خوف الرضيع من الأشخاص طبيعي أم يرتبط بالتوحد؟ سؤال تطرحه بعض الأمهات عندما تشاهد رضيعها يخاف الغرباء، بينما المعتاد أن خوف الرضيع من الغرباء أو إحساسه بعدم الارتياح حالة طبيعية شائعة، ويمكن تجاوزها بمرور الوقت، بينما تؤكد الأبحاث أن 40% من أطفال التوحد غالباً ما يخافون من الغرباء؛ حيث يُعانون من أنواع مختلفة من القلق الاجتماعي أو الخوف من الأشخاص الجدد.
اللقاء مع الدكتور محمد هاني اختصاصي الصحة النفسية؛ لتوضيح الفرق بين الاثنين والعلامات الدالة على كل منهما، مع عرض لبعض النصائح وطرق التعامل.
أسباب خوف الرضيع من الأشخاص
- يُعتبر خوف الرضيع من الأشخاص الغرباء جزءاً من الغريزة الطبيعية؛ للحفاظ على الأمان والحماية.
- يمكن أن يكون الرضيع غير متآلف بعد مع العالم الخارجي، ويرى الأشخاص الغرباء مصدراً للتهديد.
- وقد يكون الطفل الرضيع قد تعرض لتجارب سلبية مع أشخاص غرباء من قبل، مثل التعرض للتجاهل أو الإهمال أو الاعتداء؛ فينشأ لدى الرضيع خوف أو عدم ارتياح حالة القرب من الأشخاص.
- ولا ننسَ تأثير البيئة المحيطة وأسلوب التربية، في مشاعر الرضيع تجاه الأشخاص، فإذا إذا كان الرضيع -مثلاً- يعيش في بيئة مليئة بالضوضاء والاضطرابات أو يتعرض للتوتر والضغوطات؛ فقد يكون أكثر عرضة للخوف وعدم الارتياح.
هل تريدين التعرف إلى أعراض التوحد عند الأطفال؟
أعراض خوف الرضيع
تتضمن الأعراض المشتركة لخوف الرضيع من الأشخاص الغرباء عدة مظاهر:
- البكاء والاستغراب عند الرؤية أو الاقتراب من الغرباء.
- احتضان الوالدين بقوة أو الاحتفاظ بالشخص المألوف.
- إصابة الرضيع بالانزعاج العام وعدم الارتياح .
ارتباط خوف الرضيع بالإصابة بالتوحد!
وفي جانب ثانٍ، هناك أبحاث علمية تؤكد أن 40% من الأطفال المصابين بالتوحد يُعانون من أنواع مختلفة من الخوف والقلق، كالقلق الاجتماعي أو الخوف من الغرباء والأشخاص الجدد أو المواقف الاجتماعية المختلفة.
إضافة إلى ذلك فإن الطفل المصاب بالتوحد لا يتواصل مع الآخرين، كما أنه يتحاشى النظر في أعين الأفراد من حوله. ولا يُعدُّ الخوف من الغرباء أمراً مقلقاً؛ إذ يمكن التعامل معه من خلال تعليم الطفل من هم الغرباء وما الحدود التي يمكن للطفل اتباعها معهم، ولكن يصبح الأمر مقلقاً إذا بدأ طفلك بالخوف من أقربائهِ وتجنَّب تواصله معهم كذلك.
هل تريدين التعرف إلى الفرق بين الطفل العنيد والمصاب بالتوحد؟
أعراض التوحد الأخرى
هناك أعراض تؤكد أن التوحد يمكن أن يكون وراء خوف الرضيع من الغرباء، ومنها:
- لا يستجيب عند مناداته باسمه، وقد يبدو وكأنه لا يسمعك.
- يفضل اللعب وحده على اللعب مع أقرانهِ.
- لا يتكلم أو يتأخر لديه النطق.
- لا يفضل البدء بالمحادثة مع الآخرين.
- يعيد بعض الكلمات أو الجمل بشكل متكرر دون أن يفهم معناها.
- لا يعبر عن مشاعره بطريقة صحيحة.
- يقوم بحركات متكررة مثل التأرجح أو رفرفة اليدين.
- يفضل تناول نوع معين من الطعام، أو يرفض تناول أطعمة ذات ملمس معين.
علاج خوف الرضيع من الغرباء
- عندما يشعر الرضيع بالخوف، يمكن استخدام الأم والأب للغة الجسد الدافئة، والصوت الهادئ والعناق.
- محاولة تعريف الرضيع إلى الأشخاص الجدد، بمعنى تقديمهم ببطء وبشكل تدريجي ومنظم للرضيع .
- البدء بتعريفه بأشخاص قليلين ومألوفين، ثم زيادة التعرف تدريجياً إلى أشخاص غرباء بمرور الوقت.
- كما يجب توفير بيئة مريحة وآمنة للرضيع، وذلك بتقليل الضوضاء والاضطرابات والتوتر حتى يقل الضغط عليه.
- يجب تعزيز التفاعل الاجتماعي الإيجابي مع الرضيع، والقيام بذلك من خلال اللعب والغناء والضحك.
- كما أن تقديم الاهتمام والحنان، يساعد على التفاعل وبناء الثقة وتخفيف درجة الخوف.
- الاحتفاظ بروتين زمني ثابت للرضيع، يعتمد عليه ويتوقعه، ويساعده في توفير الأمان والتنظيم، وتقليل التوتر والخوف.
- لا بُدَّ من الاستشارة الطبية إذا استمر خوف الرضيع من الأشخاص الغرباء وتسبب في تأثير كبير في حياته اليومية.
طرق التعامل مع خوف طفل التوحد
- كوني صبوراً على طفلك؛ فطفل التوحد يحتاج وقتاً أطول لمعالجة المعلومات، وقومي بالتحدث معه بصورة أبطأ من المعتاد.
- علِّمي طفلك الطريقة الصحيحة للتعبير عن غضبه، دون أن يكون عدوانياً، واحرصي على تعزيز طفلك بشكل إيجابي وبشكل متكرر.
- كوني مثابرةً ولكن مرنة في الوقت نفسه، ولا تدعي مشاعرك تتغير إذا لم يستجب طفلك لك بالطريقة التي تريدينها.
- تجاهلي أي سلوك مزعج يقوم به طفلك المصاب بالتوحد؛ فقد يتصرف طفلك بهذه الطريقة فقط لجذب انتباهك.
- شاركي طفلك ببعض الأنشطة البدنية؛ فقد يساعده اللعب والجري في الخارج في تعزيز شعوره بالهدوء والاسترخاء.
- كوني حنوناً مع طفلك واعطفي عليه كثيراً ويمكنك -مثلاً- عناقه، وفي حال كان طفلك لا يحب؛ فتجنبي ذلك واحترمي مساحتهِ الشخصية.
- أظهري حبك واهتمامك لطفلك بشكل متكرر.
ملاحظة من "سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج؛ عليكِ باستشارة طبيب متخصص.