مرضى السكري والصيام: كلّ التفاصيل مع الرئيس الإقليمي للاتحاد الدولي للسكري

جهاز قياس السكر في الدم
جهاز قياس السكر في الدم

مع إطلالة شهر رمضان المبارك، يطرح مرضى السكري كلّ عام أسئلة حول إمكانية صيام الشهر الفضيل من عدمها، والمضاعفات التي يُمكن أن يتعرّضوا لها بسبب الصيام، والإجراءات الوقائية التي يُمكن فعلها.
للاطلاع على هذا الموضوع، يُجيب «سيّدتي» الدكتور محمد صنديد، اختصاصي الغدد الصماء والسكري، رئيس الجمعية اللبنانية للسكري والرئيس الإقليمي للاتحاد الدولي للسكري، حول أحدث المستجدات العلمية المرتبطة بصيام مرضى السكري.

الدكتور محمد صنديد

هل تجِب زيارة مرضى السكري لطبيبهم المعالِج قبل الصيام؟

بالتأكيد. يوصَى باستشارة الطبيب المعالِج قبل حلول شهر رمضان بحوالي 6-8 أسابيع؛ لتحديد إمكانية الصيام عند الراغبين به، وتقديم المعلومات اللازمة بشأن مرضى السكري من النوع الأول والثاني، ولاسيّما المراهقين المصابين بالنوع الأول، الذين يرغبون ويستطيعون الصيام. وإن لم يستشِر مريضُ السكري طبيبَه قبل بدء الشهر الفضيل بالمدة التي ذكرتها؛ فعليه أن يقوم بذلك على الفور. وذلك لمعرفة إمكانية الصيام بأمان، وضبط الجرعات العلاجية المتناوَلة، والمراقبة الدقيقة لمستويات سكر الدم خلال فترة الصيام والإفطار. كما ومراقبة ظهور علامات انخفاض سكر الدم. ⁠مع التأكيد على ضرورة اتباع نمط حياة صحي خلال شهر رمضان وبعده. بالإضافة إلى كسر الصيام في حال انخفاض أو ارتفاع سكر الدم.

ما إرشاداتكم الطبية اللازمة لمرضى السكري قبل الصيام؟

زيارة مريض السكري للطبيب واجبة قبل الصيام


يتناول تثقيفُ مريض السكري قبل الصيام نوعَ الأنسولين وعمله، ومراقبة السكر، والتغذية، والنشاط البدني، والأيام المَرضية، وارتفاع السكر في الدم، بالإضافة إلى التعرُّف إلى أعراض نقص السكر في الدم لعلاجه بسرعة.
لذلك، سبق وذكرت أنه من المهم تقديم المشورة قبل الصيام، حول جواز وضرورة المراقبة الذاتية لمستوى السكر في الدم، أو حقن الأنسولين أثناء الصيام لمنع حدوث مضاعفات حادّة.

ما هي مخاطر الصيام على مرضى السكري؟

يمكن الحديث عن عدة مخاطر، لعل أبرزها:

  1. هبوط مستوى السكر في الدم.
  2. الجفاف خلال الصيام، إذا كان لساعات طويلة.
  3. ارتفاع مستويات السكر في الدم بعد الوجبات الكبيرة من الطعام عند الفطور وبعد السحور.

كيف تتم عملية تقييم مريض السكري لتفادي المخاطر؟

هناك عدة أمور يركّز عليها الأطباء، وهي كالآتي:

  • ⁠‏تحديد فئة الخطورة التي ينتمي لها المريض، وتقديم النصيحة والخطط المناسبة لحالته.
  • تثقيف المريض حول ضرورة قياس مستوى السكر في الدم والأوقات المناسبة للقياس.
  • تقديم النُصح حول النظام الغذائي، والمحافظة على ترطيب الجسم بالسوائل المناسبة.
  • تقديم نصائح حول النشاط البدني وممارسة الرياضة والأوقات الملائمة.
  • تعديل العلاج المناسب لكلّ مريض سكري.
  • معرفة مَن يجب عليه عدم الصيام، أو كسر الصيام عند الضرورة.
  • التثقيف حول أعراض هبوط وارتفاع سكر الدم.

ما هي العوامل التي تؤثر على التقييم وشخصنة العلاج؟

عدة عوامل تلعب دورها في التقييم وشخصنة العلاج، منها:

  1. نوع السكري (الأول أو الثاني).
  2. مدة الإصابة بالسكري.
  3. المرضى المصابون بالسكري من النوع الأول الذين يستخدمون مضخة الإنسولين مع قياس السكر المستمر.
  4. المرضى الذين يعانون من حصوات الكلى المتكررة.
  5. المرضى المصابون بقصور عضلة القلب.

ما هي الفئات من مرضى السكري التي تُعتبر مرتفعة الخطورة وبالتالي لا يتوجّب عليها الصيام؟

مرضى السكري الذين لديهم احتمالٌ عالي الخطورة ومؤكّد طبياً من قِبل طبيب مختص، بأن الصيام سوف يعرّضهم لمضاعفات عدة ويجب عليهم عدم الصيام، وهم:

  • الحوامل المصابات بالسكري.
  • المرضعات اللواتي يُعالَجن بالإنسولين.
  • المرضى الذين يعانون من نوبات هبوط السكر.
  • كبار السن الذين يعيشون بمفردهم ويعالَجون بالإنسولين أو علاجات السكري عالية الخطورة للإصابة بنوبات هبوط السكر، أو يعانون من حالات مَرضية مزمنة ومصاحبة لداء السكري.
  • المرضى الذين يتعرّضون لهبوط متكرر بمستوى السكر بالدم من دون إدراك علامات الهبوط.
  • المرضى الذين تعرّضوا لهبوط السكر المتكرر أو غير المبرر في الأشهر الثلاثة الماضية.
  • مرضى السكري الذين عانوا من غيبوبة ارتفاع السكر غير الكيتونية في الأشهر الثلاثة الأخيرة قبل شهر رمضان.
  • إذا كان فحص السكر التراكمي أكثر من 10% مع وجود أعراض ارتفاع السكر أو سكر الدم قبل الأكل أكثر من 300 mg/dl.
  • المرضى الذين يعانون من الاضطرابات الإدراكية والخرف.
  • مرضى السكري الذين يتعرضون مطولاً للمناخ الحار، ودرجة حرارة أكثر من 37 درجة مئوية خلال النهار، بالإضافة إلى عامل خطورة إضافي.
  • المرضى الذين يعانون من داء السكري من النوع الأول ويعالَج بحقن متعددة من الإنسولين في اليوم (بِغض النظر عن انتظام مستويات السكر).
  • مرضى السكري من النوع الثاني الذين يتلقَّون علاجاً بحقن متعددة من الإنسولين في اليوم.
  • مرضى غسيل الكلى.
  • مرضى قصور الكلى.
  • وجود حموضه الدم الكيتونية في الأشهر الثلاثة الأخيرة قبل شهر رمضان.


ما هي الحالات التي تستوجب كسر الصيام؟

يجب كسر الصيام بأيّ وقت في الحالات التالية:

  • إذا كانت قراءات السكر 70 mg/dl أو أقل.
  • إذا كانت قراءات السكر 300 mg/dl أو أكثر.
  • في حالة الجفاف أو وجود حالة مَرضية حادّة.
  • في حال وجود علامات هبوط أو ارتفاع السكر.

إرشادات عامة لمرضى السكري

تعديل علاجات السكر يجب أن يتم بالتنسيق مع الطبيب المختص؛ بناءً على نوع العلاج المستخدَم، وانضباط السكر بشكل عام عند المريض.

  • مراقبة سكر الدم: معدلات السكر الطبيعية لمريض السكري، يجب أن تكون بالنسبة للصائم ما بين 80 – 130 mg/dl.
  • معدلات السكر الطبيعية لمريض السكري، يجب أن تكون بعد الوجبة بساعتين 180 mg/dl أو أقل.
  • متابعة قراءات السكر يومياً كما يلي:
  1. - قبل الإفطار.
  2. - قبل السحور.
  3. - بعد مرور 10 ساعات على بدء الصيام.
  4. - بعد الأكل بساعتين (بعد الإفطار والسحور).
  5. - عند الشعور بأيٍّ من أعراض هبوط أو ارتفاع السكر.

معلومات يجب على مريض السكري معرفتها قبل الصيام

قد يكون من الضروري على كلّ مريض سكري التزوُّد بالمعلومات الآتية:

  • قد ينخفض سكر الدم سريعاً وبشكلٍ مفاجئ، وقد تحتاج لمساعدة شخص آخر.
  • عند الشعور بالأعراض، تحقق من مستوى السكر أولاً إذا أمكن، و إذا كانت الأعراض شديدة، عالِج الهبوط من دون القياس.
  • عند حدوث نوبات هبوط السكر، يجب تناوُل كربوهيدرات سريعة الامتصاص مثل: ملعقة طعام من سكر المائدة مذابة في كوب ماء، أو ½ كوب عصير أو ملعقة عسل أو مربى. والقيام بالآتي:
  1. فحص السكر بعد 15 دقيقة من معالجة أعراض الهبوط، وإذا استمر الانخفاض يتم تكرار نفس خطوات المعالجة المذكورة سابقاً.
  2. بعد معالجة حالة الهبوط الحادّة، يجب تناوُل وجبة تحتوي على النشويات والبروتين مثل ساندويش جبنة.
  3. مراجعة الطبيب المعالِج لمعرفة سبب هبوط السكر.
  • التوقف عن الصيام، وشرب الماء أو سوائل أخرى عند الشعور بالإعياء، أو في حال أصبح الشخص مشوشاً أو مرتبكاً أو أصيب بالهبوط والإغماء.
  • إذا زاد معدل السكر في الدم لفترة طويلة عن المعدل المثالي، يجب اتخاذ إجراءات محددة لخفض نسبة السكر، مثل: تنظيم الغذاء، أو زيادة جرعات العلاج بعد استشارة الطبيب، أو زيادة النشاط الرياضي، أو كلّ ذلك معاً لتفادي حدوث مضاعفات.
  • على المرضى الذين يأخذون ثلاث حقن إنسولين يومياً، تجنُّب الصيام و/أو تعديل أوقات الجرعات بحيث يتم نقل جرعة الغداء إلى ما قبل المغرب للصائمين. وجرعة العشاء تنقل إلى ما قبل الغداء ليتسنى للمريض مشاركة الصائمين في وجبتهم الرئيسية.
  • علاجات ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الدهنيات يُنصح بأخذها قبل النوم، أما مدرّات البول؛ فيُنصح بأخذها عند وجبة الإفطار.
  • بالنسبة للفيتامينات، لا مانع من الاستمرار بأخذها خلال شهر رمضان، على أن تكون حسب إرشادات الطبيب المعالِج.


علاج السكري خلال شهر رمضان المبارك

  1. إذا كان المريض يأخذ ثلاث جرعات من الدواء الفموي، وسمح له طبيبه بالصيام، يجب أخذ ثلثي الجرعة عند وجبة الإفطار، والثلث المتبقي عند وجبة السحور.
  2. عند استخدام الأدوية التي تحفز إفراز الإنسولين من البنكرياس، يجب على المريض مراجعة طبيبه لتعديل الجرعة؛ حتى لا يحدث هبوط سكر خلال الصيام. مع العلم بأن غالبية أدوية هذه المجموعة تعمل لمدة 24 ساعة، ويُنصح بأخذها عند وجبة الإفطار.

نصائح وإرشادات لمرضى السكري

ويقدّم الدكتور محمد صنديد، مجموعة من الإرشادات لمرضى السكري خلال شهر رمضان، وهي كالآتي:

  • تناول وجبات صحية متوازنة على الإفطار والسحور، قليلة الملح وقليلة الدهون، مع الإكثار من الفاكهة والخضار والحبوب.
  • تجنّب التدخين.
  • تقليل الكافيين (مشروبات القهوة والشاي، وتجنّب مشروب العرقسوس).
  • القيام بالأنشطة الرياضية المعتدلة، وتجنّب الأنشطة الشاقة والعنيفة.
  • الحفاظ على الوزن.
  • أخذ قسط كافٍ من النوم.
  • في حال نسيان دواء الضغط، يجب أخذه عند التذكُّر بنفس اليوم. وإذا نسي لليوم الثاني، يجب عدم مضاعفة الجرعة. ورغم أن الدراسات قد أظهرت أن الصيام يؤدي إلى انخفاض الضغط، لكن هذا لا يعني أن يوقف المريض العلاج.

*ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.