إن وجود طفل مريض في المنزل هو تجربة مرهقة ومزعجة. قد يواجه طفلك صعوبةً في الشعور بالراحة والتعامل مع الألم، وقد يكون مصدر إرباك لمن حوله، بسبب صعوبة إرضائه، بينما أنت واقعة بين نارين، تنفيذ طلباته من جهة، ومن جهة أخرى إلى أي حد يمكنك فعل ذلك، للحفاظ على سلامته، وقد تتساءلين عما إذا كان الوقت قد حان لاستدعاء الطبيب. إذا كان لديك طفل مريض في المنزل، فهناك عدة أشياء يمكنك القيام بها لضمان راحة طفلك ووصوله التعافي، كما يوصيك بذلك الأطباء والاختصاصيون.
الخطوة 1: قدمي الدعم العاطفي
إن المرض أمر مزعج وقد يشعر طفلك بالقلق أو الانزعاج بسبب ما يشعر به. قد يساعد منح طفلك بعض الاهتمام والرعاية الإضافية. على سبيل المثال، يمكنك أن تقومي بما يلي:
اجلسي مع طفلك وتحدثي معه: حيث يمكنك عبر التواصل بالكلام، الدخول إلى عالم الطفل، وفهم احتياجاته، وتنمية القدرات الذهنية للطفل، ما يجعله أكثر مرونةً مع مَن حوله.
اقرئي كتاباً لطفلك: لسرد الحكايات عدد كبير من الفوائد، مثل تعزيز مهارات الاستماع عند الأطفال والتفكير والتواصل والثقة، وإذكاء الخيال والإبداع، وشحذ الذاكرة، ويُعزز القدرة على التركيز، ويزيد من شغف المعرفة ويشجع على المشاركة النشطة في المواقف الصعبة. وفي النهاية، يكون قصدك المتعة، وتحقيق هذا الغرض، يخفف عن الطفل تعبه، ومكافحته للمرض.
غني لطفلك: قال أخصائي العلاج بالموسيقى فولفغانغ بوسينجر إن للغناء فوائد صحية جمّة، كونه مهماً للتنفس من ناحية ويحارب التوتر النفسي من ناحية أخرى. وأوضح أن الغناء يعمل على تحسين التنفس وإمداد الجسم بالأوكسجين، كما أنه يساعد على إفراز هرموني السعادة "سيروتونين" والحب "أوكسيتوسين". سواء عند القيام به أو حتى سماعه، وطفلك في هذه المرحلة بحاجة للشعور بالسعادة، لينسى ألمه.
امسكي يد طفلك: تساعد هذه الطريقة في تقوية عضلات يديه وتنمية قدرته على تنسيق حركة يديه مع عينيه. وفي فترة المرض الحرجة، قد يفتقر طفلك إلى الدقة اللازمة لمسك الأجسام الصغيرة بسبب الضعف الذي يعاني منه، ويمده بهذه الطاقة الإيجابية التي يكون بأمس الحاجة إليها.
احملي طفلك بين ذراعيك: إذا كان طفلك رضيعاً، فيساعد حمله على التكيف تدريجياً مع بيئته الجديدة. ويحفز نمو عضلاته وتطور وركيه. يساعد حمل الرضيع عمودياً على تسهيل عملية الهضم. وعلى التجشؤ والتخلص من الغازات التي تسبب له المغص.
الخطوة 2: ارفعي رأس طفلك أو طفلتك
ارفعي رأس طفلك أو رضيعك. قد تتفاقم السعال إذا كان طفلك مستلقياً على ظهره. للحفاظ على رأس طفلك مرتفعاً، حاولي وضع كتاب أو منشفة تحت مرتبة سرير طفلك أو تحت الأرجل عند رأس السرير. وذلك لمنع تجمع الإفرازات فى أنف الرضيع حتى لا تسبب الاختناق. يمكنك أيضاً إعطاء طفلك وسادةً إضافيةً أو استخدام وسادة إسفينية لمساعدة طفلك على البقاء في وضع مستقيم.
كما من الممكن استخدام بعض الزيوت التى تساعد على تهدئة الجهاز التنفسى عند الطفل ومنها زيت الزيتون من خلال تدفئته وتدليك صدر الطفل به، حيث يساعد ذلك على التخلص من البلغم والسعال.
هل تعرفين أسرع علاج لنزلات البرد عند الأطفال؟
الخطوة 3: قومي بتشغيل جهاز الترطيب
تُستخدم أجهزة ترطيب الهواء في تخفيف حدة المشاكل الشائعة الناجمة عن جفاف الهواء الداخلي، مثل: جفاف الجيوب الأنفية ونزيف الأنف عند الأطفال وتشقق الشفاه. وإذا كان طفلك لديه نزلة زكام، فيمكن لجهاز الترطيب بالرذاذ البارد تخفيف احتقان الأنف عن طريق ترطيب الهواء.
قومي بتشغيل جهاز ترطيب الجو. حيث يمكن للهواء الجاف أن يزيد من حدة السعال أو التهاب الحلق، وحاولي استخدام جهاز ترطيب الجو أو جهاز تبخير الهواء البارد للحفاظ على رطوبة الهواء في غرفة طفلك. يمكن أن يساعد هذا في تقليل السعال والاحتقان وعدم الراحة، لكن تأكدي من تغيير الماء في جهاز الترطيب الخاص بك بشكل متكرر، واغسلي جهاز الترطيب وفقاً لتعليمات الشركة المصنعة لمنع نمو العفن فيه.
الخطوة 4: قومي بتوفير بيئة هادئة
أي حافظي على منزلك هادئاً ومسالماً قدر الإمكان لتسهيل راحة طفلك. إن التحفيز الناتج عن التلفاز أو أجهزة الكمبيوتر يمنع النوم ويحتاج طفلك إلى أكبر قدر ممكن من الراحة، ومن الممكن إزالة الأجهزة من غرفة نوم طفلك أو على الأقل.
واستخدمي فراشاً خفيفاً، وحافظي على هدوء الغرفة أو استخدمي صوتاً هادئاً بشكل مستمر أو الغناء لتهدئة طفلك، واستخدمي ضوء الليل الخافت لتقليل الاضطرابات.
5 طرق بسيطة لتهدئة طفل يبكي جربي اتباعها.
الخطوة 5: حافظي على درجة حرارة مريحة في منزلك
حافظي على درجة حرارة مريحة في منزلك. وتأكدي من أن درجة حرارة غرفة الرضيع ما بين 16 و20 درجة مئوية قد يشعر طفلك بالحر أو البرد اعتماداً على المرض، لذا فإن تعديل درجة الحرارة في منزلك قد يساعد طفلك على الشعور بمزيد من الراحة. ولكن يمكنك أيضاً تعديل هذه الدرجة إذا كان طفلك يشعر بالحر أو البرد الشديدين.
على سبيل المثال، إذا اشتكى طفلك من شعوره بالبرد الشديد، فقومي برفع درجة الحرارة قليلاً. وإذا اشتكى طفلك من شعوره بالحر، فقومي بتشغيل مكيف الهواء أو المروحة. قومي بقياس درجة حرارة طفلك. تحققي مما إذا كان طفلك يعاني من قشعريرة أو احمرار في وجهه أو تعرق أو يشعر بدفء شديد عند لمسه إذا لم يكن لديك مقياس حرارة.
الخطوة 6: راقبي علامات المرض الخطير
انتبهي إلى علامات المرض الخطير. انتبهي جيداً إلى العلامات التي تُشير إلى أن طفلك يحتاج إلى زيارة طبيب متخصص على الفور. وتشمل هذه العلامات:
- الحمى عند طفل أقل من ثلاثة أشهر.
- صداع شديد أو تصلب في الرقبة.
- تغيرات في أنماط التنفس، وخاصة أي صعوبة في التنفس.
- تغيرات في لون الجلد، مثل أن يبدو شاحباً جداً أو أحمر أو أزرق.
- يرفض الطفل شرب السوائل أو يتوقف عن التبول.
- لا دموع عند البكاء.
- الاستفراغ الشديد عند الأطفال أو المستمر.
- من الصعب إيقاظ الطفل أو لا يستجيب.
- الطفل هادئ وغير نشط بشكل غير عادي.
- علامات الانفعال الشديد أو الألم.
- ألم أو ضغط في الصدر أو المعدة.
- الدوخة المفاجئة أو المستمرة.
- ارتباك.
- هل تتحسن أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا ثم تزداد سوءاً؟
كيفية تغذية الطفل المريض
عندما يتجاوز عمر ابنك السنتين، ويعاني من المرض، قد تختلف الإجراءات التي يتوجب عليك اتخاذها لمراعاته، كالآتي:
الخطوة 1: أعطي طفلك كميات كبيرة من السوائل الصافية
أعطي الكثير من السوائل الصافية. يمكن أن يؤدي الجفاف عند الأطفال إلى تفاقم الأمور عندما يكون طفلك مريضاً. منع الجفاف لدى طفلك من خلال التأكد من أن طفلك يشرب السوائل بشكل متكرر. قدمي له:
- الماء.
- المصاصات المثلجة.
- مشروب الزنجبيل الفوار.
- عصير الفاكهة المخفف.
- المشروبات المعززة بالإلكتروليت.
الخطوة 2: قدمي الأطعمة سهلة الهضم
قدمي أطعمة تخفف عسر الهضم للأطفال. مغذية لا تسبب اضطراباً في معدته. قد يعتمد اختيار الطعام على الأعراض التي يُعاني منها طفلك. تشمل الخيارات الجيدة ما يلي:
- بسكويت مملح.
- الموز.
- صلصة التفاح.
- خبز محمص.
- الحبوب المطبوخة.
- بطاطس مهروسة.
الخطوة 3: أعطي طفلك حساء الدجاج
أعطي حساء الدجاج للأطفال. على الرغم من أنه لن يشفي طفلك، إلا أن حساء الدجاج الدافئ يُساعد في تخفيف أعراض البرد والإنفلونزا عن طريق تخفيف المخاط والعمل كمضاد للالتهابات. هناك عدد من الوصفات لصنع حساء الدجاج بنفسك، على الرغم من أن العديد من الأنواع التجارية هي مناسبة أيضاً.
نصائح عامة لعلاج الطفل المريض في المنزل
- امنحي طفلك قسطاً كبيراً من الراحة. وشجعيه على النوم كلما أراد. اقرئي لطفلك قصة أو اجعليه يستمع إلى كتاب صوتي لتسهيل النوم.
- استخدمي الأدوية المتاحة دون وصفة طبية بحذر. إذا قررت إعطاء دواء، فحاولي الالتزام بمنتج واحد، مثل الأسيتامينوفين أو الإيبوبروفين، بدلاً من التبديل بين الأدوية أو إعطاء مجموعات من الأدوية. اسألي طبيبك أو الصيدلاني عن الأدوية التي قد تكون مناسبة لطفلك.
- لا تعطي الإيبوبروفين لطفل أقل من 6 أشهر، وهي أدوية السعال والبرد التي لا يمكن إعطاؤها لطفل يقل عمره عن 4 سنوات، ويفضل ألا تعطها له قبل بلوغه 8 سنوات على الأقل. فهذه الأدوية قد تسبب آثاراً جانبية تهدد الحياة ولم يثبت أنها فعالة جداً أيضاً.
- لا تعطي حمض أسيتيل الساليسيليك (الأسبرين) للرضع أو الأطفال أو المراهقين لأنه قد يسبب مرضاً نادراً ولكنه خطير يسمى متلازمة راي.
- شجعي طفلك على الغرغرة بالماء الدافئ المالح، من خلال إضافة ربع ملعقة صغيرة من ملح الطعام العادي إلى 8 أونصات من الماء الفاتر. اجعلي طفلك يتغرغر ثم يبصق الماء المالح عند الانتهاء. يمكن أن يساعد الغرغرة بالماء المالح في تخفيف آلام الحلق.
- بالنسبة للأطفال الصغار أو لعلاج احتقان الأنف، يمكنك أيضاً استخدام قطرات أو بخاخات الأنف المالحة (المحلول الملحي). يمكنك صنع بخاخ الملح بنفسك أو شرائه من الصيدلية. وبالنسبة للرضع، يمكنك استخدام حقنة بصلية لشفط الأنف بعد استخدام القطرات.
- حافظي على منزلك خالياً من المهيجات مثل التدخين بالقرب من طفلك وتجنبي استخدام العطور القوية بشكل خاص. أجِّلي الأنشطة مثل الرسم أو التنظيف. يمكن للأبخرة أن تهيج حلق طفلك ورئتيه وتجعل مرضه أسوأ.
- قومي بتهوية غرفة طفلك. افتحي النوافذ في غرفة طفلك بشكل دوري للحفاظ على الهواء النقي. افعلي ذلك عندما يكون الطفل في الحمام حتى لا يشعر بالبرد، ثم أعطي طفلك بطانيات إضافية حسب الحاجة.
- اسألي طفلك إذا كان يشعر بأي ألم، وعن مقدار الألم الذي يشعر به ومكان الألم. اضغطي برفق على المكان الذي يشكو منه طفلك للحصول على فكرة عن مدى شدته.
- تحدثي إلى الصيدلي الأقرب إذا لم تكوني متأكدة مما إذا كان طفلك يحتاج إلى زيارة الطبيب. يمكنه المساعدة في تحديد ما إذا كانت أعراض طفلك تتطلب عناية طبية ويمكنه تقديم المشورة بشأن الأدوية إذا لزم الأمر، ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.
هل تعلمين كيف تحمين طفلك من نزلات البرد.. في الشتاء؟