دراسة جديدة: تناول الحامل للأسماك يقلل فرص إنجاب طفل مصاب بالتوحد

صورة لحامل تعد السمك
تتبيل الأسماك بالتوابل والأعشاب

تناول الأسماك ضمن النظام الغذائي للأمهات خلال فترة الحمل يعتبر من أهم العوامل التي قد تؤثر بشكل إيجابي على صحة الطفل، ويعد النظام الغذائي الغني بالأحماض الدهنية أوميغا-3 -كما أثبتت الدراسات العلمية- و المتوافرة بكثرة في الأسماك، أحد العناصر الأساسية التي تم ربطها بتقليل خطر الإصابة باضطراب طيف التوحد لدى الأطفال.
وعلمياً التوحد هو اضطراب نمائي عصبي يؤثر على التواصل والسلوك، ويعتقد أن هناك تفاعلات معقدة بين العوامل الوراثية والبيئية تزيد من احتمالية حدوثه، وفي هذا التقرير تستعرض أخصائية التغذية الدكتورة سعاد المنيلاوي تأثير تناول الحامل للأسماك على صحة حملها، وكيف يمكن حمايتها من خطر إصابة طفلها بالتوحد.

فوائد تناول الأسماك أثناء الحمل

طبق يحوي قطع سمك وسلطة خضراء


إن الأسماك الدهنية مثل السلمون، التونة، والماكريل، تعتبر مصادر ممتازة للأحماض الدهنية الأوميغا-3؛ مثل حمض الدوكوساهيكسانويك وحمض الإيكوسابنتاينويك، وهذه العناصر تلعب دوراً محورياً في نمو الدماغ والجهاز العصبي للجنين، وقد أثبت العديد من الدراسات أن الأوميغا-3 لها فوائد عديدة، من أهمها تحسين الوظائف المعرفية وتعزيز تطور الأنسجة العصبية، وهو ما قد يقلل من فرص ظهور اضطرابات نمائية مثل التوحد.

دعم نمو الدماغ والجهاز العصبي

الأوميجا 3 تعتبر من اللبنات الأساسية لنمو دماغ الجنين وبنسبة حوالي 60%، كما يعد الأوميجا 3 أحد المكونات الرئيسية للدهون، والتي تساعد في تطور الشبكات العصبية وتعزيز التواصل بين الخلايا العصبية في دماغ الجنين، ولقد أظهرت الدراسات أن تناول الأم للأطعمة الغنية بالأوميغا-3، قد يعزز من نمو الدماغ، ويقلل من احتمالات الإصابة بمشاكل نمائية.

تحسين التواصل العصبي

التواصل العصبي الجيد يلعب دوراً مهماً في تحسين وظائف الدماغ، والأوميغا-3 تحسن من مرونة الأغشية الخلوية وتجعل الخلايا العصبية أكثر كفاءة في نقل الإشارات، وهذه القدرة المعززة على التواصل بين الخلايا العصبية قد تلعب دوراً في تقليل المخاطر التي قد تؤدي إلى التوحد، والذي يُعتقد أنه يرتبط بمشاكل في طريقة عمل الشبكات العصبية في الدماغ.

تقليل الالتهابات

الالتهابات داخل جسم الحامل يمكن أن تكون عامل خطر محتمل للإصابة باضطرابات نمائية لدى الجنين، والأسماك الغنية بالأوميجا 3 تعتبر من المواد الغذائية التي تقلل من التهابات الجسم، وذلك بفضل خصائصها المضادة للالتهابات.
كما أن الدراسات تشير إلى أن الالتهاب الزائد أثناء الحمل قد يؤثر سلباً على نمو دماغ الجنين، وهو ما قد يرفع من احتمالات حدوث التوحد. لذا يساعد تناول الأسماك في تقليل هذه الالتهابات والمساهمة في حماية صحة الجنين.

تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية

إضافةً إلى دور الأوميغا-3 في دعم نمو الدماغ، فهي أيضاً تعزز صحة القلب والأوعية الدموية لكل من الأم والجنين، وتحسن صحة الدورة الدموية يعني زيادة تدفق الأكسجين والمغذيات إلى الجنين، ما يدعم النمو السليم لجميع أعضائه، بما في ذلك الدماغ والجهاز العصبي.

دراسات علمية تدعم تأثير تناول الحامل للأسماك على تقليل خطر التوحد

أم تلعب مع طفلها التوحدي


تشير بعض الأبحاث التي نُشرت في مجلة "الأمراض العصبية والنمائية"، إلى أن هناك علاقة بين النظام الغذائي للأم أثناء الحمل وتطور اضطرابات التوحد، حيث وجد الباحثون أن الأمهات اللواتي يتناولن مستويات أعلى من الأحماض الدهنية أوميغا-3 خلال الحمل، يكنّ أقل عرضة لإنجاب أطفال مصابين بالتوحد، هذه الدراسة ربطت بشكل مباشر بين استهلاك الأسماك الغنية بالأوميغا-3 وتحسين نمو دماغ الجنين، وتقليل فرص حدوث الاضطرابات النمائية.

كيفية تناول الأسماك بأمان أثناء الحمل؟

طبق يحوي سمكة بلطي شهية وأوراقاً خضراء

رغم الفوائد العديدة لتناول الأسماك، يجب أن تكون الأم الحامل حذرة بشأن أنواع الأسماك التي تستهلكها،؛ حيث إن بعض الأسماك قد تحتوي على نسب عالية من الزئبق، تؤثر سلباً على نمو الجنين إذا تم استهلاكها بكميات كبيرة.
بينما الأسماك التي تحتوي على نسب منخفضة من الزئبق -وهو سام- تعتبر آمنة للحمل وتشمل: السلمون، التونة الخفيفة، السردين، الماكريل، البلطي، لذلك ينصح بتناول 2-3 وجبات من الأسماك أسبوعياً للحصول على الفوائد الصحية دون التعرض لخطر التسمم بالزئبق، مع تجنب الأسماك الكبيرة، مثل سمك القرش وسمك السيف؛ لأنها تحتوي على مستويات عالية من الزئبق.

أطعمة أخرى تعزز صحة الدماغ وتقلل من خطر التوحد

 

طبق يحوي أنواعاً من المكسرات


المكسرات: مثل الجوز واللوز تحتوي على نسب عالية من الأوميغا-3 والبروتينات والفيتامينات الضرورية لنمو الدماغ، كما تعد بذور الشيا وبذور الكتان أيضاً من المصادر الممتازة للأوميغا-3.

البيض: يحتوي على الكولين، وهو مركب غذائي يلعب دوراً مهماً في نمو الدماغ ووظائف الذاكرة؛ حيث أظهرت الأبحاث أن تناول الكولين أثناء الحمل قد يساعد في تحسين وظائف الدماغ لدى الطفل.
الخضراوات والفواكه: مثل السبانخ والكرنب تحتوي على مستويات عالية من الفيتامينات والمعادن، مثل الفولات، وهو ضروري لتطور دماغ الجنين ويقلل من احتمالات حدوث تشوهات عصبية، وهي غنية بالفيتامينات والمعادن، مثل التوت والبروكلي، تحمي الدماغ من التلف الناتج عن الإجهاد ألتأكسدي، مما يساهم في تعزيز التطور العصبي.
الحبوب الكاملة: تحتوي على الألياف، والتي تساعد في تنظيم مستوى السكر في الدم، مما يؤثر على صحة الدماغ والنمو العقلي للجنين.

*ملاحظة من"سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.