الجهاز الهضمي مسؤول عن تحويل الطعام وتقسيمه إلى بروتينات وكربوهيدرات وأملاح معدنية وعناصر نزرة ودهون ومواد أخرى يستخدمها الجسم، من خلال وصولها إلى الأعضاء عبر مجرى الدم. وتشكل هذه المواد الخام اللازمة لتصنيع وإصلاح ومراقبة أجهزة الجسم المختلفة.
لمناسبة اليوم العالمي لصحة الجهاز الهضمي، نطلعك على كيفية تعزيز صحة الأمعاء، في الآتي:
ما هو الجهاز الهضمي وما مدى أهميته؟
يؤثر الجهاز الهضمي أيضاً على الدماغ
كلمة الجهاز الهضمي لا تصف وظائف هذا الجهاز ومكوناته بشكل كامل. فأعضاء الجهاز الهضمي تنتج أيضاً عوامل تخثر وهرمونات لا علاقة لها بالهضم، وتساعد على إزالة المواد السامّة من الدم، وتعديل (استقلاب) الأدوية كيميائياً.
ويعتبر تجويف البطن المساحة التي تحتوي على معظم أعضاء الجهاز الهضمي. ويحدُّها من الأمام جدار البطن (الذي يتكوّن من طبقات من الجلد والدهون والعضلات والأنسجة الضامة)، ومن الخلف بالعمود الفقري، ومن الأعلى بالحجاب الحاجز ومن الأسفل بأعضاء الحوض. وهو مغطى بغشاء يسمى الصفاق. يغطي الصفاق غالبية السطح الخارجي للأعضاء الهضمية.
هذا وقد أثبت الخبراء وجود علاقات وثيقة بين الجهاز الهضمي والدماغ. على سبيل المثال، تؤثر العوامل النفسية بشكل كبير على انقباضات الأمعاء، وإفراز الإنزيمات الهاضمة، وغيرها من وظائف الجهاز الهضمي.
وحتى القابلية للإصابة بالعدوى، وهي سبب الاضطرابات المعوية المختلفة، تتأثر بشدّة بالدماغ.
وفي المقابل، يؤثر الجهاز الهضمي أيضاً على الدماغ، حيث تؤثر الأمراض طويلة الأمد أو المتكررة، مثل متلازمة القولون العصبي والتهاب القولون التقرحي والأمراض المؤلمة الأخرى، على العواطف والسلوكيات والنشاط اليومي. وقد سُميت هذه العلاقة ثنائية الاتجاه بالمحور الدماغي المعوي.
علماً بأن الشيخوخة يمكن أن تؤثر أيضاً على عمل الجهاز الهضمي.
الرياضة هي أفضل الطرق لتعزيز صحة الجهاز الهضمي
تُعتبر الرياضة أفضل الطرق تحسين صحة الجهاز الهضمي. وليس من الضروري اتباع برنامج لياقة بدنية مرهقاً أو مكلفاً للحفاظ على صحة الجهاز الهضمي، إذ يمكن لبعض الممارسات البسيطة والمدروسة أن تفي بالغرض.
اختصاصية الجهاز الدكتورة كريستين لي، من كليفلاند كلينك، تقول إن ممارسة التمارين الرياضية هي إحدى أكثر الطرق فاعلية في تعزيز صحة الأمعاء، والتي تؤدي بدورها إلى تحسين الهضم والمناعة، ما يساعد في الوقاية من العديد من المشاكل الصحية مثل أمراض القلب والمناعة الذاتية؛ فالرياضة بمثابة "دواء" مهم للصحة، وهي متوفرة للجميع.
وأوصت الدكتورة كريستين أولئك الذين لم يمارسوا التمارين الرياضية من قبل أو الذين يعانون من مشاكل صحية، وخاصة مشاكل القلب أو الرئة أو الظهر، بضرورة حصولهم على المشورة الطبية قبل البدء بالرياضة، مشيرة إلى أن المشي السريع قد يكون نقطة انطلاق جيدة في حال لم تمارسوا التمارين الرياضية منذ فترة. أما إذا كنتم تمارسون التمارين الرياضية بانتظام، فإنكم بحاجة إلى ممارسة تمارين قوية بما يكفي لتنشيط ضخ القلب للدم.
موضحة أن ممارسة التمارين الرياضية لمدة 30 دقيقة على الأقل لمدة خمسة أيام أو أكثر أسبوعياً قد يكون أمراً جيداً للصحة. ومع ذلك، يجب على الأفراد عدم الاستسلام في حال لم يتمكنوا من تحقيق هذا الهدف، إذ إن أي قدر من النشاط البدني أفضل من لا شيء.
قد يهمك الإطلاع على حمية برات لعلاج مشاكل الجهاز الهضمي
ما تأثير الرياضة على صحة الجهاز الهضمي؟
تُشير طبيبة الجهاز الهضمي إلى وجود خمس طرق رئيسية يمكن من خلالها للرياضة أن تُحسِّن صحة الأمعاء، وهي كالآتي:
تحسين حركة الأمعاء
إن ممارسة التمارين المنتظمة تساعد الجهاز الهضمي على العمل بأفضل صورة ممكنة؛ فالجهاز الهضمي مبطّن بالعضلات، ولذلك فإن تحريك الجسم هو مفيد لتحسين قوة العضلات بما فيها الأمعاء. وعندما يكون الأفراد غير نشطين من الناحية البدنية، فإن عضلات الأمعاء تصبح أيضاً أقل نشاطاً، ولذلك يمكن أن نواجه بمرور الوقت انخفاضاً في التنسيق والقوة.
تحفيز الدورة الدموية
لأن القلب يضخ الدم بسرعة وقوة أكبر أثناء ممارسة التمارين الرياضية، فهذا الأمر يُحسّن الدورة الدموية ما يجعل تدفق الدم إلى العضلات ومن ضمنها عضلات الأمعاء أفضل.
وعندما يحصل الجهاز الهضمي على تروية وتدفق دم أفضل، فإنه يصبح أكثر قوة وصحة، ما يوفر بيئة أفضل تُتيح المحافظة على التوازن الصحيح للبكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي.
الحفاظ على مستويات استقلاب صحية
الاستقلاب هو العملية التي يقوم بها الجسم لتحويل السعرات الحرارية إلى طاقة، ويمكن للنشاط البدني وممارسة التمارين الرياضية بانتظام تحسين الاستقلاب.
فعند تباطؤ الاستقلاب تتباطأ حركة الأمعاء، الأمر الذي قد يؤدي إلى مشاكل هضمية مثل: الغازات، والانتفاخ، وآلام البطن، وعسر الهضم، وفرط نمو البكتيريا السيئة، وانتقال البكتيريا وهو مرور البكتيريا من الجهاز الهضمي إلى الأنسجة أو الأعضاء الأخرى، والتهاب السبلة الشحمية (وهو عبارة عن عُقيدات جلدية حمراء تُسبِّب الألم عند الجس وتتموضع عميقًا في الطبقة الدهنية تحت الجلد)، وداء الرتج (وهو تكوُّن الكثير من الأكياس الشبيهة بالبالون (رتوج) في الأمعاء الغليظة)، والتهاب الرتج، وتضخم القولون، والهبوط، والفتق، والبواسير، على سبيل المثال وليس الحصر.
تحسين جودة النوم
إن الحصول على قدر كافٍ من النوم من الأمور الأساسية لصحة الجسم والأمعاء أيضاً.
إذا كنتم تعانون من صعوبة النوم أو مواصلة النوم، فإن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام قد تكون العلاج الطبيعي الذي تحتاجونه. يمكن أن تساعد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام في وقت مبكر من اليوم على تحسين عادات النوم وتجنّب الأرق.
وعندما ننام فإن أجسامنا، بما في ذلك الأمعاء، تحصل على فرصة إصلاح الخلايا؛ الأمر الذي يعدُّ حيوياً للحفاظ على صحة الجسم والجهاز المناعي.
ربما تودين الإطلاع على هل تعانين من اضطرابات النوم؟.. انتبهي لصحة القلب إذن
تقوية عضلات الجهاز الهضمي
تساهم التمارين الرياضية في تقوية العضلات التي تساعد على تقلصات الأمعاء (المعروفة باسم التمعّج)، وجعلها أكثر قوة وفاعلية.
وكلما أصبحت عضلات الأمعاء أكثر قوة، ازدادت قدرةً وكفاءةً على طرح الفضلات من الجسم.
ويُعد التمعّج الجيد جزءاً أساسياً في صحة الجهاز الهضمي، لأنه يُسهم بنقل الفضلات إلى خارج الجسم قبل أن تتمكن من تعطيل الميكروبيوم الخاص بالجسم.
ما هي أفضل أنواع الرياضات للجهاز الهضمي؟
توصي الدكتورة كريستين لي بممارسة أي نوع من التمارين الهوائية (آيروبيك) أو تمارين المقاومة الديناميكية التي تستمتعون بممارستها وتناسب برامج ومستوى اللياقة البدنية الخاصة بكم.
خصوصاً أن كلمة "تمارين رياضية" لا تعني، كما يعتقد كثيرون، أن عليهم الالتحاق بصالة الألعاب الرياضية. إذ قد يكون جمع أوراق الشجر أو التنظيف بالمكنسة الكهربائية أو نقل الأثاث أو قص العشب أو الرقص على الموسيقى المفضلة نوعاً رائعاً من ممارسة التمارين الرياضية.
وتُعتبر زيادة معدل ضربات القلب والشعور بالحاجة إلى التنفس بشكل أعمق والتعرق، من العلامات التي تُشير إلى أنكم تمارسون التمارين الرياضية بكثافة جيدة.
*ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.
*المصادر:
-Cleveland Clinic
-Le Manuel MSD
-Doctissimo