هل تشعر عادةً بأنك غير مبدع في أفكارك، عالق في هواجسك، نظرك محدود وعالمك مقيد وتعتقد أنك مخطئ جداً في رؤيتك وتقييمك للأمور؟ هل تشعر بالخوف من جلسات العصف الذهني لأنك تشعر أن الآخرين يأتون بأفكار مذهلة لم تكن لتفكر بها أبداً في حياتك؟ حسناً، أوقف هذا القلق فوراً، فالتفكير الإبداعي هو مهارة عقلية يمكن تحسينها. تابع السياق التالي والذي التقت فيه "سيدتي" د. سارة جابر، خبير تنمية بشرية وتعديل سلوك؛ والتي ستخبرك نصائح لتطوير قدراتك الإبداعية وتحفيز نفسك.
الإبداع مهارة يمكن التدرب عليها
تقول د. سارة جابر لسيدتي: الإبداع هو تلك الخاصية التي تجعلنا كبشر مميزين وكما هو الحال مع كل شيء، هناك أوقات يكون فيها الشخص أكثر استعداداً للتفكير والإبداع والتألق، وأوقات أخرى يحتاج فيها إلى التغذية لينمو ويستعيد مقدرته على الخلق والإبداع مرة أخرى، فالتفكير الإبداعي مهارة، على الرغم من كونه مهارة جوهرية، إلا أننا يمكننا التدرب عليه من أجل نمونا الشخصي عبر الوصول لأعمق دواخلنا ثم تحفيزها وتدريبها لتستعيد نشاطها وطاقتها وقدرتها في المساهمة في عالم أكثر ابتكاراً وحيوية، حيث كل فكرة أصيلة تخطر على بالنا، مهما كانت صغيرة، هي خطوة نحو الابتكار في أي مجال من مجالات حياتنا.
الإبداع عبارة عن أدوات عقلية لا تتوقف عن النمو أبداً
تؤكد د. سارة أنه وفق سياق هذا العالم سريع التغير دائم التطور، تعد القدرة على التكيف أكثر من مجرد مهارة، إنها ضرورة. حيث يصبح التفكير الإبداعي عبارة عن مجموعة أدوات عقلية لا تتوقف عن النمو أبداً؛ كلما استخدمناها أكثر، أصبحت أكثر تنوعاً. وهكذا يمكننا التكيف مع الحقائق الجديدة وتغييرات العالم من حولنا، فمن خلال أفكارنا الإبداعية، نسمح لخيالنا بالتدفق فنتمكن أكثر من التعبير عن هويتنا ونظهر للعالم عواطفنا وأفكارنا وأحلامنا. سواء كنا نرسم لوحة قماشية، أو نؤلف لحناً، أو نجمع الكلمات معاً في قصة، فإننا نضع جزءاً من روحنا في كل إبداع. وهذا جميل. إنها طريقة للكشف عن كياننا الداخلي ومشاركته، وإنشاء روابط حقيقية مع أولئك الذين يتعرفون إلى أعمالنا، بينما عندما يتعلق الأمر بحل المشكلات، خاصة تلك التي يبدو أن لا مخرج لها، فإن الإبداع هو أفضل صديق لنا حيث الإبداع أهم مهارة في مكان العمل. وهذا أمر منطقي، لأن التفكير بشكل مختلف، وإعادة النظر للمشكلة وتقييمها يجعلنا نجد مخرجاً وحلاً أسهل.
قد ترغب في التعرف إلى: كيف تخطط لمستقبلك وتحقق أهدافك؟
نصائح لتنمية قدراتك الإبداعية
اعمل على كسر المالوف والخروج من الشكل النمطي للتفكير
تقول د. سارة: الخطوة الأولى التي يجب عليك اتخاذها هي الخروج من صندوق أفكارك التقليدي، حاول كسر المألوف والخروج من منطقة الراحة الخاصة بك. إذا كنت تفعل الشيء نفسه دائماً يوماً بعد يوم، فإن عقلك لن يتدرب ولن يُجبر على التفكير بشكل مختلف، اهرب من الرتابة، وعش تجارب جديدة (تغيير الوظيفة، السفر، ممارسة رياضة متطرفة)، كن ديناميكياً وقم بتكييف شخصيتك مع أسلوب نشط ومتقبل.
اعمل على تدوين الملاحظات في أي مكان
اجعل معك دائماً دفتراً وقلماً في جيبك لإخراجه في أي وقت وتدوين الملاحظات وعمل الرسومات التخطيطية وأي شيء يبدو مثيراً للاهتمام بالنسبة لك، هذا الأمر سيذكرك بالكثير من الأمور وسيكون محفزاً لملكاتك الإبداعية.
تمتع بحياة صحية
للحصول على دماغ سليم، من المهم تناول طعام صحي وممارسة الرياضة والنوم جيداً. في اللحظة التي يفشل فيها أي من هذه الأمور، يمكن أن تتأثر قدرتنا الإبداعية وستمنعنا من التفكير بوضوح.
حاول أن تزكي فضولك ولا تكبته بدعوى الإحراج أو الخجل
إن الاهتمام بأشياء أخرى غير اهتماماتنا التقليدية يمكن أن يسمح لنا باكتشاف مهارات جديدة تكمّلنا كأشخاص وتجعلنا فريدين.
أطلق العنان لخيالك
مع كل الأفكار التي تخطر على بالك، حاول أن تسأل نفسك ماذا سيحدث إذا قمت بتنفيذ كل منها بشكل مستقل، لا يهم أن فكرتك لم تأخذ وقتها الكافي من التفكير، ولا يهم أنها ليست محددة بشكل جيد، كل ما يمكنك فعله هو وضع الفرضيات حتى لو كانت غير منطقية وإطلاق العنان لخيالك ولتفكيرك الإبداعي. هل تعتقد أن أفكار أينشتاين الأكثر روعة قد تمت دراستها جيداً من قبل العالم؟ معظم أفكار المبدعين العظماء نشأت من أفكار غير عادية ووُصفت بوقتها بالجنون وغير العاقلة.
استعن بتقنية سكامبر
تعتبر طريقة Scamper (الاستبدال، والجمع، والتكيف، والتعديل، ووضعها في استخدامات أخرى، والحذف والإصلاح) مفيدة جداً عندما نكون محبطين ولا نستطيع التفكير في المزيد من الأفكار، وهي تنطوي على طرح أسئلة تتعلق بكل إجراء من الإجراءات السابقة، على سبيل المثال: "ما الذي أريد استبداله؟ ماذا سيحدث إذا قمت بدمج هذه الفكرة مع أخرى؟ ما هي الفكرة الأخرى التي يمكنني تعديلها؟ ما الذي يمكن إضافته أو تعديله؟ هل يمكن استخدامه في ما تبقى؟ ما هو الترتيب الذي يمكن القيام به أو ما هو الترتيب الذي يمكن تحسينه؟" قم بتدوين جميع الأفكار التي تطرأ وتنفيذها باستمرار، وسترى كيف تحصل على نتائج جيدة.
(طريقة Scamper: هي إحدى طرق العصف الذهني الشهيرة طوّرها بوب إيبرلي، وطرحها في كتابه "SCAMPER: Games for Imagination Development" وهذه الطريقة تقوم على طرحخ سبعة أسئلة مختلفة تساعدك في التعامل مع أي مشكلة).
احصل على مساحة للاسترخاء
وإذا تابعت السياق التالي ستتعرف إلى: مهارات التفكير عند الشباب وأنواعها وكيفية تطويرها