات أقوى للنهوض بالتنوع الثقافي والفني.