هل لديك صديق أو قريب يبدو داعماً لك من الخارج، ولكنك تشعر بأن هناك شيئاً ما يشعرك بعدم الراحة؟ من منا لا يقال له أبداً أي شيء مُسيء بشكل واضح، ومن منكم لم يُمدح بكلمات غير لائقة أو بانتقاد خفي؟ إذا كان هذا يبدو مألوفاً، فقد وصلت إلى المكان الصحيح، يمكن أن تكون هذه السلوكيات علامات على العداء السري بينك وبين زملائك بالعمل.
فالعداء السري يحدث بحسب موقع "truit.com" عندما يخفي شخص ما مشاعر سلبية تحت مظهر خارجي ودود أو مهذب؛ ويمكنك معرفة التفاصيل للتعامل مع هذا السلوك المحبط بالعمل، والأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة؛ والعلامات التي يجب الانتباه إليها والدوافع لهذا السلوك وكيفية التعامل معه.
ما هو العداء السري؟
قد يظهر الآخرون على أنهم يتصرفون كأصدقائك، لكن إشارات لغة الجسد الخفية أو التعليقات غير الحساسة أو التصرفات غير اللطيفة تشير إلى أن مشاعرهم الحقيقية تجاهك سلبية؛ كأن يقوم أحد الزملاء في العمل والذي يتصرف بطريقة مهذبة ظاهرياً بتعليقات مسيئة بمهارة، كأن يقول: "أنت محظوظ جداً لأن رئيسك لم يطلب منك المشاركة في هذا المشروع الكبير؛ فأنا مشغول جداً الآن".
وفي سياق آخر؛ كن حريصاً دوماً على اتخاذ الخطوات لتحسين الذات لتكون شخصاً أفضل من نفسك في العام الماضي؟
لماذا يحمل الآخرون العداوة السرية؟
- الغيرة: تعد الغيرة عاطفة معقدة يشعر الكثير من الناس بالخجل منها، لذلك يقومون بإخفائها؛ وعندما لا يكون لمشاعر الحسد هذه منفذ، فإنها يمكن أن تتفاقم وتتحول إلى عداوة سرية؛ وقد يتصرف بعض الأشخاص وكأن كل شيء على ما يرام بينكما لإخفاء غيرته، لكن تلميحاته الخفية أو مجاملاته أو ردود أفعاله السيئة تشير إلى مشاعر سلبية تحت كل ذلك.
- الخلافات: عندما لا تكون الغيرة عاملاً، فمن المرجح أن تكون الحجج والخلافات هي السبب؛ فبعد الخلاف، ربما قررت أنت والشخص الآخر ترك الأمور دون نقاش، مما يدفع الطرف الآخر إلى الكذب بدلاً من التحدث عنها، لكن هذا غالباً ما يؤدي إلى المزيد من المشاكل؛ وبمرور الوقت، تتفاقم التوترات وتتخمر، وتتحول إلى استياء وعداء خفيين.
- التقليد: يعد سلوك التقليد علامة أخرى على الغيرة والعداء السري؛ نظراً لأن هذا الشخص يشعر بالتهديد الشديد منك، فإنه ينتهي به الأمر إلى تقليدك لمحاولة كسب النجاح أو الإعجاب من الآخرين مثلك؛ إنهم يحاولون دائماً التفوق عليك وتسليط الضوء مرة أخرى على أنفسهم.
- النرجسية: إذا كان شخص ما يحمل عداوة سرية تجاهك، فقد يوجه المحادثة مراراً وتكراراً إلى نفسه، بدلاً من الاعتراف أو تأكيد أي شيء قلته؛ ويُطلق على هذا السلوك أحياناً اسم "نرجسية المحادثة".
علامات التعرف على العداء السري
إذا كنت تعتقد أن شخصاً ما قد يكون لديه عداوة سرية تجاهك، فانتبه إلى إشارات لغة جسده؛ إذ يمكن أن تكشف هذه العلامات عن انزعاج أو ازدراء خفي، حتى عندما لا يتحدث الشخص ظاهرياً عن هذه المشاعر؛ لذلك ابحث عن المؤشرات الآتية:
- عدم وجود اتصال مباشر بالعين.
- تجنب التقارب الجسدي، الرجوع خطوة إلى الوراء، والوقوف بعيداً عنك قليلاً، وما إلى ذلك.
- إبعاد أجسادهم عنك أو عدم مواجهتك مباشرة.
- الغضب المستمر لبضع ثوان قبل أن يبتسم، أو تكون له ابتسامة زائفة.
- أكتاف متوترة أو تصلب.
- أذرع متقاطعة أو وضعية منغلقة.
في بعض الأحيان، تكون العداوة السرية مشكلة قصيرة الأمد يمكنك أنت والشخص الآخر حلها والشفاء منها؛ وفي أحيان أخرى، يشير ذلك إلى تصدعات أعمق في أساس علاقتكما، لذلك إن واجهت مشكلة العداوة بينك وبين الآخرين بالعمل، فتصرف في ضوء الاحتمالات الآتية:
- إذا أصبحت صداقتك سامة في المقام الأول، فقد يكون المضي قدماً هو أفضل شيء لرفاهيتك وصحتك العقلية.
- إذا استنتجت أن العلاقة لا يمكن إنقاذها، فدع الشخص الآخر يعرف ما تشعر به، بدلاً من الغموض.
في الختام، هنالك مجموعة من النصائح التي يجب أن تعرفها عن العداء السرّي بالعمل، وخطوات الثقة التي تقودك إلى طريق النجاح في العمل:
أولاً: تحدث العداوة السرية عندما يتصرف شخص ما بشكل طبيعي أو ودود، ولكن تحت كل ذلك، لديه في الواقع مشاعر سلبية أو سوء نية تجاهك.
ثانياً: إذا كان لدى شخص ما عداوة سرية تجاهك، فقد يكون ذلك نابعاً من الغيرة أو التوترات التي لم يتم حلها.
ثالثاً: تشمل علامات العداء السري تغيرات لغة الجسد، أو البرود، أو التلميحات الخفية، أو المجاملات غير المباشرة، أو سلوك التقليد، أو حتى التخريب المتعمد؛ لذلك كن دائماً حريصاً في علاقاتك مع الآخرين، وتجنب المحادثات الجانبية التي يمكن أن تتسبب بالعديد من العدوات في العمل.