التقميط هو ممارسة قديمة تتمثل في لف الطفل لمساعدته على النوم، وقد اكتسبت هذه الممارسة شعبية كبيرة على مدار السنوات الأخيرة؛ إذ يعيد التقميط الشعور بالراحة التي يشعر بها الرضيع في الرحم، ويمكن أن يساعد في تهدئة الطفل. ومع ذلك، فإن السلامة تشكل مصدر قلق عند التقميط بسبب مشكلات الورك أو الاختناق الذي قد يحدث عندما لا يتم التقميط بشكل صحيح؛ لذا فمن المهم أن تتعلمي كيفية القيام بذلك بشكل صحيح، وكذلك معرفة فوائد ومخاطر التقميط.
قد يساعد لف طفلك حديث الولادة في تهدئته ومساعدته على النوم بشكل أفضل وفي الوضع الصحيح، على ظهره؛ إذ يوصي الأطباء بهذا الوضع للنوم عند الأطفال لتقليل خطر متلازمة موت الرضيع المفاجئ "SIDS". في النهاية، سيكبر طفلك ولن يحتاج إلى لفه، لكن إليك ما تحتاجين إلى معرفته، خلال هذه الفترة، من خلال نصائح الأطباء والمتخصصين.
هل التقميط آمن؟
قد يكون التقميط آمناً عند القيام به بشكل صحيح. يمكن أن ينظم نوم الطفل بشكل أفضل، وقد يكون مفيداً بشكل خاص مع الأطفال الذين يُولدون بحالات دماغية أو مغص أو بسبب إدمان الأم في أثناء الحمل، من المهم أن تتذكري أن الأطفال يجب ألَّا يتم تقميطهم، ولكن إذا تم ذلك، فيجب تجنب البطانيات الفضفاضة. وإذا تم تقميط الطفل فترات أطول في أثناء النهار أو الليل؛ فيجب استخدام كيس نوم يسمح بحركة ساقيه بدلاً من البطانية الملائمة.
وقد يساعد لف طفلك حديث الولادة في تهدئته ومساعدته على النوم بشكل أفضل، لكن يجب أن تتوقفي عن لف طفلك عندما يبدأ في التقلب.
ما نوع قماش التقميط؟
يمكنك شراء أقمشة التقميط من معظم متاجر الأطفال. هناك أنواع مختلفة من أقمشة التقميط، بعضها عبارة عن بطانيات بسيطة مربعة أو مستطيلة، وبعضها يشبه الكيس ويسمح لك بسحب سحاب طفلك بداخله، وبعضها الآخر يحتوي على رفارف إضافية على الجانب تلتف حول جسم طفلك، ويتم تثبيتها بشرائط لاصقة.
هل تعرفين معلومة متى يكون تقميط المولود مفيداً؟
ما حقيبة التقميط؟
حقيبة التقميط هي بطانية أو كيس نوم يمكن لطفلك ارتداؤه بمجرد أن يصبح قادراً على التدحرج ويكبر ويتجاوز مرحلة التقميط. تتيح حقائب التقميط لطفلك أن تكون ذراعاه حُرَّتين ومزيداً من التحكم في الحركات. يتم ارتداؤها فوق الملابس أو البيجامات، ويمكن أن توفر الراحة دون خطر الاختناق بسبب البطانيات الفضفاضة.
متى يجب لف طفلك في قماش؟
غالباً ما تقومين بتقميط طفلك قبل أن ينام، ولتساعديه على الهدوء عندما يكون غاضباً، لكن من المهم التوقف عن التقميط بمجرد أن يبدأ طفلك في محاولة التدحرج، يمكن أن يحدث هذا في وقت مبكر يصل إلى شهرين من العمر. يمكن ارتداء أكياس النوم أو البطانيات القابلة للارتداء التي لا تضغط على ذراعي طفلك وصدره حتى سن عامين أو نحو 30 رطلاً. بمجرد أن يكبر طفلك عن كيس النوم، يجب أن يكون قادراً على استخدام بطانية.
كيفية لف طفلك
اتبعي هذه الخطوات البسيطة لتقميط طفلك بأمان:
- افردي بطانية التقميط الخاصة بك، ثم اطوي إحدى زواياها لأسفل.
- ضعي طفلك مستلقياً على ظهره على البطانية، ورأسه على حافة الزاوية المطوية.
- باستخدام إحدى يديك، أمسكي الركن الأيسر من البطانية. مرري البطانية عبر جسم طفلك. ضعي البطانية بين ذراعه اليمنى وجسمه. يجب أن تكون البطانية أسفل ظهره ومؤخرته.
- قومي بتقويم ذراع طفلك اليسرى برفق بحيث تكون مقابل جانبه، وارفعي الزاوية اليمنى من البطانية، واحمليها عبر جسمه، وضعيها تحت جانبه الأيسر.
- اطوِي أو لفي الزاوية السفلية من البطانية بشكل فضفاض، ثم ضعيها تحت طفلك.
- يجب أن يغطي القماط رأس ورقبة طفلك فقط.
- لا تقومي بتقميط طفلك بشدة حتى لا يتمكن من ثني ساقيه.
- ضعي طفلك على ظهره، وهي من الطرق الصحيحة في أثناء النوم، وليس على جانبه أو بطنه.
متى يجب التوقف عن التقميط؟
يجب أن تتوقفي عن لف طفلك عندما يبدأ في التدحرج، وهذا يحدث عادة بين عمر الشهرين والأشهر الأربعة. خلال هذا الوقت، قد يتمكن طفلك من التدحرج على بطنه، ولكن لا يتمكن من التدحرج مرة أخرى، وهذا يمكن أن يزيد من خطر إصابته بمتلازمة موت الرُّضَّع المفاجئ.
وعندما يحين وقت التوقف عن تقميط طفلك وتغيير روتين نومه، ستحتاجين إلى تغيير روتين نومه. قد يعتاد بعض الأطفال النوم في تقميط. وقد يؤدي إخراجهم منه إلى إزعاجهم وزيادة بكائهم في أثناء النوم.
اصنعي فترة انتقالية قصيرة لمساعدته على التكيف مع طريقة نومه الجديدة. وعندما تظهر عليهم علامات التقلب، يجب عليك إزالة القماط. يمكنك استبدال القماط بالكامل بلفافة تتناسب مع مرحلة نمو طفلك، لكن تأكدي من إبقاء ذراعيه حُرَّتين في أثناء نومهم.
ولا يزال بإمكانك لف طفلك بالطريقة نفسها التي استخدمتها في التقميط، فقط أبقِ ذراعيه خارجاً. يمكنك أيضاً استخدام كيس النوم بوصفه أداة مفيدة في أثناء الانتقال.
في كيس النوم، يمكن لطفلك التحرك قليلاً. وهذا يختلف عن عدم قدرته على الحركة مع لفه. إن التحرك وبناء قوته أمر جيد لنموه، ولكن إذا تقلب في الليل، ضعيه على ظهره مرة أخرى. كما أن استخدام كيس النوم مفيد أيضاً لتجهيز طفلك للنوم ببطانية عندما يكون ذلك آمناً. وبمجرد أن ينتهي طفلك من استخدام كيس النوم، يمكنك تحويله إلى بطانية يمكن ارتداؤها. سيساعده هذا على النوم ببطانية عندما يكبر. تتيح له البطانية القابلة للارتداء تحريك ذراعيه وساقيه بحرية دون مخاطر.
مميزات وعيوب التقميط
قد يساعد تقميط الطفل على النوم، لكن له إيجابيات وسلبيات. تشمل مزايا تقميط طفلك ما يلي:
إيجابيات التقميط
يتيح التقميط للمولود النوم بشكل أفضل؛ فإن لف الطفل في بطانية يشبه العودة إلى الرحم، إذ يلاحظ بعض الآباء أن أطفالهم قادرون على النوم بشكل أعمق مع ردود فعل أقل للانزعاج. وجدت دراسة صغيرة أُجريت على 16 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 10 و16 أسبوعاً أن لف الطفل في بطانية يزيد من مدة بقائهم نائمين، ويقلل من عدد المرات التي يفزعون فيها، ويستيقظون من تلقاء أنفسهم، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث.
يصبح البكاء أقل؛ إذ أظهرت الأبحاث أن التقميط عند اقترانه بالصوت والحركة يمكن أن يساعد الأطفال على البكاء بشكل أقل. ووجدت دراسة أُجريت على 368 طفلاً بكوا بشكل مفرط أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 7 أسابيع بكوا بشكل أقل قليلاً بعد التقميط.
تبين أن التقميط يساعد الأطفال الخدج على تحسين نمو الأعصاب والعضلات وتنظيم الحركة بشكل أفضل.
يحسن من وضع النوم؛ فمن المرجح أن يضع الآباء الذين يقومون بتقميط أطفالهم على ظهورهم في أثناء التقميط، وهو وضع النوم الموصى به للأطفال.
سلبيات التقميط
زيادة خطر الإصابة بمتلازمة الموت المفاجئ للرُّضَّع؛ إذ يُعتبر وضع الأطفال على بطونهم للنوم أحد أهم عوامل الخطر للإصابة بمتلازمة الموت المفاجئ للرُّضَّع، وهي الوفاة المفاجئة وغير المبررة للطفل الذي يقل عمره عن عام واحد. يزيد التقميط من هذا الخطر. يعتقد بعض الباحثين أن متلازمة الموت المفاجئ للرُّضَّع يمكن أن تحدث بسبب انخفاض اليقظة في أثناء نوم الرضيع؛ ما يعني أنه من الصعب عليه الاستيقاظ، فقد يقلل تقميط الطفل من إثارته.
اضطرار الطفل إلى الخروج من الفراش غير المحكم. إذا لم يتم لف طفلك بشكل صحيح؛ فهذا يعني أن قطعة القماش التي يتم لف طفلك بها تظل غير محكمة في سريره، ما قد يسد مجرى الهواء لدى طفلك، كما أن الفراش غير المحكم يزيد من خطر الإصابة بمتلازمة موت الرضيع المفاجئ.
ارتفاع درجة الحرارة. نظراً لأن القماط عبارة عن طبقة إضافية، يجب التأكد من عدم ارتفاع درجة حرارة طفلك. المسي صدره أو مؤخرة رقبته لمعرفة ما إذا كان يشعر بالتعرق أو الدفء، ثم قومي بإزالة طبقة من الملابس أو قومي بالتبديل إلى مادة أخف وأكثر تهوية مثل الشاش أو القطن.
حدوث خلل التنسج النمائي للورك. يمكن أن يؤدي التقميط غير السليم إلى زيادة خطر خلل التنسج الوركي . هذه مشكلة في طريقة تَشَكُّل مفصل الورك. مفصل الورك هو مفصل كروي، وفي خلل التنسج النمائي للورك، لا تكون كرة الورك متمركزة في التجويف، وفي بعض الحالات، قد تنزلق للداخل والخارج منه. تُظهر الدراسات وجود صلة بين التقميط الضيق وخلل التنسج الوركي. من أجل النمو الطبيعي للوركين، يجب أن تكون ساقا طفلك قادرتين على التحرك لأعلى وللخارج عند الوركين.
مخاطر الاستمرار في تقميط الطفل
لقد دارت مناقشات كثيرة حول إيجابيات وسلبيات التقميط. وفي النهاية، يعود الأمر إليك وإلى أسرتك في ما يتعلق باختيارك لتقميط طفلك حديث الولادة؛ لأن تجاهل علامات محاولة طفلك التدحرج قد يكون خطيراً إذا استمررت في لفه. وإذا كان طفلك صعب المراس ويتحرك أكثر؛ فقد ترتفع درجة حرارته في أثناء لفه، وتشمل علامات ارتفاع درجة الحرارة عند الرضيع ما يلي:
- التعرق.
- شعر رطب.
- خدود متوردة.
- طفح جلدي بسبب الحرارة.
التنفس السريع عند الرضع.
بعد شهرين، يجب إعادة تقييم وضع نوم طفلك. توقفي عن تقميطه إذا كان هناك شخص يراقب طفلك نيابة عنك أو يتحرك، يمكن أن يكون تقميط الطفل خطيراً على الأطفال في أي شهر إذا لم يتم القيام به بالطريقة الصحيحة؛ لهذا السبب، ترفض بعض مراكز رعاية الأطفال تقميط الأطفال، حيث يجد بعض الأطباء أنه من الخطر على الأطفال أن يتم تقميطهم بعد شهرين.
* ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.