غالبية الأمهات يشاركن أطفالهن حالة الملل التي تصيبهم خلال الإجازة الصيفية، بعد انتهاء العام الدراسي النشط والمشحون بالدراسة والواجبات المدرسية والاختبارات، وما إن تأتي الإجازة وتطل عليهم بساعاتها وأيامها وشهورها الطويلة، إلا وتتغير أحوالهم إلى كسل تام وسهر أمام الشاشات، وشعور بالملل وعدم الرغبة في إنجاز أي شيء مفيد!
لهذا نقدم لك أيتها الأم في هذا التقرير مجموعة من الأنشطة علميها لطفلك خلال الإجازة الصيفية، تجمع ما بين الترفيهية والتعليمية.
وهنا يرى الدكتور محمود حسن الزيات أستاذ طب نفس الطفل وتعديل السلوك، أن الأمر ليس صعباً؛ فهناك العديد من الأنشطة التي يمكن أن يمارسها الطفل، والتي تختلف بطبيعة الحال تبعاً للسن والميول، ولكنّ هناك شرطاً واحداً فقط؛ وهو أن يتناسب الاختيار وميول ورغبات وإمكانات الطفل.
أنشطة كثيرة اختاري المناسب منها:
تعلم مهارات الطبخ
علمي أطفالك الصغار مهارات الطبخ، عليك فقط اختيار أحد أصناف الطعام المفضلة لديك، وستشعرين بالفخر أثناء تناول المنتج من يد طفلك، ويمكن أيضاً أن تطلبي من أطفالك أن يستضيفوك في نزهة على الغداء في الفناء الخلفي للمنزل أو في الشرفة، وسيشعر أطفالك بالمسؤولية تجاه ضيفتهم، عند ذلك اطلبي مشروبك المفضل ووجبة الشطائر اللذيذة، ولا مانع من مساعدة طفلتك الصغيرة في إعداد وجبات خفيفة.
كيف تعلمين طفلك تحمل مسؤولية اختياراته؟
زيارة حديقة الحيوانات
لا شيء يثير فضول الأطفال أكثر من الحيوانات الصغيرة، والأخرى الضخمة المتوحشة، فإذا كنتِ تبحثين عن نشاط صيفي مجاني، فانتقلي إلى زيارة حديقة الحيوانات المحلية بدلاً من ذلك، مع اتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة كافة، بعدها يحصل طفلك على المزيد من المعلومات، والتي يستطيع أن يبني عليها أفكاراً جديدة بالبحث في النت، وربما كتابة قصص خيالية عظيمة.
تابعي قراءة..أجمل قصص الأطفال
صناعة الآيس كريم
علمي طفلك صناعة الآيس كريم المحلي بمواد طبيعية؛ اعصري عدداً من حبات الفواكه مختلفة الألوان، وضعيها في الفريزر لكي تتجمد، وأخرجيها لتصبح "آيس كريم" غنياً بمواد طبيعية، ومن صنع الطفل وحده، ويمكن إضافة مزيج الزبادي (اللبن) والعسل والفواكه على الآيس كريم.
محاولة تحسين المهارات الدراسية للطفل
بعد انتهاء العام الدراسي، قيّمي أداء طفلك الدراسي، وحددي ما هي المواد الدراسية التي حقق فيها نجاحاً، والأخرى التي كان أداؤه بها سيئاً، ثم خططي خلال الإجازة كيف ستتفادين الأداء السيئ في هذه المواد.
ويتم ذلك بإعادة تعليم المادة من البداية للطالب المتأخر دراسياً، والتدرج معه في توفر عامل القبول ومشاعر الارتياح، وتقديم الإشادة المناسبة لكل تقدم ملموس، وذلك إذا كان سبب التأخر عدم تقبل الطالب لهذه المادة.
حفظ القرآن الكريم
حفظ القرآن الكريم هو أعظم شيء يمكن أن تقدمه لطفلك وخاصةً في الصغر، فإن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر، وحفظه القرآن في سن مبكرة ينير عقله ويضيء قلبه، ويجعله دائماً في سلام نفسي واتزان داخلي حين يكبر، كما يجعله متمسكاً بدينه محافظاً على فروضه دوماً.
علمي طفلك أن يقرأ منذ صغره
لاستغلال الإجازة الصيفية للطفل علينا أن نختار لهم مجموعة من الكتب والقصص، لكل طفل بما يناسب عمره، فإن القراءة هي غذاء الروح، وتعليم الطفل حب القراءة منذ الصغر ينمي داخله حب الاطلاع الدائم، والبحث المستمر والتفكير بعيداً عن التلقين بلا هدف.
تطوير المهارات اللغوية للطفل
علينا أن نحرص على تنمية المهارات اللغوية للطفل سواء كانت تطوير لغته الأم -اللغة العربية- أو تعليمه لغة جديدة مثل اللغة الألمانية أو الإنجليزية بشكل أكثر احترافاً، يتعلم الطفل طريقة النطق الصحيحة للحروف والكلمات، ويتدرب على ممارسة اللغة مع مختصين.
المشاركة في العمل التطوعي
من أجمل الأنشطة التي يمكن أن يمارسها الطفل ويعتاد عليها حتى يكبر هو العمل التطوعي، سيتعلم الطفل في العمل الخيري الكثير من المعاني السامية، يمكنك أن تبدئي مع طفلك بتعليمه أن يكون فرداً نافعاً في المجتمع وعليه واجبات كما لديه حقوق، فيتعلم أن يعطي أدواته وملابسه وألعابه التي لم تعد تناسبه لمن هم في حاجة لها، وما أكثر الجمعيات الخيرية التي تبذل قصارى جهدها في إيصال الدعم والمساعدة لمن هم في أمس الحاجة لها.
تعليم برامج الحاسب
في عصر السرعة الذي نعيشه وفي ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة وما لها من فوائد وأضرار، يجب علينا أن نعلم الطفل وخاصةً الأطفال علوم الحاسب المختلفة؛ مثل برامج الجرافيك والبرمجة، ويكون التعليم بديلاً عن متابعة الترندات والتقليد الأعمى لما يراه الطفل على الإنترنت من كوارث أخلاقية ومجتمعية.
ممارسة الرياضة
لم تعد ممارسة الرياضة رفاهية، بل هي حاجة مُلحة للطفل وخاصةً في الصغر، فإن ممارسة الرياضة ترفع من الروح المعنوية للطفل وتعزز من ثقته بنفسه، والتفوق الرياضي والمشاركة في المسابقات والبطولات ينمي داخل الطفل روح التنافس النزيه وتحقيق الذات والمثابرة، كما أن للرياضة دوراً مهماً في بناء شخصية الطفل وجسده، فتحميه من التعرض للتنمر من بعض الأطفال الأقوى جسمانياً منه.
*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.