من الطبيعي أن تواجه المرأة تغيرات في وتيرة وتدفق الدورة الشهرية بعد الولادة، وذلك بسبب التعرض للعديد من التغيرات الهرمونية بعد الولادة خاصة مع بدء الرضاعة، وعادة يرجع السبب الرئيسي وراء اختفاء الدورة الشهرية بعد الولادة إلى فترة النفاس التي من الطبيعي أن تستغرق من 40 إلى 70 يوماً، وتختلف تلك المدة من امرأة لأخرى، التي يحدث خلالها انكماش بطانة الرحم لحالتها الطبيعية قبل الحمل والولادة ورجوع الرحم لمكانه الطبيعي وانتظام الدورة الشهرية، ومع ذلك تجب معرفة السبب الدقيق وراء عدم انتظام الدورة الشهرية بعد الولادة وتجنب أي مضاعفات. في ما يلي وفقاً لموقع "WebMD" أسباب عدم انتظام الدورة الشهرية بعد الولادة.
1. التغيرات في وزن الأم
تميل النساء إلى زيادة الوزن خلال فترة الحمل، ويستمر في الارتفاع لبضعة أشهر بعد الولادة، بينما تفقد النساء الأخريات الوزن بشكل كبير؛ بسبب عدم اتباع نظام غذائي مناسب والإصابة باضطرابات النوم. وفي كلتا الحالتين، يؤثر الوزن بشكل مباشر في مستويات الهرمونات في الجسم.
على الجانب الآخر، يُعد انخفاض وزن الجسم بعد الولادة سبباً من أسباب اضطرابات الدورة الشهرية وتأثر الإباضة وفي بعض الأحيان توقُّف الدورة الشهرية.
قد يهمكِ الاطلاع على: طرق التخلص من الوزن الزائد بعد الولادة
2. الرضاعة الطبيعية
يُعد الهرمون المسؤول عن تحفيز إفراز الحليب من الغدد الثديية هو هرمون البرولاكتين، وهو من الهرمونات المسؤولة عن إنتاج حليب الثدي؛ ولذلك ما دام أن الأم ترضع طفلها؛ يبقى الهرمون نشطاً في الدورة الدموية ويمنع عملية الإباضة.
لذلك؛ إذا رضع الطفل رضاعة طبيعية كاملة دون أي رضاعة بالزجاجة، فقد لا تعود الدورة الشهرية مرة أخرى حتى تتوقف المرأة عن الرضاعة الطبيعية تماماً أو تتوقف عن الرضاعة الليلية.
هناك أيضاً فرصة لاستئناف الأم لدورتها الشهرية في أثناء إرضاع الطفل إذا قامت بدمج الرضاعة من خلال الثدي مع الزجاجة؛ فسوف ينتج جسمها كمية أقل من البرولاكتين، ويمكن أن يسبب ذلك نزول الدورة.
3. تغير مستويات الهرمونات
يبدأ جسم الأم الحامل بتغيير مستويات الهرمونات تحسباً للحمل. تعمل هذه الهرمونات على تحضير الأم للحمل والولادة والرضاعة. ولسوء الحظ، فإن مستويات الهرمون لا تعود إلى مكانها الطبيعي بعد وقت قصير من الولادة. تحدد عوامل مثل النظام الغذائي وممارسة الرياضة والرضاعة الطبيعية والوزن؛ وتيرة عودة الهرمونات إلى المستويات الطبيعية.
4. التبويض
تُعد الإباضة هي عملية تكوين البويضة، ويتم التخلص من البويضة غير المخصبة في أثناء نزيف الدورة الشهرية. قبل الحمل، تحدث هذه الإباضة، ولكن بسبب التغيرات الهرمونية في الجسم في أثناء الحمل؛ تقل وتيرة الإباضة بشكل كبير، ما يؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية.
5. التوتر والضغط
يمكن أن يكون التوتر والقلق النفسي سبباً رئيسياً لعدم انتظام الدورة الشهرية خاصة بعد الولادة؛ ما يؤثر في الدورة الشهرية ويؤدي لتوقفها. كما يؤثر التوتر في منطقة تحت المهاد، وهي المنطقة الدماغية المسؤولة عن التحكم الهرموني للإباضة والدورة الشهرية، وعندئذٍ قد تنقطع الدورة الشهرية بوصفها إحدى نتائج هذا التأثير.
6. وسائل منع الحمل
إذا كنت تستخدمين وسائل منع الحمل الهرمونية؛ فقد يؤدي ذلك أيضاً إلى عدم انتظام الدورة الشهرية، خاصة عندما تعودين إلى تناولها مرة أخرى بعد الولادة؛ لكونها تقلل من تطور ونمو بطانة الرحم، ما يمنع حدوث الإباضة، كما تزيد سماكة الأغشية المخاطية في جدران الرحم، حيث قد يستغرق ما يصل إلى دورتين قبل أن تصبح الدورة الشهرية منتظمة مرة أخرى؛ لذا تحلَّي بالصبر وتتبعي دورتك للتأكد.
تشخيص اضطرابات الدورة الشهرية بعد الولادة
قد يكون تشخيص الدورة الشهرية غير المنتظمة أمراً صعباً؛ حيث يميل العديد من النساء إلى الخلط بين نزيف ما بعد الولادة والفترة الأولى بعد الولادة. تحدث الدورة الشهرية الأولي بعد بضعة أشهر من نزيف ما بعد الولادة.
تُعد الدورة غير المنتظمة التي تلي الفترة الأولى أمراً شائعاً جداً، ويمكن أن تستمر لمدة تتراوح بين أربعة إلى خمسة أشهر. تجب استشارة الطبيب في حالة عدم استقرار الدورة الشهرية بعد هذه الفترة لتقييم سبب عدم انتظامها.
نصائح للتعامل مع اضطرابات الدورات الشهرية بعد الولادة
1. ممارسة الرياضة
ممارسة الرياضة بانتظام ضرورية لإعادة الجسم إلى ما كان عليه قبل الحمل، كما تساعد ممارسة الرياضة بشكل كبير في استعادة التوازن الهرموني في الجسم والمساعدة في الحفاظ على الوزن، وهو عامل مهم في تحديد الدورة الشهرية.
2. اتباع حمية صحية
يُعد اتباع نظام غذائي صحي ومغذٍّ بعد الولادة أمراً ضرورياً لاستعادة وتجديد العناصر الغذائية المفقودة في أثناء الحمل والولادة. يمكن لتناول الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والمكسرات المغذيات الدقيقة في الحفاظ على توزان الهرمونات بعد الولادة.
3. الحد من التوتر والإجهاد
يؤثر الإجهاد في الجسم والعقل وتتعرض الأمهات الجدد للكثير من التوتر بسبب قلة النوم؛ ما يؤثر بشكل مباشر في مستويات الهرمونات لدى الأم بعد الولادة، ويمكن للأمهات تلقي المساعدة من الآخرين والتحدث مع الآخرين حول مخاوفها وممارسة تمارين التنفس واليوغا.
4. تجنب وسائل منع الحمل
تتداخل وسائل منع الحمل مع دورة الإباضة، وتؤخر عملية استعادة الدورة الشهرية الطبيعية. تحدثي مع الطبيب عن خيارات تحديد النسل الآمنة الأخرى التي لا تؤثر في التوازن الهرموني في الجسم.
قد يهمكِ الاطلاع على: معلومات مهمة عن حبوب منع الحمل
ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج؛ عليكِ باستشارة طبيب متخصص.