لا يوجد "وقت مثالي" للمباعدة بين فترات الحمل وإنجاب طفل آخر، ولكن في المقابل توصي منظمات الصحة بالانتظار ما بين 18 و24 شهراً بعد الولادة للتفكير في الحمل مرة أخرى، مع ضرورة مراعاة العديد من العوامل؛ مثل الصحة العقلية والبدنية للأم، وتاريخ الحمل والولادة السابق، والعمر، وحالة الخصوبة؛ وذلك لتقليل مخاطر حدوث مضاعفات صحية للأمهات والرضع. ومع ذلك، هناك أيضاً مخاطر للانتظار لفترة أطول من خمس سنوات بين حالات الحمل.
لماذا من المهم الانتظار 18 شهراً قبل الحمل مرة أخرى؟
وفقاً لموقع "هيلث لاين"، من الأفضل الانتظار في المتوسط لمدة 18 شهراً على الأقل بين قدوم مولودك الأول والتفكير في الحمل مرة أخرى، فقد يمنح هذا الوقت الطويل جسمك فرصة للتعافي تماماً، ويجب الانتباه إلى أنه يزيد الحمل مرة أخرى قبل 18 شهراً من خطر تعرض طفلك لمشاكل صحية معينة، بما في ذلك:
- الولادة المبكرة، وهذا يعني أن طفلك سيولد قبل الأسبوع 37 من الحمل، وهو وقت مبكر جداً، حيث يكون الأطفال المبتسرون أكثر عرضة للإصابة بمشاكل صحية، ويضطرون إلى البقاء في المستشفى لفترة أطول.
- انخفاض الوزن عند الولادة، ويحدث هذا عندما يولد طفلك بوزن أقل من المعدل الطبيعي، فيصبح أكثر عرضة لخطر الإصابة بمشاكل صحية طويلة الأمد أو حتى الموت.
التخطيط للإنجاب مرة أخرى
تزيد الفترة القصيرة بين الولادة والحمل من مخاطر تعرض الأم للاكتئاب بعد الولادة، وتزيد من فرص إصابتها بالإجهاد والضغط العصبي. إليك ضرورة وكيفية التخطيط للإنجاب مرة أخرى عن طريق الانتباه لمجموعة القواعد التالية:
1. تاريخ العملية القيصرية السابقة
يعتبر تحقيق المباعدة الكافية بين فترات الحمل أكثر أهمية، فتعد النساء اللاتي لهن تاريخ من إجراء عملية قيصرية، ثم فاصل زمني قصير بين الحمل والآخر، لديهن خطر متزايد للإصابة بالمشيمة المنزاحة، مقارنة بغيرهن، فإذا خضعتِ لعملية قيصرية وتأملين بتجربة الولادة الطبيعية مع الحمل في المرات القادمة؛ فإن المباعدة الكافية بين الحمل أمر مهم بشكل خاص.
قد يهمكِ الاطلاع على: الحمل بعد الولادة القيصرية: الخطورة ومدة الانتظار
2. الحالة النفسية
بالإضافة إلى المخاطر الجسدية الناجمة عن قصر فترة الحمل، فإن الحمل بعد فترة قصير من ولادة الطفل، يمكن أن يسبب اضطرابات عاطفية ونفسية للأم.
3. تغذية جسمك
قد تحتاج الأم إلى العديد من العناصر الغذائية، مثل حمض الفوليك وفيتامين ب 6 والكالسيوم، قبل التفكير في الإنجاب مرة أخرى، وخاصة أثناء الرضاعة الطبيعية، ويساعد اتباع نظام غذائي متوازن غني بالمعادن والفيتامينات لفترة كافية قبل التفكير في الإنجاب، على التعافي بعد الولادة وحماية الأم من أي مضاعفات.
4. تحديد الأولويات
مع تكرار الحمل في المرات القادمة، سيكون لديك بعد ولادة طفلك الأول العديد من الخبرات التي تساعدك على التغلب على مشاكل ومضاعفات الحمل في المرات القادمة، وبالتأكيد سيكون لديك ثقة أكبر في قدرتك على إبقاء مولودك الجديد سليماً معافى وآمناً، حتى وإن كانت فترات الحمل متقاربة بين الطفل والآخر.
أضرار الفاصل الزمني الطويل بين الحمل (أكثر من 5 سنوات)
1. عدم تكيف جسمك
يتكيف جسمك لاستيعاب الجنين بداخلك، خاصة خلال حملك الأول، فقد تنمو الأوعية الدموية الجديدة لإيصال الدم الكافي للرحم، ومع مرور وقت من الحمل الأول؛ تعود هذه التغيرات الجسدية ببطء إلى حالتها قبل الحمل دون التعرض لخطر بعض مضاعفات الحمل في المرات القادمة؛ مثل تسمم الحمل.
أيضاً يتطلب تأخير الإنجاب الموازنة بين مخاطر المباعدة القصيرة بين الحمل ومخاطر تقدم عمر الأم، فيمكن أن يؤثر عمر الأم على حالة الخصوبة وتشوهات الكروموسومات.
قد يهمكِ الاطلاع على: أشياء تحتاجها كل حامل في أشهر الحمل التسعة
2. نمط الحياة والأشقاء
إن الانتظار لفترة أطول لإنجاب طفل آخر؛ يعني أنك قد ابتعدت أكثر عن تجربة المولود الجديد، وقد يعني ذلك أيضاً أن طفلك الأكبر سناً أصبح أكثر ثباتاً في حياته وروتينه، ويمكن أن يكون الطفل الجديد بمثابة تعطيل لهذا الجدول الزمني، ومع ذلك قد يتمتع الطفل الأكبر سناً بقدرة أكبر على فهم معنى وأهمية قدوم طفل آخر إلى العائلة، وقد يكون أكثر حماساً وقدرة على مساعدتك في رعايته.
3. مخاطر قد يتعرض لها المولود الجديد
يمكن أن تؤثر المباعدة بين فترات الحمل؛ ليس فقط على الأم، بل على الطفل أيضاً. قد يكون الطفل الأصغر سناً الذي لديه فجوة عمرية كبيرة أيضاً أكثر عرضة للإصابة ببعض الاضطرابات. على سبيل المثال، هناك خطر متزايد للإصابة بالتوحد، كما يزداد خطر العيوب الخلقية أيضاً مع تقدم عمر الأم.
لذا تعد "الفترة المثالية"، أو الفاصل الزمني المثالي؛ هو الحمل بين 18و60 شهراً، والذي يسمح لك بالتعافي من حملك الأخير وولادتك، مع الاستفادة من التكيفات الفسيولوجية لحالات الحمل السابقة.
ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج؛ عليكِ باستشارة طبيب متخصص.