زادت مؤخراً القضايا المرفوعة من أعضاء الهيئة التدريسية في الجامعات، والكليات، والمعاهد الكويتية المختلفة ضد الطلبة والطالبات، وسط قيام عدد كبير من الطلبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة مثل تويتر والفيس بوك بالانتقاد والهجوم، وربما تجريح، وإهانة الدكاترة في مؤشر خطير على توتر وانحراف العلاقة السامية التي يفترض أن تكون بين الطلبة والأساتذة.
«سيدتي» رصدت هذه الظاهرة من خلال عدة محاور طرحتها على مجموعة من الطلبة والأساتذة.
كانت البداية مع (شجون بدر العجمي)، طالبة، التي قالت: «أعتقد أن العلاقة بين الطلبة والأساتذة في الجامعة هي علاقة سطحية؛ لأن العلاقة يجب أن تكون محصورة في نطاق التعليم فقط، فالدكتور يلقي المعلومات، والطالب يكون متلقياً لها، ويجب أن تكون داخل هذا الإطار، ولا تخرج عن نطاق الاحترام والتقدير، وفي المقابل بعض الطلبة يتخوفون من إبداء آرائهم بشكل مباشر أمام الدكتور؛ بسبب الخوف من ردة فعله؛ مثلاً بإنقاص درجاته، فيلجأ حينها الطالب إلى مواقع التواصل الاجتماعي التي تعدّ وسيلة سهلة للانتقاد، ولأن الطالب يستطيع أن يستخدم اسماً مستعاراً فيخفي هويته الحقيقية، ويعبّر عن رأيه بمدح أو ذم دكتور معين»
علاقة وطيدة
في حين تقول الطالبة (هبة الله شوقي الشايب): «إن العلاقة بين الطلبة والأساتذة في الجامعة بشكل عام تعدّ وطيدة؛ ولكن مع بعض الدكاترة، وبشكل خاص، تكون علاقتهم معنا -نحن الطلبة- تحدياً وتسلطاً في آن واحد، ولهذا تجد كثيراً من الطلبة والطالبات يلجؤون إلى برامج التواصل الاجتماعي؛ للانتقام من الدكاترة والأساتذة».
وتداركت: «الشتم ليس من صفات الطالب الجامعي، ولكن -من المؤكد- هناك سبباً يجعل الطلبة يصلون إلى هذه المرحلة».
وقال عبدالعزيز الأنصاري، كلية الهندسة والبترول، هندسة كهربائية: «في الوقت الحالي هناك نوعان من العلاقات بين الدكاترة والطلبة؛ إما أن تكون علاقة أخوة وصداقة من شخص حامل لمعلومة يوصلها لشخص آخر، وإما علاقة (جافة) يكون الدكتور فيها متسلطاً وينظر للطالب نظرة تصغير تجعل الأخير يكره المادة التي يدرسها، وبالنسبة لما يحدث في برامج التواصل الاجتماعي نجد كثيراً من الطلبة يبحثون عن ضالتهم في التخفيف عن الضغط النفسي جراء تعامل بعض الدكاترة والأساتذة معهم، ولا أعتقد أن ما يكتبه الطلبة من انتقاد للدكاترة يصل إلى مرحلة الشتم».
الخروج عن السطوة
وترى زهرة عبدالله المطوع أن سبب توجه الطلبة إلى مواقع التواصل الاجتماعي هو الرغبة في الخروج من السطوة، والتعبير عن الرأي بأريحية دون خوف، ولكن لا يصل الأمر إلى الشتم.
أما عبدالله أحمد جاسم الشمري فقال: « بعض الدكاترة، يتعاملون معنا كإخوة لهم، وفي المقابل نجد العديد من الطلبة -وبأسماء مستعارة وبحرية مطلقة- ينتقدون أعضاء الهيئة الدراسية؛ خوفاً منهم، وهم يظنون أنها أفضل من المواجهة المباشرة مع الدكتور، حتى وإن أخطأ الأخير بحقهم». وتدارك: «أنا مع مقاضاة الدكاترة لمن يشتمهم من الطلبة».
من جانبها قالت فاطمة محمد الفرحان: «إن العلاقة التي تربط بين الطالب والدكتور هي علاقة التعليم، ولكن هناك بعض الدكاترة يحاولون تطوير العلاقة بحيث تكون علاقة صداقة، واستخدام الطلبة لمواقع التواصل الاجتماعي؛ لأنها الوسيلة الأسهل للتعبير عن آرائهم».
رأي أعضاء هيئة التدريس
في المقابل استطلعنا آراء بعض أعضاء هيئة التدريس، حيثُ قال دكتور القانون في جامعة الكويت، مساعد راشد العنزي: «في الوقت الحالي الأسرة تغيرت كمفهوم، وهذا انعكس على الطلبة بمختلف المراحل الدراسية إلى الجامعة، فأصبحت نظرة الطالب للأستاذ على أن الأستاذ عامل يعمل لديه، كما أن الإحساس بالمسؤولية شبه معدوم عند الأغلبية».
وأكمل قائلاً: «من حق الأستاذ أن يقاضي من يقوم بشتمه من الطلبة، بما أن الأستاذ يرى أن هذا الطالب قد أخطأ في حقه، وجرح كرامته فلِمَ لا، طالما القانون يعطيه هذا الحق، مادام الطالب قد وصل إلى السن التي يعاقب فيها جنائياً».
نوعية الجامعة
أما دكتور القانون الجنائي في جامعة الكويت منصور العتيبي فقال: «العلاقة بين الطالب والدكتور تختلف أولاً على حسب الجامعة إن كانت خاصة أو حكومية، ففي الجامعات الخاصة قد تكون هناك مرونة أكثر بين الطالب والدكتور، وهامش الاحترام متدنٍ بعض الشيء، ولكن في الجامعة الحكومية تكون العلاقة تقليدية أكثر، والاحترام أكبر».
وأضاف: «لا أؤيد مقاضاة الدكاترة للطلبة، صحيح أن واجب الدكتور أن يربي الطالب ومنعه من التمادي في هذا الأمر؛ لأن الطالب إن تعدى على الدكتور فغداً سيتعدى على من هو أكبر من الدكتور، فالمسألة يجب أن يوضع لها حد، ولكن ليس بالمقاضاة»،
دكتور يتنازل عن طالبة اتهمته بالزنا!
قضت مؤخراً محكمة الجنح بالامتناع عن النطق بالعقاب لطالبة، مع تقديم تعهد من دون كفالة تلتزم فيه بحسن السير والسلوك لمدة ثلاثة أشهر؛ بعد اتهامها بالإساءة والتشهير بمدرس في أحد المعاهد عبر موقع الفيس بوك، ونسبت له ممارسة الزنا مع بعض الطالبات تحت اسم مستعار «عربجية مخربتها»، ولم تكتفِ بذلك، بل وضعت صورته واسمه أيضاً، ورغم اعترافها بالتحقيقات إلا أن المجني عليه وهو الأستاذ الجامعي تنازل عن حقه قبل المتهمة، بيد أن المحكمة ومن الحق العام أدانتها بالامتناع عن النطق بعقابها؛ حتى تستأنف حياتها مرة أخرى، ولا تعاود جريمتها تقديراً لظروفها.
تابعوا المزيد من التفاصيل في عدد "سيدتي" 1663.