أعراض وعلامات يمكن ملاحظتها قد تُنذر باحتمالية معاناة طفلك من صعوبات التعلم عند إلحاقه بالمدرسة أو العودة مرة أخرى للمدرسة، ويجب الانتباه أيضاً إلى أن صعوبات التعلم تُعد في الأساس مشاكل عصبية يمكن أن تتداخل مع مهارات التعلم الأساسية للطفل بما في ذلك القراءة والكتابة والتحدث والتي تعوق مهاراته التنظيمية وكذلك الذاكرة والانتباه.
وقد يُصاب بعض الأطفال ببعض صعوبات التعلم بسبب بعض العوامل البيئية وكذلك الوراثية، ويمكن أن يؤثر ذلك على قدراتهم السلوكية والعاطفية والاجتماعية والأكاديمية، بالإضافة إلى مهاراتهم المعرفية ومع ذلك حتى مع هذه الإعاقات، يستطيع معظم الأطفال أن يعيشوا حياة طبيعية وتمر دون أن يلاحظها أحد، فإذا لاحظت أية أعراض لدى طفلك فيجب تشخيص مثل هذه الاضطرابات في التعلم مبكراً لأنها لا تؤثر فقط على الجانب الأكاديمي، بل على حياة الطفل وعلاقاته مع أصدقائه وأفراد أسرته. إليك وفقاً لموقع "raisingchildren" أهم 5 صعوبات تعلم تؤثر على طفلك.
صعوبات التعلم غير اللفظية
في حالة صعوبات التعلم غير اللفظية قد يُعاني الطفل من ضعف المهارات الحركية وغير اللفظية مثل تعبيرات الوجه ولغة الجسد، وبالتالي يواجه الطفل صعوبة في قراءة مشاعر من حوله ونواياهم، ويكون غير قادر على التصرف بشكل مناسب، فغالباً ما يُشاهد الطفل ما حوله بدون تفاعل ويعاني في الوقت نفسه من القلق والتوتر.
إلا أنه في المقابل يجب الانتباه إلى أنه لا ترتبط صعوبات التعلم غير اللفظية بمهارات تعلم القراءة والكتابة، فقد يكون الطفل قادراً على التحدث والكتابة بشكل سليم جداً، ولكنه يعاني من قصور في التفاعل الاجتماعي، وتنظيم الأفكار، والقدرة على التخطيط، وحل المشكلات.
كما يمكن أن يكون لهؤلاء الأطفال تنسيق حركي ضعيف ويواجهون مشكلة في القيام بالوظائف الأساسية مثل ربط الأحذية واستخدام المقص، كما أنهم قد يكونون غير قادرين على حل المسائل الرياضية الصعبة، خصوصاً المعتمدة على رسم وفهم الأشكال الهندسية، وقد يكون انتباههم منخفضاً ولديهم مشاكل في تحديد الاتجاهات والمسافات.
على الجانب الآخر في معظم الأحيان يتم تشخيص صعوبات التعلم غير اللفظية على أنها اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)، أو اضطراب طيف التوحد، لذلك يُعد التعاون بين الآباء والمتخصصين ضرورياً لنجاح الطفل ودعمه وتطوير مهاراته اللفظية وغير اللفظية، وتعزيز مهارات التواصل الاجتماعي أيضاً.
تعرفي إلى المزيد حول المشكلات التي تواجه الآباء في تربية الأبناء
اضطراب التواصل الاجتماعي
يُعد اضطراب مهارات التواصل الاجتماعي لدى الطفل من أنواع صعوبات التعلم، فقد تكون مهارات التواصل الاجتماعي لدى الطفل أقل من مهاراته اللفظية أو المعرفية العامة، ويمكن أن يؤثر على التواصل اللفظي وغير اللفظي للطفل، وكذلك المهارات الاجتماعية، كما يشمل اضطراب التواصل الاجتماعي عند الأطفال عدة تحديات مثل مشكلات السمع أو التحدث وصعوبات اللغة وإصدار الأصوات أو مزيجاً من تلك الصعوبات. وقد تلاحظين الأعراض التالية لدى الطفل الذي يُعاني من اضطراب التواصل الاجتماعي:
- عدم القدرة على الاستجابة السريعة للآخرين.
- صعوبة في استخدام الإيماءات مثل التلويح وحتى الإشارة.
- يُعاني من مشكلات في تعلم القراءة أو العثور على مقدمة الكتب أو الصفحة المطلوبة منه في عمر 5 سنوات.
- لا يستطيع التحدث عن مشاعره والتعبير عنها.
- مدى الانتباه منخفض جداً، ولذلك ينتقل إلى مواضيع أخرى بسرعة.
- لا يختصر في أسئلته وكلامه، وقد يستخدم كلمات كثيرة للتعبير عن شعور واحد.
يجب تحديد مصدر المشكلة أولاً، بالتحدث إلى اختصاصي التخاطب إذا كان يعاني بعض مشكلات في الكلام، والتي تعوقه وتجعل مهاراته في تواصل اجتماعي أقل من الآخرين، وقد يبدأ الأخصائي بالعلاج السلوكي لتحسين المهارات الاجتماعية للطفل.
عسر الحساب
تسبب صعوبات التعلم عائقاً في فهم المشكلات الرياضية وحلها، ويصعب على هؤلاء الأطفال فهم المفاهيم أو الرموز المتعلقة بالأرقام، ويعتبر عسر الحساب من الاضطرابات التي تستمر مدى الحياة، وأظهرت الدراسات سبب هذا الاضطراب هو بعض الاختلافات في شكل المخ والوصلات العصبية خاصةً في المناطق المرتبطة بمهارات التعلم لدى الأطفال الذين يعانون عسر الحساب، كما قد يعاني الطفل من أعراض عسر الحساب لأسباب أخرى أيضاً، منها اضطرابات الدماغ العصبية، وفشل النضج العصبي بسبب الولادة المبكرة.
فيما يلي بعض الأعراض التي ستلاحظينها على طفلك الذي يعاني من عسر الحساب:
- الأطفال الذين يعانون من عسر الحساب يجدون صعوبة في فهم الكميات والمفاهيم الرياضية.
- غير قادرين على ربط الأرقام بالكلمات المقابلة لها فعلى سبيل المثال، لا يمكنهم ربط "3" بـ"ثلاثة".
- ليس لديهم القدرة على تطبيق النظرية الرياضية عملياً.
- كتابة الرموز والأرقام بالمقلوب.
يسمي العديد من المتخصصين هذا "اضطراب الرياضيات" لأن الأطفال يعانون بشكل أساسي من مفاهيم الرياضيات الأساسية. وبالتالي فإن هذا النوع من صعوبات التعلم محدد تماماً، وقد يؤثر حتى على قدرتهم على التعامل مع الأموال في المستقبل.
اضطراب المعالجة السمعية
صعوبات التعلم الأخرى الأقل شهرة هي اضطراب المعالجة السمعية وهو اضطراب سمعي يُصيب غالباً الأطفال في سن المدرسة وفي هذه الحالة، لا يتمكن الأطفال من ربط ما يسمعونه ويفهمونه بشكل صحيح وفي كثير من الأحيان، لا يتعرف الدماغ على الأصوات أو يفسرها ولم يتم بعد فهم السبب الدقيق لهذا الاضطراب بشكل كامل، ولكن يعتقد أنه مرتبط بمشكلة في الطريقة التي يعالج بها الدماغ المعلومات السمعية بسبب عوامل وراثية، وإصابة الدماغ، والتهابات الأذن المزمنة. قد يكون الأطفال الذين لديهم تاريخ عائلي من اضطراب المعالجة السمعية أو صعوبات التعلم الأخرى أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة.
فيما يلي بعض الأعراض الشائعة لاضطراب المعالجة السمعية التي قد تلاحظها لدى طفلك:
- من السهل تشتيت انتباه الطفل، ويشعر بالذهول حتى عند أدنى ضجيج.
- البيئات الصاخبة تجعل طفلك غريب الأطوار وغير مستقر للغاية.
- طفلك غير قادر على اتباع التعليمات أو التوجيهات سواء كانت بسيطة أو معقدة.
- يواجه صعوبة في القراءة والكتابة وحتى التهجئة.
- كثيراً ما ينسى مهامه ويكون غير منظم.
- من الصعب جداً متابعة المحادثات الطويلة.
اضطراب اللغة النمائي
إنه إحدى صعوبات التعلم ،حيث يواجه الأطفال صعوبة في في استخدام اللغة أو فهمها أو في كلا الأمرين. وقد لا يتمكن هؤلاء الأطفال أيضاً من التعبير بشكل كامل عن أفكارهم ومشاعرهم بالكلمات و تأخر قدراتهم اللغوية على الرغم من أنهم غالباً ما يتمتعون بالذكاء.
على الرغم من أنك قد لا تعتبرها مشكلة كبيرة، إلا أنها يمكن أن تؤثر على المهارات الاجتماعية للطفل. لذلك انتبهي للأعراض التالية:
- لا يستطيع طفلك فهم الآخرين أو ما يتحدثون عنه. بمعنى آخر، قدراته الاستقبالية ضعيفة.
- يُعد الطفل غير قادر على مشاركة مشاعره وأفكاره.
في النهاية يجب عند محاولة تحليل صعوبات التعلم، أن يتحلى الآباء بالصبر وأن يحاولوا بشكل شامل فهم نقاط القوة والضعف لدى الطفل.
قد يهمكِ الاطلاع على ما هي أسباب اضطرابات النمو عند الأطفال وما العلاج؟
* ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج؛ عليكِ استشارة طبيب متخصص.