يحتفل العالم كل عام بيوم طبيب الأسنان، في مثل هذا اليوم في السادس من شهر مارس، وذلك بهدف التوعية حول أهمية الكشف الدوري على الأسنان في عيادة طبيب الأسنان، للحفاظ على صحة الفم التي تتصل اتصالاً وثيقاً ببعض الأمراض الجسدية والنفسية.
ولهذه المناسبة التقت "سيّدتي" الاختصاصي في طب وتجميل الأسنان الدكتور أنطوني فاخوري، للاطلاع منه على تأثير صحة الفم على صحة الجسم عموماً وعلى الصحة النفسية خصوصاً، فكان الموضوع الآتي:
ما هي الأمراض التي تؤثر على صحة الأسنان؟
أمراض عديدة تؤثر على صحة الأسنان مثل أمراض القلب والروماتيزم والتهاب المفاصل الروماتويدي RAA، ووجود عدوى معينة في الجسم، ومرض السكري الذي يزيد من حدّة أعراض أمراض اللثة على نحو كبير لدى المرضى، حيث يلحظون نزيفاً دائماً في اللثة بسبب الالتهابات، مما يتسبب برائحة فم كريهة، وتضرر التلبيسات والأسنان على نحو مستمر، ويتكاثر الجير بسبب جفاف الفم الناتج عن السكري،ويقل اللعاب في الفم، مما يتسبب بأمراض في اللثة والأسنان.
مما يعني باختصار أن صحة الفم والأسنان مرتبطة بشكل وثيق ومباشر بالعديد من الأمراض.
ودون إغفال مرض هشاشة العظام لدى النساء أو سواهن الذي يؤدي إلى مشاكل جمّة في الأسنان. كما أن علاجات الأمراض السرطانية الكيميائية والشعاعية الراديوية، سوف تؤثر ايضاً على الأسنان والعظم واللثة.
مع الإشارة إلى أن بعض الأمراض الوراثية تتسبب بمشاكل كبيرة في الأسنان أيضاً.
قد يهمك الإطلاع على طرق التخلص من رهاب طبيب الأسنان.. لحماية صحة الفم
هل مشاكل الأسنان واللثة تؤدي في المقابل إلى حدوث أمراض في الجسم؟
بالطبع فالعكس صحيح، فالتهابات اللثة ومشاكل الأسنان قد تؤدي للإصابة بعدد كبير من الأمراض، خصوصاً أمراض القلب، إذا ما بقيت دون علاج؛ من هنا فإنَّ العناية بصحة الفم يجب أن يتم إيلاؤها أهمية بالغة.
أحياناً بعض التهابات الأسنان، أو الأسنان المفتوحة التي لم تُعالج، أو العضة غير الصحيحة قد تتسبب بالصداع النصفي، وأوجاع الرأس المؤلمة، وآلام في الفك وفي الأذن أو حتى في الرقبة، وقد يصل الألم إلى منتصف الظهر، وتؤثر على صحة الجسم بشكل مباشر.
كما أن الأشخاص الذين يعانون من صرير الأسنان، سيواجهون مشاكل صحية وألماً في الرأس.
ما هو أثر صحة الفم والابتسامة الصحية والجميلة على الصحة النفسية؟
مشاكل الأسنان التي يعاني منها الشخص منذ صغره، أو من الابتسامة التي يعتبرها بأنها لا تليق به، أو بها مشاكل معينة تمنعه من الضحك والابتسام، فإنها سوف تتسبب له بمشاكل نفسية عديدة؛ لذلك عندما يزور هذا الشخص عيادة طبيب الأسنان، نبدأ بالعمل على علاج مشاكل الفم وتحسين الابتسامة، ونلاحظ عند الانتهاء من العمل الطبي بأن هذا الشخص بات أكثر سعادة ويصف شعوره بأنه كما ولو كان قد "وُلد من جديد"؛ وهذا يدل على مدى تحسّن حالته النفسية.
ومن الحالات التي نراها اعتياد مريض معين على تغطية فمه بيده عند التحدث أو الابتسام، فيتخلص، بعد العلاج، من هذه العادة التي تسبب الإحراج له اجتماعياً؛ مما يجعل المريض "ينتفض" عند العمل على صحة أسنانه وابتسامته، ليصبح شخصاً آخر أكثر قوة في مواجهة المجتمع.
كما أن هناك بعض الحالات التي تعاني من صرير الأسنان الليلي، مما يتولّد لديهم مشاكل نفسية، حيث يتسمون بالعصبية في المجتمع، هذا فضلاً على معاناتهم من ألم الرأس المستمر.
غالباً ما يكون الشخص غير متنبّه للمشاكل التي يعاني منها، لكن عند زيارة عيادة طبيب الأسنان، ويبدأ العلاج سيبدأ بملاحظة الفرق، سوف يلاحظ أن أسنانه باتت نظيفة وبيضاء ورائحة أنفاسه جيدة، وسوف تتغير المعطيات لديه ويشعر بأنه بات أكثر قوة بحضوره في المجتمع، وتختفي مشاكله النفسية شيئاً فشيئاً.
لهذا السبب نجد أن كثيرين في مجتمعاتنا العربية باتوا يلجأوون إلى علاج الأسنان وتجميلها، علماً بأنها لم تكن على قدر من الأهمية في السابق.
كيف يبدأ العمل مع طبيب الأسنان عادة؟
يبدأ العمل أولاً على تحقيق صحة الفم أي علاج المشاكل المرضية في اللثة والأسنان، والذي يعتبر القسم الأهم، قبل البدء بأي عمل تجميلي في الأسنان، والذي يعتبر القسم الثاني من العلاجات، في حال دعت الحاجة إليه؛ فأمراض الأسنان واللثة ستتسبب برائحة فم كريهة وتزعج الآخرين من المريض، وهذا الأخير سيجد نفسه غير مرغوب به اجتماعياً. كما أن المريض سيحتاج إلى تنظيف أسنانه بالفرشاة والخيط بعد كل وجبة بسبب وجود فراغات في الأسنان، مما يشكل عبئاً إضافياً له وانزعاجاً خلال تواجده خارج المنزل.
هل تجدون إقبالاً على عيادة طب الأسنان عن ذي قبل؟
للأسباب الآنفة الذكر نجد أن كثيرين في مجتمعاتنا العربية باتوا يلجأوون إلى علاج الأسنان وتجميلها، علماً بأنها لم تكن على قدر من الأهمية في السابق.
وقد بتنا نجد اهتماماً متزايداً من قبل فئة الشباب بدءاً من 18 عاماً فما فوق، بالاهتمام بصحة الفم والحصول على ابتسامة جميلة وبيضاء، حيث تعمد هذه الفئة أيضاً إلى زيارة العيادة كل 4-6 أشهر من أجل الكشف الدوري وتنظيف الأسنان، حتى من دون أن نقوم بتذكيرهم نحن بموعد الكشف الدوري وهذا أمر صحي جداً.
لكن يبقى أن نشدد على الأشخاص الذين يعانون من الأمراض المزمنة، على ضرورة القيام بالكشف الدوري لدى طبيب الأسنان، لتجنّب تفاقم أمراض الفم، وتصبح أكبر مشكلة بالنسبة لهم.
*ملاحظة من "سيدتي نت" : قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.