بعد إجازة صيفية طويلة، يستعد طلبة المراحل التعليمية المختلفة للعودة إلى مقاعدهم الدراسية والبدء بعام دراسي جديد حافل، يتطلب الاجتهاد والمثابرة من قبل الطلاب والطالبات، وبالمقابل الاهتمام والتشجيع والدعم من قبل الأهل، لذا سنقدم ومن خلال السطور الآتية نصائح لكل من الأهل والطلاب لاستقبال العام الدراسي بنشاط متجاوزين كل سلبيات الإجازة الطويلة.
الإجازة وسلبياتها
- بداية، تؤكد المستشارة الاجتماعية والأسرية «فوز بن عبود» بأنّ الإجازة الطويلة وتحديداً للمرحلة الابتدائية، لها النصيب الأكبر، فهي تعد ضرورية لإعادة نشاط العقل بالتركيز والاستيعاب، ولإمداد الجسم بالراحة التامة وأخذ القسط الكافي من النوم، خصوصاً لهذه الفئة العمرية، كما أنّ الإجازة مفيدة أيضاً لأولياء الأمور، وتحديداً الأم، فهي تخفف عنها مسؤولية عناء المتابعة الدراسية وتنظيم الوقت للأطفال بين أداء واجباتهم المدرسية، النوم والاستيقاظ مبكراً.
إلا أن الإجازات لا تخلو من الآثار السلبية، كالنسيان لبعض الأساسيات الدراسية، منها القدرة على القراءة، الحساب بالنسبة للأطفال الذين لا يتدرّبون على مسائله لفترات طويلة، كما قد يتعود الطفل على الفوضى، اللامسؤولية وإدمان الألعاب الالكترونية، أيضاً إدمان متابعة حسابات المشاهير على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد يصبح صعب المراس وعنيداً لا يقبل نصائح الوالدين، كذلك قد تتسبب الإجازات بتراجع مستوى التحصيل الدراسي.
وبالنسبة لضررها على المراحل العليا بشكل عام ينجم عن طولها دون وجود برامج تعليمية توجيهية إلزامية، تدني الأداء الدراسي وتراجع الاهتمام والمتابعة للمواضيع الهامة، بالإضافة إلى انخفاض مستوى اللياقة البدنية لديهم. كما قد يعتادون على التراخي والكسل، فيجد الأهل صعوبة في إعادة النظام للبيت.
وأحياناً تندفع فئة المراهقين بسبب الفراغ الذي يعيشون فيه إلى التعرف على بعض رفاق السوء، ما يتسبب بانحرافهم عن الطريق الصحيح.
إيجابيات الإجازة الصيفية
تبين المستشارة «فوز» بأن الإجازة الصيفية لا تخلو من الإيجابيات متى ما أحسن استخدامها، فمن نتائجها الإيجابية:
- الالتحاق بالمراكز الدراسية الصيفية والتي تعطي نتائج مبهرة .
- زرع الثقة والمسؤولية لدى طلاب وطالبات المراحل المتقدمة، وتدريبهم ليصبحوا شخصيات مستقلة يخططون لما سيصبحون عليه في المستقبل.
- أما بالنسبة للمراحل الابتدائية، فيمكن استغلال الإجازة بمراجعة وتثبيت المعلومات لديهم، من خلال ترتيب يوم دراسي لطيف وقصير يبدأ الساعة العاشرة صباحاً مثلاً وينتهي الساعة الثالثة ظهراً، ويعقد أربع مرات في الأسبوع. يمكن من خلاله التركيز على مراجعة القرآن، القراءة والكتابة باللغتين العربية والإنجليزية.
- تشجيعهم على قراءة وتلخيص القصص الأدبية والروايات والسيرة والتراجم التاريخية. من الرائع أن يتضمن هذا اليوم مسابقات في حفظ أجزاء من القرآن، إقامة بعض الألعاب والمسابقات الرياضية، مع التركيز على تنمية المواهب في الرسم والإلقاء الموسيقي.
- تعلم مهن وحرف أساسية مثل، الطبخ، الخياطة، صيانة مرافق وأجهزة البيت التي لا تحتاج للمتخصص، وإقامة رحلات ثقافية.
وبالنسبة للمراحل المتقدمة، يمكن تدربيهم على ممارسة القراءة، والاطلاع على كل ما هو جديد في مجال الابتكار والذكاء الصناعي. يمكن الاستعانة بمدربين في التنمية البشرية لاختيار التخصص المناسب لطلاب المرحلة الثانوية، وأيضاً إعدادهم كي يصبحوا قادة ومؤثرين في مجتمعهم.