تجربتي مع السباحة بعد الأكل مباشرة ورأي أهل الاختصاص

تجربتي مع السباحة
تجربتي مع السباحة

تتردد على مسامعنا كثيراً ومنذ الصغر عبارة "لا يجب أن تسبح قبل مرور 2-3 ساعات على تناول وجبة الطعام"؛ لأنَّ ذلك قد يعرضك لصدمة حرارية أو مشاكل صحية أخرى أو الغرق وما إلى ذلك. لكن هل هناك أدلة علمية على هذه المقولة؟ وماذا يقول أهل الاختصاص؟
تابعي تجربتي مع السباحة بعد الأكل مباشرة ورأي خبيرة التغذية والهضم فريدريك شاتينييه، حول الموضوع في الآتي:


تجربتي مع الغطس في الماء بعد الوجبة مباشرة

تتحدث سلوى س. (39 عاماً) لـ"سيّدتي" عن تجربتها مع النزول إلى الماء والسباحة بعد تناول الطعام مباشرة فتقول:" في الحقيقة سمعت مراراً وتكراراً من والدتي بضرورة أن أنتظر نحو ساعتين قبل النزول للسباحة لكي تهضم المعدة الطعام، كي لا يسبب لي الأمر مشاكل صحية أو صدمة وما إلى ذلك. لكنني لم أمتثل يوماً إلى هذه النصيحة، كي لا أُهدر وقتي على الشاطىء وأنا أنتظر جهازي الهضمي ليهضم. فكنت للحقيقة أنتظر نحو نصف ساعة فقط، وأغطس في الماء.
ولكن عند محاولتي السباحة لمسافة طويلة، كنت أشعر بثقل في معدتي والحاجة الدائمة للتجشؤ من دون التمكن من ذلك. بصراحة أدائي لم يكن على قدر ما أريد، بسبب الثقل الذي أشعر به. وفي أحيان أخرى أشعر بحموضة في المعدة، مما يسبب لي الانزعاج الكبير، ويعوق متابعة السباحة.
ولتجنّب ذلك، صرت أعتمد تناول وجبة خفيفة جداً قبل النزول إلى الماء، وخالية من التوابل والحمضيات والزيوت؛ فتبدّل الأمر، وصرت أسبح بحريّة وراحة تامّة دون أي شعور بالانزعاج".

رأي خبيرة تغذية حول السباحة بعد تناول الطعام

في الحقيقة لا يوجد دليل علمي مؤكد على ضرورة الانتظار نحو 3 ساعات للسباحة بعد تناول الوجبة.
وتقول الخبيرة فريديريك "إن فكرة عدم السباحة مباشرة بعد تناول الطعام تأتي من عدة معتقدات قديمة متأثرة بالطب اليوناني الروماني والحذر. يعتقد الأِشخاص أن عملية الهضم تتطلب من الجسم تعبئة الكثير من الدم في المعدة، مما يترك الأطراف وباقي أعضاء الجسم بكمية أقل من الدم (وبالتالي الأكسجين)، وهذا قد يسبب تشنجات للعضلات، وهو أمر خطير بشكل خاص إذا كنت في الماء".
و"لتجنّب أي خطر، خاصة بين الأطفال، كثيراً ما أوصى الآباء بالانتظار قليلاً قبل السباحة بعد تناول الطعام، حتى ولو لم تجد الدراسات العلمية دليلاً قوياً يدعم هذه الفكرة، فمن الاحتياط أن نُبقي على عاداتنا كإجراء للسلامة، تتابع خبيرة التغذية والهضم".


لا للوجبات الكبيرة قبل السباحة

السباحة الاحترافية بعد الأكل مباشرة مضرة


وفي عام 2022 نشر على موقع "هافينغتون بوست" مقال أبدى طبيب الطوارئ فيه الملاحظة عينها، وهي أن هذه التعليمات لا أساس لها من الصحة، وهي تبقى دون دليل طبي.
ربما تحدث الطبيب عن السباحة من أجل التسلية فقط. لأن مدرّب الترياتلون جون رودس قال في المقال نفسه: "إن تناول وجبة كبيرة، ثم ممارسة تمرين سباحة مكثف يمكن أن يؤدي إلى اضطراب في الجهاز الهضمي، مثل الغثيان أو القيء". وفي هذه الحالة، قد نجد أنفسنا في ظروف معينة في خطر، خاصة إذا لم نتمكن من الوصول إلى اليابسة.
لكن يمكن اختصار الأمر بأنه يجب عليك "تكييف هذه النصيحة وفقاً لقدراتك البدنية، وعمرك، وثقل الوجبة التي تم تناولها"، تضيف الخبيرة فريديريك.
فإذا شعرت بالثقل والضعف بعد تناول الطعام، فلا تخرجي أبداً إلى المحيط المفتوح للسباحة.
وأخيراً، لا بد من معرفة أنه بعد تناول الطعام، ترتفع درجة حرارة الجسم أثناء عملية الهضم، مما قد يؤدي إلى اختلاف أكبر مع درجة حرارة الماء. لكن ليس إلى حد تعريضنا لخطر الصدمة الحرارية. "هذا الخطر لا يزيد بعد الأكل، بل يزيد التعب، لأن عملية الهضم تستهلك الكثير من الطاقة"، تؤكد خبيرة التغذية والهضم.
ربما يهمك الإطلاع على خيارات صحية في موسم الصيف الحارّ لتجنّب الجفاف وارتفاع حرارة الجسم

التعرّض للشمس خطير قبل السباحة ويعرّضك لصدمة حرارية

إن التعرّض لأشعة الشمس بشكل خاص قبل دخول الماء البارد قد يكون خطيراً. وهذا أيضاً ما يوضحه الجهاز الطبي في مستشفى Hôpital de la Tour في سويسرا: "في الواقع، إن التعرّض لأشعة الشمس في بداية فترة ما بعد الظهر حيث تكون درجات الحرارة مرتفعة جداً خلالها، هو أمر خطير، حيث إن غمر نفسك فجأة في الماء البارد بعد التعرّض للحرارة الشديدة يمكن أن يسبب عدم الراحة. بالإضافة إلى ذلك، فإن بداية فترة ما بعد الظهر هي الوقت الذي يكون فيه الشخص أكثر عرضة للإصابة بحروق الشمس، وهو أمر محفوف بالمخاطر، خصوصاً للأطفال. بمعنى آخر، يجب أن نختار نهاية اليوم للسباحة، للحصول على مياه دافئة وأشعة فوق البنفسجية أقل ضرراً على الجلد".
 

*ملاحظة من "سيّدتي" : قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.


*المصدر: Top Sante