علمياً تحدث الانقباضات الشديدة للرحم وقت خروج الجنين إلى العالم، كجزء من عملية المخاض الطبيعي، وأحياناً قد تتطلّب الولادة الطبيعيّة القليل من التدخلات الطبيّة التي تساعد على إتمام الولادة بنجاح ووضع المولود، ومحاولة لتجنّب الولادة القيصريّة؛ حيث يلجأ الطبيب لإعطاء الحامل بعض العوامل التي تساعد على تحفيز الولادة الطبيعيّة وتعجيلها وإنجاحها، وهو ما يسمى بالطلق الصناعي، كما أنه يعتبر تصرفاً طبيعياً إذا ظن الطبيب أن من الأفضل أن تتم عملية الولادة عن الاستمرار في الحمل.
اللقاء واستشاري النسا والتوليد الدكتور بهاء محيي الدين للاستفسار عن أسباب استخدام الطلق الصناعي، ومتى يُعطَى؟ وما هي أضراره، وتفاصيل أخرى كثيرة سنتعرف إليها.
أسباب استخدام الطلق الصناعي
على الرغم من أنه من الأفضل أن تبدأ الانقباضات طبيعياً؛ أي أن يحدث طلق الولادة طبيعياً، إلا أن هناك حالات تستلزم المساعدة للبدء بعملية الولادة كما يلي:
- عندما تتجاوز المرأة موعد الولادة بأكثر من أسبوعين، ولم يحدث أي طلق طبيعي.
- وجود طلق طبيعي دون تقلّصات.
- إصابة الرحم بعدوى ما، ممّا يؤدّي إلى لزوم التدخّل الطبيّ السريع؛ لحماية الجنين من الإصابة.
- قلّة نسبة السائل المحيط بالجنين عن الحدّ المسموح به.
- حدوث خلل في المشيمة التي تغذّي الجنين وتمدّه بالأكسجين، كتلفها أو انفصالها عن جدار الرحم.
- حدوث مشاكل صحيّة عند الحامل والتي يمكنها تعريض جنينها للخطر، كإصابتها بارتفاع ضغط الدم أو سكري الحمل.
أضرار الطلق الصناعي
- الطلق الصناعي يكون مؤلماً أكثر من الطلق الذي يبدأ بشكل طبيعي، والنساء اللواتي يبدأن الولادة بالطلق الصناعي غالباً ما يطلبن التخدير النصفي، أو ما يسمى بإبرة الظهر.
- زيادة احتمالية الحاجة لإجراء عملية قيصرية، وخاصّةً عند إعطاء الطلق الصناعي، وعدم حدوث أيّ توسّع في عنق الرحم.
- حدوث مشاكل تنفسيّة للطفل بعد الولادة، ويتم ذلك في حال احتاجت المرأة للطلق الصناعي في وقت مبكّر قبل حلول موعد الولادة.
- تسبّب الأدويّة المحفّزة للطلق زيادة في التقلّصات الرحميّة بشكل كبير، وهذه التقلّصات قد تؤدّي إلى الضعف في إمداد الأكسجين للطفل، وبالتالي خفض معدّل نبضات قلبه.
- زيادة احتمالية إصابة المرأة والجنين بالعدوى، والتسبّب بانزلاق الحبل السري قبل خروج الجنين، ممّا يؤدّي لحدوث نقص في إمداد الأكسجين للجنين.
- حدوث مشكلة خطيرة في الرحم كتمزّقه، وهي حالة غير شائعة ولكنّها ممكنة؛ تسبب النزيف الحاد بعد الولادة، وخاصّةً أن عضلات الرحم لن تنقبض بالشكل المطلوب بعد الولادة عند استخدام محفزات الطلق الصناعية.
يجب على المرأة الانتظار لمدة أسبوعين كحد أقصى، قبل اللجوء لمحفزات الطلق والولادة؛ حتّى يستعد الرحم بشكل طبيعي للولادة، مع الحرص على متابعة الطبيب والتأكّد من عدم وجود ما يستدعي استخدام الطلق الصناعي، ويجب أن تثق المرأة بطبيبها، ولا تتعجّل الأمور أو تبالغ بها.
متى يُعطى الطلق الصناعي؟
يعطى الطلق الصناعي في الحالات التالية:
- إذا تجاوزت مدة الحمل 40 أسبوعاً، (فات موعد الحمل ولم تبدأ الانقباضات)، فيتم إعطاء طلق صناعي.
- تمزق كيس الحمل ونزول السائل الأمنيوسي (السائل المحيط بالجنين)، ومع ذلك لم تبدأ الانقباضات من تلقاء نفسها.
- إذا مر 24 ساعة ولم تبدأ الانقباضات، عندها تزيد خطورة إصابة الأم أو الجنين بعدوى، لذلك يُعطى الطلق الصناعي خلال 24 ساعة من تمزق كيس الحمل.
- إذا كانت الحامل مصابة بالسكري، هذا يعني أن الجنين قد يكون حجمه أكبر قليلاً من الطبيعي.
- إذا كان معدل نمو الجنين طبيعياً، قد يقترح الطبيب الطلق الصناعي بعد الأسبوع الثامن والثلاثين من الحمل، أما إذا كان حجم الجنين أكبر من الطبيعي فقد يقترح الطبيب عملية قيصرية كخيار أفضل.
- وهناك تحاميل الطلق الصناعي للجنين الميت؛ للتخلص منه بعد أن تجاوزت مدة الحمل به 3 أشهر.
- إذا كانت الحامل مصابة بمرض مزمن أو حاد، (أعراض تسمم الحمل أو مرض في الكلى)، يهدد صحة الأم أو الجنين.
- إذا كان عمر الأم 40 سنة أو أكثر، مما يزيد من خطر ولادة جنين ميت، يستخدم الطلق الصناعي لأنه يقلل من الخطر.
- تسريع عملية الولادة إذا كانت قد بدأت، وكانت الانقباضات ضعيفة أو توقفت كلياً.
هل يمكن إعطاء تحاميل الطلق الصناعي والرحم مقفل؟
يلزم إعطاء تحاميل الطلق الصناعي والرحم مقفل؛ حيث إنها تحاميل تحتوي على مادة فعالة تعمل على فتح وليونة عنق الرحم، قبل إبرة الطلق الصناعي؛ لكي يصبح عنق الرحم ليناً قبل أن تحدث الانقباضات.
وإبرة الطلق الصناعي تُعطى وريدياً، وتحتوي على أوكسيتوسين كمادة فعالة، عادة ما تُعطى بعد أن يصبح عنق الرحم ليناً أو طرياً لتبدأ انقباضات الرحم، والطلق الناتج عن الأوكسيتوسين عادة ما يكون أقوى، ويتطور بشكل أسرع من الطلق الطبيعي.
متى يبدأ مفعول الطلق الصناعي؟
من المفترض أن تبدأ الانقباضات بعد إعطاء الأوكسيتوسين، وإذا لم تبدأ بعد إعطاء الأوكسيتوسين، أو إذا كان نبض الجنين ضعيفاً؛ يفضل إجراء عملية قيصرية.
وعند إعطاء تحاميل الطلق الصناعي، يجب أن تبقى الحامل مستلقية على جانبها دون أن تتحرك لمدة 30 دقيقة؛ حتى يجري امتصاص التحميلة من الجسم، وبعدها يمكن للحامل أن تتحرك، وبعدها تأخذ تحاميل الطلق الصناعي من 6- 24 ساعة حتى يبدأ مفعولها.
إذا لم تبدأ الانقباضات بعد مرور 24 ساعة قد تؤجل الولادة إلى يوم آخر، إلا إذا اقترح الطبيب الولادة القيصرية لوجود خطر على صحة الجنين.
تكون المرحلة الأولى من الانقباضات، (مرحلة بداية توسع عنق الرحم)، أطول عند إعطاء الطلق الصناعي مقارنة بطلق الولادة الطبيعية، لكن المرحلة الثانية (التوسع أكثر من 6 سم)، متشابهة سواء عند إعطاء طلق صناعي أو بدء الانقباضات بشكل طبيعي.
*ملاحظة من "سيدتي وطفلك": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.
