أسباب التأتأة عند الأطفال .. وهل تنفع الأدوية؟ 

صورة فتاة تخجل من الكلام
القلق من التأتأة عند الأطفال

التأتأة هي اضطراب في أنماط الكلام الطبيعية. ويطلق عليها أحياناً التلعثم أو عدم الطلاقة. ويمكن أن تتخذ أشكالاً عديدة. على سبيل المثال، قد يكرر الشخص الذي يتلعثم صوتاً أو مقطعاً لفظياً، وخاصة في بداية الكلمة، مثل "li- li- like". أو قد يستخدم صوتاً مطولاً مثل "sssssee". وفي بعض الأحيان قد يتوقف عن الكلام تماماً أو يحذف بعض الأصوات. أو قد يقاطع الكلام مراراً وتكراراً بأصوات مثل "uh" أو "umm"، فما الذي يكشفه الخبراء بالتفصيل عن التأتأة؟
يمكن لأي شخص أن يتلعثم في أي عمر، لكنه أكثر شيوعاً بين الأطفال الذين يتعلمون تكوين الكلمات في جمل. والغريب أن الأولاد أكثر عرضة للتلعثم من البنات. وغالباً ما يبدأ التلعثم بين سن 18 و24 شهراً ويميل إلى الظهور والاختفاء حتى سن 5 سنوات.
يعاني حوالي 1 من كل 5 أطفال في مرحلة ما من مشكلة في الكلام وتبدو خطيرة بما يكفي لإثارة قلق الوالدين، ويصاب حوالي 1 من كل 20 طفلاً بالتأتأة التي تستمر لأكثر من 6 أشهر. لكن هذا لا يعني بالضرورة أنها ستكون مشكلة مدى الحياة. إن معرفة ما يجب البحث عنه وكيفية الاستجابة لتأتأة طفلك ستمنع استمرارها لمدة طويلة.
إذا كان طفلك يتلعثم في الكلام، فتابعي ما ينصحك به الأطباء والاختصاصيون، وآخر العلاجات التي توصلوا إليها، للتخلص من التأتأة.
لا تعد التأتأة أمراً نادراً. لأنها ببساطة جزء من تعلم استخدام اللغة ووضع الكلمات معاً لتكوين الجمل. وقد تأتي وتختفي، وتستمر لبضعة أسابيع أو لبضع سنوات. ويتغلب عليها معظم الأطفال (50% -80%) بحلول سن البلوغ. ولكن بالنسبة للبعض، تصبح التأتأة حالة تستمر مدى الحياة وتسبب مشاكل في المدرسة وفي الحياة البالغة، بما في ذلك مشاكل احترام الذات والتواصل مع الآخرين وتشير الاحصاءات أن حوالي 1% من سكان العالم يتلعثمون.

أعراض التأتأة

القلق بشأن التحدث


تشمل أعراض التأتأة ما يلي:

  • صعوبة في بدء كلمة أو عبارة أو جملة.
  • تكرار صوت أو مقطع لفظي أو كلمة.
  • إطالة الكلمات أو أجزاء من الكلمات.
  • التوقف أثناء الكلمة (الكلمة المكسورة) أو الكلمات أو المقاطع المفقودة.
  • تصلب في الوجه أو الجزء العلوي من الجسم عند نطق كلمة ما.
  • إضافة كلمة إضافية مثل "أمم" قبل نطق الكلمة أو العبارة التي تليها.
  • القلق بشأن التحدث.
  • مشكلة ضعف مهارات الطفل في التواصل الاجتماعي بشكل فعال.
  • رمش سريع للعينين، وارتعاش الشفاه أو الفك.
  • هزة الرأس.
  • انقباض القبضات، وتشنجات الوجه.

أنواع التأتأة

التأتأة التنموية: هي النوع الأكثر شيوعاً. تصيب الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و8 سنوات وتميل إلى الظهور تدريجياً. تسمى "تأتأة نمائية" لأنها تحدث في الوقت الذي يطور فيه الطفل معظم مهاراته في الكلام واللغة. قد تكون هناك مشكلات في التوقيت والأنماط وإيقاعات الكلام. حيث تميل إلى أن تزداد سوءاً عندما يتحدث الطفل أمام مجموعة أو على الهاتف، ولكنها تتحسن عندما يغني أو يقرأ بصوت عالٍ أو يتحدث بمفرده.
التأتأة العصبية: أقل شيوعاً بكثير من التأتأة النمائية. تميل إلى الحدوث بعد إصابة دماغية رضية (نتيجة للسقوط أو حادث سيارة أو إصابة رياضية، وما إلى ذلك)، أو السكتة الدماغية، أو بداية مرض الزهايمر.
التأتأة النفسية: هي شكل نادر من أشكال التأتأة عند الأطفال. تحدث لدى البالغين الذين تعرضوا لصدمة أو لديهم تاريخ من الأمراض النفسية. يميل المرضى الذين يعانون من هذا النوع إلى تكرار الجزء الأول من الكلمة بسرعة.

علامات تشير إلى أن الطفل سيصاب بالتأتأة

تلاحظ جهداً وتوتراً كبيرين عندما يحاولون التحدث


ليس من الممكن دائماً معرفة متى ستتطور مشكلة التلعثم لدى الطفل إلى مشكلة أكثر خطورة تستمر حتى سنوات الدراسة. ولكن هذه العلامات قد تشير إلى ما يلي:

  • إنهم يتجهمون، أو توتر عضلات وجه الطفل عندما يتحدث.
  • يصبح صوتهم أعلى عندما يكررون الأصوات أو الكلمات.
  • تلاحظ جهداً وتوتراً كبيرين عندما يحاولون التحدث.
  • في الحالات الأكثر خطورة، قد يحاول طفلك تجنب التلعثم عن طريق تغيير الكلمات أو استخدام أصوات إضافية للبدء في التحدث. وفي بعض الأحيان، قد يحاول تجنب المواقف التي يحتاج فيها إلى التحدث.

حدوث تشنج في العضلات.

أسباب التأتأة عند الأطفال

يشير الخبراء إلى أربعة أمور تساهم في التأتأة:
تاريخ عائلي من التأتأة: يختلف الخبراء حول ما إذا كانت التأتأة وراثية أم لا، وذلك لأنه لم يتم التعرف إلى جينات محددة. ولكن ما يقرب من 60% من جميع المصابين بالتأتأة لديهم شخص في العائلة يعاني أيضاً من التأتأة أو اعتاد عليها.
مشاكل في تطور الطفل: الأطفال الذين يعانون من مشاكل في اللغة والكلام هم أكثر عرضة للتلعثم.
الفسيولوجيا العصبية: التلعثم عند بعض الأطفال، حيث تتم معالجة اللغة في أجزاء مختلفة من الدماغ مقارنة بمن لا يعانون من التلعثم. وقد يتداخل هذا أيضاً مع التفاعل بين الدماغ والعضلات التي تتحكم في الكلام.
ديناميكيات الأسرة: حين يرتبط تلعثم بعض الأطفال بتوقعات الأسرة العالية وأسلوب الحياة السريع.
صدمة جسدية أو عاطفية: على الرغم من وجود بعض حالات التأتأة بعد مثل هذه الصدمات، إلا أنها نادرة وعادة ما تكون مرتبطة بصدمة جسدية، أو مرض في وقت لاحق من الحياة. وهناك القليل من الأدلة التي تدعم فكرة أن الأطفال يتلعثمون نتيجة للضغوط العاطفية.
6 طرق للتخلص من التأتأة عند الأطفال، وأعشاب تساعد على ذلك.

ما عوامل الخطر في التأتأة عند الأطفال

تشمل بعض عوامل الخطر المرتبطة بالتأتأة ما يلي:
ولد أو بنت: من المرجح أن تتغلب الفتيات على مشكلة التأتأة مع تقدمهن في السن أكثر من الأولاد. كما أن الرجال أكثر عرضة للتأتأة بأربع مرات من النساء.
السن التي تبدأ فيها التأتأة : الأطفال الذين يبدأون التأتأة قبل سن 3 سنوات ونصف، هم أكثر عرضة للتغلب عليها مع التقدم في السن.
أفراد الأسرة الآخرون الذين يعانون من التأتأة: من المرجح أن يعاني الطفل من التأتأة على المدى الطويل إذا كان لديه فرد أكبر سناً في الأسرة يعاني من التأتأة.
مشاكل في التحكم في حركة الكلام: يمكن أن تنتج هذه المشاكل عن تلف في المخ عند الأطفال. كما يمكن أن تحدث بسبب تلف الأعصاب التي تشارك في التحكم في العضلات المستخدمة في الكلام أو في برمجة هذه العضلات. يمكن أن يؤدي هذا النوع من التلف إلى مشاكل تتراوح من الكلام غير الواضح إلى عدم القدرة على الكلام.
الضغط النفسي: على الرغم من أن الضغط النفسي لا يسبب التأتأة، إلا أنه قد يزيد الأمر سوءاً. وقد يحدث هذا إذا كان طفلك يشعر بالحرج أو الاستعجال أو الضغط.

متى يجب أن أطلب المساعدة المهنية لعلاج تلعثم طفلي؟

متى يجب أن أطلب المساعدة المهنية لعلاج تلعثم طفلي؟


تحدثي إلى طبيبك إذا كنت قلقة بشأن نمو الطفل، بما في ذلك التلعثم. قد يحيلك طبيبك إلى أخصائي يُعرف باسم أخصائي أمراض النطق واللغة (SLP) الذي يمكنه تقييم طفلك وإخباره ما إذا كان هناك خطر حدوث مشكلة طويلة الأمد.
وفي أغلب الحالات عند الأطفال، يركز العلاج على التدريب والعمل مع الوالدين لتطوير تقنيات لمساعدة الطفل. في بعض الأحيان، يعمل أخصائي النطق واللغة بشكل مباشر مع الطفل لتطوير تقنيات يمكن أن تساعده على تعلم عدم التلعثم.
لكن لا يوجد علاج للتأتأة. وقد تم تجربة عدد من الأدوية، ولكن حتى الآن لم يثبت أن أياً منها يساعد.

علاجات ممكنة للتأتأة عند الأطفال

قد يتضمن علاج التأتأة مجموعة من الأساليب المصممة خصيصاً لتلبية احتياجات طفلك. قد لا تعالج هذه الأساليب التأتأة، ولكنها قد تعمل على تحسين النطق والتواصل والمشاركة في الأنشطة المدرسية. تشمل أنواع العلاج ما يلي:

  • علاج النطق : يمكن أن يساعد هذا العلاج طفلك على إبطاء كلامه وملاحظة عندما يتلعثم حتى يتحدث بطلاقة أكبر بمرور الوقت.
  • العلاج السلوكي المعرفي:يساعد هذا العلاج طفلك على التعامل مع التوتر أو القلق أو مشكلات تقدير الذات عند الأطفال المرتبطة بالتأتأة.
  • التفاعل بين الوالدين والطفل: قد يقدم لك طبيبك تقنيات يمكنك ممارستها في المنزل مع طفلك.
  • الأجهزة الإلكترونية: يمكن أن تساعد طفلك على تحسين طلاقته من خلال تمارين خاصة بالكلام .

نصائح لتخليص الطفل من التأتأة

هناك العديد من الأشياء التي يمكنك أنت وأفراد الأسرة الآخرون القيام بها لمساعدة الطفل الذي يعاني من التلعثم:

  • اخلقي أجواءً للتحدث بشكل مريح وممتع مع الطفل. من دون تشتيت انتباهه بسبب التلفاز أو الهاتف الذكي أو أي مصادر إزعاج أخرى. يمكنك أن تجعلي من عادتك إشراكه في محادثات عائلية على العشاء كل يوم.
  • حاولي الحفاظ على جو هادئ وساكن في المنزل.
  • لا تضغطي على طفلك لتسلية الآخرين أو التحدث معهم عندما يصبح التلعثم مشكلة. شجعيه على ممارسة الأنشطة التي لا تتضمن الكثير من التفاعل اللفظي.
  • استمعي باهتمام لما يقوله طفلك، مع الحفاظ على التواصل البصري الطبيعي دون إظهار علامات نفاد الصبر أو الإحباط .
  • قلّلي الأسئلة والمقاطعات عندما يتحدث طفلك، وتجنبي الرد بشكل سلبي، أو تصحيح كلامه، أو إكمال جملته. من المهم أن يفهم طفلك أن الناس يمكنهم التواصل بشكل فعال حتى عندما يتلعثمون.
  • تجنبي العبارات مثل "توقف وخذ نفساً عميقاً" أو "أبطئ". على الرغم من أن هذه العبارات تهدف إلى مساعدة طفلك، إلا أنها قد تجعله أكثر وعياً بذاته.
  • قومي بتقديم طريقة بطيئة ومريحة للتحدث لمساعدة طفلك على إبطاء كلامه.
  • لا تخافي من التحدث مع طفلك بشأن التأتأة. إذا طرح أسئلة أو أعرب عن قلقه، فاستمعي وأجيبي بطرق تساعده على فهم أن الاضطرابات في الكلام أمر طبيعي وأن الجميع يعانون منها بدرجة ما.

*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص