مصطلح جديد في جامعات الإمارات "العصور على جثة شاب"!

2 صور

اقترح بروفيسور على طلبته الجدد في الفصل، في إحدى الجامعات بالإمارات، كأسلوب للتعارف الودي، أن يكتب كل واحد منهم فقرة يصف فيها شخصيته، واشترط أن تكون باللغة العربية، ولكن تعثرت الشريحة الأكبر في التعبير عن نفسها وطموحاتها، فكانت الأوراق وكأنها طلاسم سحرية...

«سيدتي نت» تكشف حال اللغة العربية بين الطالبات والطلاب الجامعيين في الإمارات.

هذه النتيجة لم تذهل إدارة الجامعة، التي قالت إن غالبية الطلبة الذين ينحدرون من مدارس ذات نظم أجنبية يفتقدون القدرة على التعبير بالعربية «لغتهم الأم»،... فيما لا يتقن معظم طلبة المدارس الحكومية اللغتين العربية والإنكليزية على حد سواء، وماذا علينا أن نفعل وطلبتنا يخرجون من مرحلة دراسية إلى أخرى، غير قادرين على كتابة أسمائهم بلغة سليمة؟

يعتقد الدكتور محمد حناش، بروفيسور اللغة العربية في شبكة جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا، أن المشكلة تتفاقم في الإمارات؛ بسبب تعدد الجنسيات.

فيما يجزم بروفيسور اللغة العربية حسام النعيمي بأن القصور في أبناء اللغة أنفسهم، يتابع: «علينا الاستفادة من تجربة اليابان وفرنسا وألمانيا في المحافظة على لغتها، ونجاحها في ذلك دون أن يمس من تقدمها ومسايرتها لتطور العصر».

حتى إن الدكتور سالم أبو فناس، عميد كلية طب الأسنان في جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا، يجد أن التدريس باللغة العربية لا يعني عدم الاهتمام باللغات الأخرى؛ إذ من خلالها يمكن الاطلاع على ثقافات الآخرين واختراعاتهم والتطورات التي سبقونا إليها في المجالات العلمية، واعتبر اعتماد اللغة العربية سبيلاً إلى التطوير.

منفّرة
الدكتور سليمان الجاسم، مدير جامعة زايد، اعترف بأن بعض طلاب الجامعات يجدون صعوبة في التحدث باللغة العربية الفصحى، ويستدرك: «الطرق التقليدية التي تعلّم بها الطلبة منفرة، تعتمد على الحفظ والتلقين فقط، كما أن تطور العلوم وارتباطها باللغة الإنكليزية جعلها مقصداً لجموع الطلبة، خاصة أنها تمثل طريقهم إلى سوق العمل».

لذلك يقترح الجاسم إعادة النظر في مناهج اللغة العربية، وسوق العمل وأساليب التدريس المستخدمة، ويطالب بإعداد معلمين يواكبون العصر.

فيما ترى الدكتورة فاطمة حمد المزروعي، عضوة المجلس الوطني الاتحادي، أن الخلل الأساسي في الضعف يبدأ منذ الطفولة، ورغم معاناة الطلبة من الضعف في المادة قراءة وكتابة، إلا أنهم نادراً ما يرسبون فيها، ربما لطبيعة تقسيم الدرجات.

مشرفون
فيما يرى الدكتور فؤاد مصطفى السلمان، مشرف اللغة العربية في قسم التعليم الخاص بالشارقة، أن التحدي الذي تواجهه اللغة العربية أكثر تعقيداً في زمن التفجر المعلوماتي، ويطالب بالتحول من العامية إلى الفصحى، وعلاج الازدواجية اللغوية في المؤسسات التعليمية، وإلزام الطالب باستخدامها داخل الفصل.

والمشكلة أيضاً يراها الدكتور محمد المعراوي، موجه اللغة العربية في منطقة دبي التعليمية، في هيمنة العامية كلغة حوار داخل الفصول؛ يعلّق: «هذا غير غياب دور الأسرة التي تتحاور مع أبنائها بالعامية، أو حتى بالإنكليزية تفاخراً».

معلمون يعترفون
إلزام المعلمين بالتحدث باللغة العربية الفصحى داخل الفصول في جميع المواد عدا اللغات الأجنبية، وتمكين الطلبة من أصول قواعد اللغة، مطلب دعا إليه عدد من المختصين في القطاع التربوي، بعد أن أفرزت السنوات العشر الأخيرة أجيالاً غير قادرة على الكتابة باللغة. لدرجة أن نور حمدان، معلمة اللغة العربية، ترى أن في الحديث عن اللغة وعظمتها لا ينفع، وتتابع: «المهم رفع كفاءة معلمي المادة وتوجيههم ليحسنوا اللغة».

هذا أمر يعترف به محمد الخولي، مدرس لغة عربية، حيث يتم التعاطي مع الطلبة داخل الفصل بلهجات تارة مصرية وتارة سورية وأخرى عراقية، يتابع: «حتى إن بعض الطلبة يستخدمون المفردات المحلية بالامتحانات وفي الجمل القواعدية».

ومن خبرته كمدرس للغة الإنكليزية، يرجع محمود صالح، في مدرسة الراشدية بعجمان، الضعف إلى اهتمام الوالدين بتعليم أطفالهم اللغة الإنكليزية دون الالتفات لضرورة تأسيسهم في لغتهم الأم، توافقه الرأي عايدة كمال، معلمة لغة عربية في مدرسة دبي العالمية، وتعتبر ما يحصل إفرازاً طبيعياً لسيطرة لغة الطرف الأقوى والأكثر تطوراً، تستدرك بصراحة: «المدارس الأجنبية هي الأكثر قوة واستجابة لمتطلبات العصر الحديث».

طلاب: هذا ما نفضّله!
الطلاب اعترفوا بضعفهم فيما أسموه مواجهة صعوبات اللغة العربية، حتى إن الطالب جمال البرغوثي، من كلية الهندسة في الجامعة الأميركية في الشارقة، يرى أنه قادر على التحدث والكتابة باللغة الإنكليزية بطلاقة أكبر. وتأسف الطالبة ليال منذر، سنة ثانية في كلية الطب بجامعة الشارقة، أن لغة التدريس وحتى الحوار في أروقة الجامعة لا تتم إلا بالإنكليزية، وتعتبر ذلك ضعفاً في محتوى المنتج العلمي العربي.

فوجئ عضو هيئة تدريس في جامعة معروفة بطالب في كلية الاتصال الجماهيري يكتب خبراً مفاده «العصور على جثة شاب»، وفي متن المادة كرر «العصور»، فاعتقد أنه خطأ طباعي، وبعد مناقشة الأخبار التجريبية معه، قال إنه واثق من المصطلح لغوياً... يتابع عضو هيئة التدريس: «الطامة الكبرى في رسالة وجهها طالب لي، وقد كتب فيها مادة استخدم فيها مصطلحات باللهجة المحلية؛ كالنهارده، وكده... عدا الأخطاء الإملائية، فحدّث ولا حرج».