عندما دعت صديقها أو زميلها في العمل؛ لتناول القهوة أو الكبتشينو على حسابها الخاص على المقاعد المريحة في الكوفي شوب، أسرعت يدها على حافظة النقود لتدفع الحساب، والشاب ينظر إليها، لا يحرك ساكنا؟ فهل انقلب الحال وقالت الفتاة كلمتها: «دعوة الصديق واجبة في الكوفي شوب»! ما موقف الشباب والفتيات من ذلك؟
نرحب بالفكرة
لا تمانع فطوم الحمادي، موظفة في شركة برأس الخيمة، أن تدعو هي الصديق أو الزميل لتناول القهوة في الكوفي شوب، فهذا يدخل في إطار الحرية الشخصية والتقدم الفكري والاجتماعي. وعلّقت «على أن يكون اللقاء في دبي أفضل».
وتؤيد صفية أحمد فكرة فطوم؛ وتتابع: «أن أدفع الحساب إذا كان الشاب ليس قادراً على الدفع، هذا شي حلو، حتى لو لم تكن هناك فكرة للزواج. وبهذا السلوك نتخلص من العادات التي حكمت على المرأة بالذل».
ولا تعتقد رشا مجدي، طالبة في كلية الهندسة، بوجود صداقة بين الشباب والفتيات بشكل عام، إنما يوجد رجل يريد الفتاة لغرض معين، وهذا مرفوض..
هدى راشد طالبة جامعية، لا تمانع من دعوة الشاب إلى جلسة عمل في الكوفي شوب اليوم، وتتساءل: «إلى متى سنظل نتخوف من العلاقة التي تربط الرجل بالمرأة، وهذا سيكون عادياً في السنوات المقبلة».
وتشاركهم الرأي مريم عمران طالبة إدارة أعمال؛ خصوصاً إذا تحول اللقاء إلى إشارات حب ومن ثم زواج، فهي خطوة مباركة، هنا تشترط أحلام كرم طالبة في جامعة زايد أن يكون الشاب المدعو مناسباً وطموحاً شريطة أن يكون اللقاء بعيداً عن المنطقة التي تسكن فيها!
معارضات: ليست مقبولة
«لا أقدر على الجلوس.. معكم»، جملة تقولها بصراحة غدير هاني، مديرة تنفيذية في شركة، عندما تلتقي بزملاء عملها صدفة بالكوفي شوب أو المطعم، وتتابع: «أصلاً الصداقة بين الشاب والفتاة ليست مقبولة فما بالكم أن يقعدوا وحدهم في كوفي شوب، كلّه إلا دفع فاتورة الحساب».
توافقها الرأي ربا يونس في السنة النهائية للدراسة الجامعية، وتقول: «بلد مثل الإمارات فيها عدد من الجنسيات فيمكن أن تكون أرضاً خصبة لهذه المقابلات؛ لأن معظم الشباب والفتيات مغتربون».
شاركتهم الرأي عبير علي، مهندسة ديكور، وترى أن هذه الأفكار لا تندرج تحت أي بند من بنود الحرية، وإذا حدثت فإنها تحدث في الخفاء..... من كان له زملاء أو شركاء، تعلّق: «دعوة الفتاة لزميلها إلى الكوفي شوب فيها خلوة شرعية».
فيما تعيب سهام أحمد، طالبة جامعية، على الشاب الذي يسمح للبنت أن تدفع فاتورة الحساب، وتعلّق: «وإذا كان رجلاً بمعنى الكلمة فإنه لا يقبل».
وترحب رنا روشيد، طالبة ديكور، بالفكرة. فهي لا تمانع من توجيه الدعوة للصديق أو الزميل إلى الكوفي شوب في حدود الالتزام، وتستدرك: «إذا تكرر ذلك فقد يتحول هذا اللقاء إلى حب ومن الصعب قراءة نتائجه، وإذا دفعت الفتاة الفاتورة ربما يحس الرجل بالحرج وهو جالس ينظر إليها»؟
وتجزم عائشة جاسم، طالبة علوم الكمبيوتر، بخطورة هذه الدعوة مستقبلاً؛ لأنها سوف تكشف الكثير عن الطمع الدفين للرجل للنيل من المرأة، تتابع: «سيكون سعيداً حينما توجه له دعوة بتناول القهوة على حسابها، ولكن الخطورة في اللقاءات التي تليها».
عنود حسن، طالبة هندسة، ترحب بشرب الكوفي ولكن دفع الفتاة للفاتورة، برأيها، ربما يقلل من شأن الرجل، وتخمّن زميلتها غادة حسن العبود: «ربما تقوم الفتاة بدعوة الرجل إلى الكوفي؛ لأنها تريد منه شيئاً ما، ولم تتمكن من تحقيقه».
المدعوون الشباب: «لا»
إبراهيم سالم موظف في وزارة، يستحيل أن يقبل دعوة فتاة إلى الكوفي شوب وهي تدفع الفاتورة؛ لأن مبدأ إقامة صداقة بين الجنسين مرفوضة، ويتابع: «جمع الرجل والمرأة خارج إطار شرعي مناسب أشبه بالنار والبنزين، فمن يضمن استمرار هذه النية الصافية من قبل كل من الطرفين؟ ومن يضمن عدم تطور العلاقة مستقبلاً وعدم سلكها لمنحيات خطيرة، ثم ماذا تريد الفتاة من وراء الدفع»؟
حسين المناعي من مؤسسة دبي للإعلام أيضاً لا يتقبل دعوة فتاة إلى الكوفي شوب وتقوم بدفع الفاتورة، برغم التقدم الحضاري والعولمة.
يشاركه الرأي عادل المري، موظف، فهو يلبي الدعوة شريطة أن يدفع هو، أما إذا تكرر اللقاء وأصبح الحوار حباً، يعلّق: «هنا تكمن الخطورة».
فيما يرحب هاني الحلواني، بالفكرة مستنداً إلى مناداة فتاة اليوم بالحرية، يعلّق: «وهذه الحرية هي الدعوة إلى الكوفي شوب؛ لترتاح وتنفرد بصديقها بعيداً عن عيون الناس»!
ترحيب بالدعوة، وحذر من خطورتها، يحمله مانع ماجد موظف، ويعتبرها تطوراً في فكر الرجل والمرأة ويستدرك: «لكنها قد تحمل خطورة بالغة على الفتاة وخاصة عندما يتعدد الأشخاص، الذين تدعوهم، فمن الصعب التكهن بالنتائج».
لكن عبدالله محمد، طالب، لا يوافق على دعوة فتاة إلى الكوفي شوب، إلا إذا دفعت هي الحساب، ويرحب شهاب مخلوف، طالب، هو الآخر بالفكرة، ويعتبر دفعها للفاتورة تقدماً نوعياً للروابط بين الفتاة والشاب، يتابع: «خاصة شباب اليوم، فهم لا يمانعون أن الفتاة تقوم بالصرف عليهم سواء عن طريق الصداقة أو علاقة أخوية المهم أنها بادرة خطيرة».
اخترقت الحاجز
«الحرية والديمقراطية التي أعطيت مؤخراً للمرأة وللفتاة العربية بشكل عام وفي الإمارات بشكل خاص جعلتها تشعر بأنها قادرة على تجاوز كل الحواجز»، هذا كان رأي روحي عبيدات أستاذ علم الاجتماع، ويتابع: «دفع فاتورة الحساب أصبح طبيعياً، ويعطيها الحق أن تتساوى مع الرجل في المجتمع، ولكن مهما اجتهدت الفتاة للفت الأنظار إليها من خلال تحديها للعادات والتقاليد فلن يكون هذا الأسلوب هو الأمثل في تعاطيها للحرية، فالدعوة أدخلتها في دهاليز النقد الجارح، بدليل معظم الفتيات اللواتي يوجهن الدعوات للشباب بعيداً عن ذويهم».