"طفلي مصاب بالمغص"، "طفلي يعاني من ارتجاع المريء"، "طفلي لم ينم طوال الليل لمدة عام كامل". شكاوى كثيرة ترفعها الأمهات الحديثات الولادة، وللأسف لا يوجد حلول مباشرة لكل مشاكلك، يبدو أن عليك أن تبذلي جهداً مضاعفاً، فهذا المخلوق الصغير يجعل إيجاد الوقت لنفسك أمرًا صعبًا للغاية، لكن غريزة الأمومة يمكن أن تساعدك في كيفية إيجاد حلول للتعامل مع مولودك الجديد. الدكتور وائل عبد العال، اختصاصي طب الأطفال في مستشفى "إن إم سي رويال"، يكشف لك هذه الطرق خطوة بخطوة.
خطوات مهمة للتعامل مع المولود الجديد
خططي لاستقبال المولود
قبل أن يولد الطفل، ضعي جدولًا زمنيًا لمهمات الرعاية النهارية، وأوقات الراحة، حتى لو وضعت مخططاً للعناية بالطفل حتى بلوغه 18 شهراً، جربي الفكرة؛ ستريحك جداً. مثلاً عند إرضاع المولود الجديد، يجب إطعام الطفل كل 2 إلى 3 ساعات، مما يعني 8-12 مرة في 24 ساعة. يجب الاكتفاء بحليب الثدي للرضيع حديث الولادة فقط خلال الأشهر الستة الأولى. من أجل بقاء الطفل ونموه، حيث يحتوي حليب الثدي على العناصر الغذائية والأجسام المضادة الضرورية لحياته ونموه. لمدة 10 دقائق على الأقل، قومي بإرضاع الطفل، مثل هذه الأمور تكون أفضل إذا خططت لها مسبقاً.
اتفقي مع زوجك
ناقشي مع الزوج أموراً تتعلق بكيفية إغاثة المولود قبل أن يدخل في نوبة البكاء، مثل تحديد مواعيد دخول الغرباء إلى بيتك، من الذي سيستيقظ في منتصف الليل ليلبي مطالبه قبل أن يبكي؟ وراقبي مثلاً بكاء الرضيع باستمرار لأكثر من ساعتين. ولاحظي ما إذا كان البكاء نتيجة إصابة أو سقوط، وانتبهي لرفضه تناول أو شرب أي شيء لأكثر من بضع ساعات، أو يتقيأ بشكل مفرط، أو إذا كان لا يتبول جيدًا، أو وجود دم في براز الرضيع، كلها أمور عليك التعرف عليها مسبقاً.
لا تستنزفي طاقتك في المخطط الذي أعددته
لا تستنفدي طاقتك في السنة الأولى بعد ولادة الطفل، بحيث تركضين لتلبية طلباته كأنكِ مشتركة في ماراثون، إذ يحتاج جسم الأم إلى عامٍ أو عامين حتى يتعافى بشكلٍ كاملٍ من الحمل، وينصح الأطباء بالانتظار لمدة 6 أشهر على الأقل، ولكن يفضل أن تكون المدة 18 شهرًا قبل الحمل من جديد. وكوني مرنة، لإن السنة الأولى من حياة المولود تتطلب الصبر للتكيف مع الوضع الجديد، فتعلمي الاستجابة والتكيف مع القضايا التي يغيرها المولود لكن دون أن تتعبي نفسك، ويكون كل شيء على حساب راحتك.
وزعي أوقات رياضتك طوال اليوم
أي خصصي 10 دقائق في الصباح، و10 دقائق في فترة ما بعد الظهر، و 10 دقائق في الليل فهي تعزز عملية الأيض، أو ضعي طفلك في حقيبة الصدر، وسيري به على جهاز المشي. وذلك مساء، فغالبًا ما تجعل الحركة الطفل ينام، التمارين مفيدة للتغلب على التوتر. وهذا يمكنك أكثر لامتلاك القدرة على رعاية المولود، يمكنك القيام بتمارين الحوض أثناء الطهي أو تقلصات البطن أثناء الرضاعة. أو اجلسي القرفصاء عندما تقومين بتغيير حفاضات طفلك - حتى 10 مرات يوميًا. لكن انتبهي فقد تختلف سرعة تعافي الرحم والراحة بعد الولادة وفقًا لعدة عوامل منها حالة الأم الصحية، وكيف جرت الولادة وغيرها، وعادةً ما يحتاج التعافي من ثلاثة إلى خمسة أسابيع في حالة عدم حدوث أي تمزق، وحوالي ستة أسابيع في حالة وجود شق في منطقة العجان.
احتفظي بسجل يتضمن معلومات غذائه ونومه
دوني عاداته الغذائية ومواعيد نومه، وطريقة بكائه. سيساعدك على تحديد الطريقة التي ستتعاملين بها معه، ويمنحك سجلاً يمكنك استخدامه عندما تأخذينه لزيارة الطبيب دورياً. عليك في هذه المرحلة أن توفري لمولودك طرقًا يستطيع بها النظر والسمع وتحريك الذراعين والساقين بحرية ولمسك. ... انظري في عيني طفلك، وابتسمي ردًا على ابتسامة الطفل عن طريق مراقبة تعبيرات وجهه، وقومي بتهدئته، واحتضنيه برفق، ودعيه يلامس جلدك من آنٍ إلى آخر.
أعيدي التفكير في الأولويات
أي ضعي قائمة بالمهام (العادية) التي يجب عليك القيام بها. واسألي نفسك هل إذا لم يتم إنجازها ستكون صحة الطفل الصغير في خطر. واستعيني بخدمات عاملة تزورك في البيت للغسيل والتنظيف على الأقل، ودعي مهام التسوق في البقالة لزوجك. هنا يمكنك أخذ قسط من الراحة.
اشتركي في خدمة توصيل الوجبات
اشتركي في خدمة توصيل الوجبات الصحية لنفسك، في السنة الأولى من الولادة، أو حتى في الشهرين الأولين، إذا كان ذلك ممكنًا من الناحية المالية. فالوجبات الجاهزة متوازنة من الناحية الغذائية، والصحية، وهي لذيذة، توفر التنوع في الفيتامينات التي تساعدك على إدرار الحليب. كما أنها تلغي الحاجة إلى شراء البقالة وتخطيط القائمة والطهي.
جربي العناق مع من تحبينهم
احصلي على عناق من شريكك متى أمكنك ذلك، أو حتى من والدتك أو أختك. فالراحة في معانقة الآخرين تمنحك الدفء والطمأنينة وأنت في قمة الإرهاق، فأنت بحاجة لأن تعيدي التوازن لجسمك بعد هذا الحدث المهم في حياتك، حيث يعمل العناق على راحة عضلات الجسم واسترخائها وهذا ما يساعدها على العمل بشكل أفضل. فيما أثبتت الدِّراسات العلميَّة أنَّ العناق يعمل على التعزيز من صحة الجهاز المناعي، وذلك لإفراز الجسم الهورمونات التي تساعد على صحة وسلامة الجهاز المناعي.
استفيدي من مواضيع الإنترنت
توفر المنتديات عبر الإنترنت معلومات ونصائح كثيرة للآباء الجدد، ولكن احذري من المعلومات الخاطئة، خصوصاً الصحية منها، وضعي في اعتبارك أنه ليس كل ما تقرئينه موثوقًا أو مناسبًا لمولودك، واعتبري القراءة درعاً يحمي عقلك من المعلومات المغلوطة، وركزي على أن للقراءة مستويات مختلفة، فأولها يكون رغبة في البحث عن المعارف والعلوم، ثم تتحول إلى هواية تذوّق قرائي، ثم تتطور إلى قراءة تحليلية، فقراءة ناقدة، ومن ثم إلى قراءة إبداعية.... يمكنك استخدامها في القراءة لطفلك.
احذري من اليأس
لا تقارني بين حالتك النفسية السيئة وطفلك، فطفلك هو الأهم وإذا كنت تشعرين بالاكتئاب والقلق بعد يومين أو ثلاثة أيام من الولادة. وقد تجدين نفسك تبكين من دون سبب، أو تواجهين صعوبة في النوم، أو تشكين في قدرتك على رعاية الطفل الجديد. فاعلمي أن ذلك يعود بصفة أساسية للتغيير الذي يطرأ على هرمون البروجستيرون، فاتصلي بأمك أو أخبري شريكك في البيت؛ فهو الشخص الأجدر الذي عليه دعمك.
كوني مرحة
دعي الضحك استراتيجيتك، تخيلي دائماً أنك في مسلسل كوميدي، ودعي الآخرين يشاركونك فللمرح فوائد منها تعزيز مستويات الطاقة عند الإنسان. والمساعدة على تحسين الذاكرة. و تكوين روابط اجتماعية وتحسين قدرة الاتصال عند الأفراد، كذلك المساعدة على تحسين القدرة على النوم لدى الشخص.
نامي عندما ينام طفلك
النوم عندما ينام الطفل هي نصيحة مجربة على مر الزمن، فالنوم يحميك من اكتئاب ما بعد الولادة، وعندما تنامين، تأكدي أن زوجك نهض في الليل ليتابع حاجيات المولود. ولا تخجلي من أن تضعي سدادة أذن عندما يقوم بمهامك؛ كي تنامي ولا تغلبك العاطفة، والإحساس بالذنب.
وإذا كانت حالتك المادية تسمح لك، فاستعيني بـ"ممرضة ليلية" عدة مرات في الأسبوع. فهذا يسمح لك بأن تستيقظي باكراً وأنت بكامل نشاطك.
عالجي مشاكل نوم الطفل عاجلاً
يمكنك أن تحصلي على كتاب جيد عن تقنيات النوم تعلمي منه وأريحي نفسك، فالكتاب سيعرفك على أفضل الطرق التي عليك اتباعها لينام مولودك؛ حيث يعالج مشاكل عدم نومه.
دعي طفلك يشاركك نشاطاتك
جربي معه دروس السباحة واخرجي في ضوء الشمس، فهي تحسّن مزاجك، اصطحبي طفلك في نزهة وأنت تجرين عربة الأطفال أو ضعيه مع حقيبة أمامية. لكن احمي طفلك دائمًا من أشعة الشمس الضارة.
نصائح الأيام الأولى للطفل الرضيع والعناية من المنزل
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص